لا علاقة بين المقامات الموسيقية والتجويد.. الموهبة أولا! في التاسع والعشرين من شهر مايو لعام 1978 كان مولده بقرية كفر الوزير بمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، لينشأ في ظلال أبيه القارئ المعروف الشحات محمد أنور والذي يعد مدرسة من مدارس تلاوة القرآن الكريم ، ولهذا تأثر الشيخ أنور كثيرا بوالده وكان له النصيب الأكبر بين قراء جيله في الحصول حتى أصبح قارئا مشهورا وفي الحوار معه نتعرف على المزيد.. بداية .. حدثنا عن نشأتك ومن كان له الفضل في تحفيظك للقرآن ؟ - نشأت في عائلة متدينة تحب القرآن فكان والدي الشيخ الشحات محمد أنور من رواد قراء القرآن في مصر والعالم العربي وبالطبع هو من كان له التأثير الأكبر في حياتي فهو الذي كان يحثني دائما على قراءة القرآن وحفظه وكان يصطحبني معه في الحفلات التي يقرأ فيها ما حببني ذلك أن أصبح مثله . وعلى يدي من تتلمذت ؟ - مجموعة من الشيوخ في الكتاتيب التي كان والدي يأخذني لحفظ القرآن فيها ولكن لم أتعلم من شيخ واحد بقدر ما علمني والدي فكان له الفضل الأكبر في تحفيظي القرآن وتعليمي تجويده وتلاوته وكان يتابعني باستمرار ويصلح لي من أخطائي حتى أصبحت جديرا بتلاوة القرآن . متى بدأت تقرأ أمام الناس ؟ - عندما كان عمري 10 سنوات وكان والدي يجعلني أقرأ القرآن يوم الجمعة أمام الناس في المسجد وكان يجعل أحد أقاربنا يسجل لي هذه القراءة كي يقيم صوتي وأدائي في القراءة بعد ذلك . من هم القراء الكبار الذين تأثرت بهم في صغرك ؟ - تأثرت بوالدي جدا, والكبار أمثال الشيوخ عبد الباسط عبد الصمد, محمد رفعت والشيخ الحصري وغيرهم . ومتى كانت بداية شهرتك ومعرفة الناس بك ؟ - أذكر أن عمري وقتها كان 14 سنة ، فكانت وزارة الأوقاف تريد بعض القراء من الكوادر الجدد وكان والدي والشيخ أبو العينين شعيشع يستمعان باستمرار لأصوات وقراءات الأطفال للقرآن فأصبح لديهما معرفة مسبقة بالأطفال أصحاب الأصوات الجميلة في تلاوة القرآن وكان الشيخ شعيشع هو صاحب فكرة أن أتقدم لامتحانات لجنة الأوقاف وقال لوالدي إن صوت أنور جميل وعليه أن يخوض التجربة, فاقتنع والدي بالفكرة وتقدمت للجنة الاستماع في الوزارة ونجحت وفزت بالمركز الأول وكان ذلك بداية نجاحي وشهرتي. ما هي أهم ذكرياتك مع رمضان ؟ - رمضان عام 2000 كان مميزا جدا بالنسبة لي, وهذا لأنني فزت في مسابقة عالمية لقراءة القرآن في مكة وعمري 22 سنة ويرجع الفضل في هذا الأمر لله ثم للشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف أستاذ علم القراءات الذي كان ذاهبا للمسابقة وأصر أن يأخذني معه وأتقدم للمسابقة, فذهبت وقرأت وكان القراء يقرأون في حدود 3 دقائق فقط لكني قرأت حوالي 20 دقيقة ولم تقاطعني اللجنة وكان الطلبة الذين أتوا من كل أنحاء العالم يصفقون ويهللون لي ما لفت ذلك أنظار لجنة التحكيم بأن صوتي لاقى استحسانهم فنجحت بفضل الله وفزت بالمركز الأول, ثم سافرت إلى إيران ولبنان، فالإذاعة تطلب منى باستمرار أن أتلو فيها وكذلك التليفزيون وكذلك تأتيني دعوات من المساجد الكبرى في مختلف أنحاء مصر كي أقرأ في صلوات الفجر والجمع وأيضا تأتيني دعوات لإحياء العديد من الحفلات القرآنية . ما أشهر المواقف في حياتك المرتبطة بالقرآن ؟ - لن أنسى موقفا حدث لي عندما كنت في لندن وأقرأ القرآن فسمعني أحد الأشخاص هناك وبعد أن انتهيت وجدته يجري علي ويقبل يدي ورجلي فعرفت أنه بريطاني مسلم لكنه لأول مرة يسمع القرآن في حياته وكان ذلك سببا في هدايته وبدأ يصلي بعدها ، وهناك أيضا مواقف أخرى لا أنساها, كان اتصل بي بعض الناس من فرنسا وقالوا لي إنهم من المغرب وأنهم أسلموا على يدي وبدأوا يصلون ويصومون بعدما سمعوني أقرأ القرآن في إحدى الفضائيات وحدث نفس الأمر أيضا من بعض الناس في مصر . هل هناك علاقة بين قراءة القرآن والمقامات الموسيقية ؟ للأسف هناك بعض القراء يظنون أنهم لابد أن يذهبوا لدراسة الموسيقى كي يدرسون المقامات والسلالم الموسيقية وطرق رفع وخفض الأصوات وغيرها بهدف أن يقرأوا القرآن بصوت جميل وبإتقان وهذا أمر خاطئ ، لأن الأساس في قراءة القرآن هو موهبة الصوت الجميل بالإضافة إلى إحساس القارئ بالكلمات التي تقال والاستماع لشيوخنا الكبار، فكل هذا يكفي القارئ ويجعله لا يحتاج لدراسة الموسيقى ليقرأ القرآن بحلاوة الصوت والأداء بل من الممكن أن تأتي عليهم بطريقة عكسية ويجعل الناس تنفر من سماعهم.