محافظ جنوب سيناء: افتتاح منشآت جديدة يعزز تنافسية شرم الشيخ وثقة الشركات العالمية في الاقتصاد المصري    ڤاليو تنجح في إتمام الإصدار التاسع عشر لسندات توريق بقيمة 735 مليون جنيه    حماس: تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي تؤكد النزعة التوسيعية للاحتلال وعمله على إبقاء حالة الصراع    وزير الخارجية الإسرائيلي: لن نوافق على إقامة دولة فلسطينية على مسافة شبه صفرية من سكاننا    مسؤول أممي: الجرائم الفظيعة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في الفاشر وصمة عار    تقارير: زين الدين زيدان يقود منتخب فرنسا بعد انتهاء كأس العالم 2026    أبوريدة يجتمع مع منتخب مصر المشارك في كأس العرب    موعد مباراة إيطاليا والنرويج.. والقنوات الناقلة في تصفيات كأس العالم 2026    طقس قد يتسبب في نزلات برد.. الأرصاد تصدر تحذيرا    تعليم الإسماعيلية: يعلن جداول امتحانات شهر نوفمبر للعام الدراسي 2025/2026    قوافل الأحوال المدنية تستخرج 9079 بطاقة رقم قومي.. وتلبي 1065 طلبًا منزليًا في أسبوع    خلاف على أولوية المرور يتحول لمنشور متداول    وزير الثقافة يزور طلاب أسوان المصابين في حادث طريق إسنا    الإفتاء تواصل مجالسها الإفتائية الأسبوعية وتجيب عن أسئلة الجمهور الشرعية    حينما تتحول رؤية الدولة للصحة الرقمية إلى التزام فعلي.. إطلاق الاستراتيجية الوطنية للصحة الرقمية خطوة واسعة فى طريق صعب    الأوقاف تعلن مواعيد المقابلات الشفوية للراغبين في استخراج تصريح خطابة    مصر ترحب باتفاق الدوحة الإطاري للسلام بين جمهورية الكونجو الديموقراطية وحركة M23    كيف نظم قانون الإجراءات الجنائية الجديد تفتيش المنازل والأشخاص؟    حبس طرفي مشاجرة نشبت بينهما بسبب معاكسة فتاة في المطرية    ما هي عقوبة مروجي الشائعات عبر السوشيال ميديا؟.. «خبير» يجيب    فيديو.. عمرو أديب يحتفي بتلال الفسطاط: من أعظم المشروعات في السنوات الأخيرة    السلم والثعبان 2 يتربع على عرش إيرادات ليلة أمس    الرياضية: أهلي جدة يفتح ملف تجديد عقد حارس الفريق إدوارد ميندي    سؤال برلمانى بشأن ظاهرة العجز الصارخ فى المعلمين    طريقة عمل صدور الفراخ، بصوص الليمون والثوم    فيروس ماربورغ.. القاتل الخفي الذي يعيد ذكريات الإيبولا    بنين تعتمد تعديلات دستورية تشمل إنشاء مجلس الشيوخ وتمديد الولاية الرئاسية    مصر وتشاد تبحثان خارطة طريق لتعزيز الاستثمار المشترك في الثروة الحيوانية    الري: التحلية للإنتاج الكثيف للغذاء أحد أدوات التعامل مستقبلا مع محدودية المياه وتحقيق الأمن الغذائي    كبير الأثريين يكشف تفاصيل تطوير المتحف المصري بالتحرير    مركز التجارة الدولي: 195 مليون دولار صادرات مصر من الشيكولاته في 2024    فرنسا يلتقي أذربيجان في مواجهة تحصيل حاصل بتصفيات مونديال 2026    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى الهرم دون إصابات    وزارة الداخلية تقرر إبعاد 3 أجانب خارج مصر    أمام كاب فيردي .. عمر مرموش يحل أزمة الجبهة اليسرى فى منتخب مصر    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأحد 16 نوفمبر 2025    وزير الخارجية يجري اتصالات مكثفة بشأن الملف النووي الإيراني    اليوم .. بدء القيد بالنقابة العامة لأطباء الأسنان لخريجى الكليات دفعة 2024    وزير الدفاع يشهد تنفيذ المرحلة الرئيسية للمشروع التكتيكي بالذخيرة الحية في المنطقة الغربية    أسعار الدواجن والبيض اليوم الأحد 16 نوفمبر 2025    سعر الدولار الأمريكي اليوم الأحد 16نوفمبر 2025    متي ينضم محمد صلاح لمعسكر الفراعنة قبل أمم أفريقيا ؟ ليفربول يحدد الموعد    إصابة العشرات بعد اندلاع اشتباكات في المكسيك وسط احتجاجات الجيل زد    «حماة الوطن» يعقد مؤتمرًا حاشدًا بالإسماعيلية لدعم مرشحيه    اليوم.. وزيرالثقافة ومحافظ الإسكندرية ورئيس أكاديمية الفنون يفتتحون فرع ألاكاديمية بالإسكندرية    مائل للبروده....تعرف على حالة الطقس المتوقعه اليوم الأحد 16 نوفمبر 2025 فى المنيا    مواقيت الصلاه اليوم الأحد 16نوفمبر 2025 فى محافظة المنيا..... اعرف مواقيت صلاتك    فيلم شكوى 713317 معالجة درامية هادئة حول تعقيدات العلاقات الإنسانية    بريطانيا تجرى أكبر تغيير فى سياستها المتعلقة بطالبى اللجوء فى العصر الحديث    "دولة التلاوة".. برنامج قرآني يتصدر الترند ويُحيي أصالة الصوت المصري    أدم محمد صبري: والدي رفض دخولنا نادي الزمالك ب "الواسطة".. وهذه وصيته لنا    خالد عبد الغفار: مصر تحقق نجاحات كبيرة جدًا على المستوى الدولي    وزير الصحة: متوسط عمر المصريين زاد 20 عاما منذ الستينيات.. وكل دولار ننفقه على الوقاية يوفر من 3 ل 7 دولارات    محمود حسن تريزيجيه: الانضباط والاحترام أساس تكوين شخصية لاعب الأهلي    عمرو أديب بعد حادث أحمد سعد: واخد عين.. حوادثنا قاتلة رغم الطفرة غير الطبيعية في الطرق    هل تشفي سورة الفاتحة من الأمراض؟.. داعية توضح| فيديو    مواقيت الصلاه اليوم السبت 15نوفمبر 2025 فى المنيا    الإفتاء: لا يجوز العدول عن الوعد بالبيع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كروان القرآن بعيون ابنته: أبي الشيخ محمود علي البنا
حفظ القرآن وعمره 01سنوات بتقليد الشيخ رفعت والشعشاعي
نشر في آخر ساعة يوم 23 - 08 - 2011

السادات يستجيب لمساعي البنا بتأسيس أول نقابة للقراء
السفر للقاهرة لدراسة المقامات الموسيقية منذ 56سنة
يقرأ »الإسراء« أمام عبدالناصر بعد رحيل والده فيأمر الرئيس بتسجيل المصحف المرتل بصوته للإذاعة
قصة حياة كروان القرآن الشيخ محمود علي البنا محفوفة بنفحات نورانية منذ ميلاده.. وحتي رحيله، سجلتها ابنته الكاتبة الصحفية الزميلة آمال البنا، عندما أعادت عجلة الزمن إلي الوراء خلال القرن الماضي.. واجتذبت من أعماق الذاكرة خيوط الذكري لتحكي بتأثر بالغ رحلة حياة والدها الراحل فتتجاوز ما يعرفه الناس عن القارئ »النجم« الذي لمع اسمه وصيته في سماء التلاوة داخل وخارج الحدود، إلي ما لا يعرفه الناس عن الشيخ الإنسان كرجل صنع بعطائه الفياض أسطورة إنسانية ذات معني خاص.
حكت »آمال« الابنة الوفية عن طفولة والدها، ونشأته، وحفظه للقرآن الكريم في صباه، وإصراره علي دراسة المقامات الموسيقية لصقل موهبته، واعتماده ليصبح أصغر القراء سنا في تاريخ الإذاعة، ثم تسجيل القرآن كاملا مجودا ومرتلا للإذاعات العربية والإسلامية، وأشهر الأماكن التي قرأ فيها عبر أسفاره لمعظم بلاد العالم، ولقاءاته بحكامها، وتكريمهم له بشهادات التقدير والأوسمة..
فماذا حكت »آمال« بالتفصيل؟!
ولد الشيخ محمود علي البنا في قرية شبراباص، مركز شبين الكوم، بمحافظة المنوفية في 71ديسمبر عام 6291، وكان الابن الأول في أسرته.
حيث نشأ في أسرة متدينة، وقد نذره والده للقرآن منذ مولده وألحقه بكتاب القرية وهو في سن الخامسة ليتعلم القرآن.
وأتم حفظ القرآن كاملا وعمره عشر سنوات فكان أصغر من حفظ القرآن بالقرية.
فألحقه والده بمعهد المنشاوي بطنطا ليتعلم علوم القرآن.
وتعلم القراءات علي يد الشيخ إبراهيم سلام بالمعهد الأحمدي بطنطا.
واشتهر منذ صباه بتقليد كبار القراء أمثال الشيخ محمد رفعت والشيخ عبدالفتاح الشعشاعي وغيرهما.
دراسة المقامات الموسيقية
لكنه عكف علي دراسة المقامات الموسيقية والتواشيح مع الشيخ درويش الحريري عند نزوحه إلي القاهرة سنة 6491 ليتلقي إبداعات التلاوة باستماعه لعمالقة التلاوة لذلك العصر..
وعندما عين صالح باشا حرب رئيسا للمجلس الأعلي لجمعية الشبان المسلمين اختار الشيخ محمود علي البنا قارئا للجمعية سنة 7491 قبل التحاقه بالإذاعة المصرية.
ثم حصل علي شهادة إجازة التجويد من الأزهر الشريف عند نزوحه إلي القاهرة، وكانت صدفة رائعة أن استمع أحد كبار المسئولين بالإذاعة لصوت الشيخ البنا في مناسبة احتفال جمعية الشبان المسلمين بالعام الهجري فرشحه للالتحاق بالإذاعة المصرية.
واجتاز الشيخ البنا عدة اختبارات أمام لجنة القراءة بالإذاعة بجدارة فأجازته قارئا بالإذاعة المصرية في 71ديسمبر 8491.. ليصبح أصغر القراء سنا في تاريخ الإذاعة.
وكتبت عنه وقتها أقلام الصحافة أنه وصل للصفوف الأمامية بين قراء عصره بسرعة منقطعة النظير.
سجل القرآن كاملا مجودا ومرتلا للإذاعة المصرية والإذاعات العربية والإسلامية.
فكان قارئا للسورة في مسجد عين الحياة بحدائق القبة من 3591 6591 وثلاث سنوات تالية في مسجد الرفاعي.
وقارئا للسورة بمسجد الأحمدي بطنطا ثلاثة وعشرين عاما متتالية.. 9591 2891، ثم قارئا بمسجد الحسين الثلاث سنوات الأخيرة قبل رحيله 2891 5891.
في المساجد التاريخية
ومن أشهر الأماكن التي قرأ فيها القرآن خلال أسفاره المسجد الأقصي بفلسطين، والمسجد الأموي بدمشق، والحرمين المكي والمدني بالمملكة العربية السعودية.
كذلك زار الجاليات الإسلامية في آسيا وأوروبا وأفريقيا منها الهند وتايلاند وماليزيا وسنغافورة وألمانيا والنمسا.
ودعي لتسجيل المصحف مرتلا ومجودا في معظم البلاد العربية والإسلامية.
وكلفته وزارة الأوقاف المصرية عدة مرات بتمثيل مصر في مؤتمرات ولجان القرآن الكريم بالدول الأجنبية.. حيث كان رئيسا للجان الحكام في مسابقات القرآن الكريم في مثل هذه البلاد.
وعن تكريمه في حياته حصل الشيخ محمود علي البنا علي العديد من شهادات التقدير والتكريم والأوسمة من مختلف الدول التي زارها.
وتسلم من الرئيس جمال عبدالناصر هدية تذكارية عبارة عن طبق من الفضة يحمل توقيع الرئيس ناصر عام 7691.
أيضا حصل علي ميدالية تذكارية من القوات الجوية في عيدها الخمسين عام 2891، وحصل علي درع الإذاعة في الاحتفال بعيدها الذهبي عام 4891.
في قرية شبراباص
وتعود الابنة الوفية »آمال« بعجلة الزمن إلي الوراء لتحكي ظروف ولادة أبيها.
في قرية »شبراباص« وهي قرية أغلبها بيوت عشوائية مبنية بالطوب اللبن والطين، بعضها مسقوف بالحصير والبعض الآخر مسقوف بعروق خشبية والبعض الآخر مستطيل، جميعها متلاصقة في عشوائية هائلة وكان بيت الحاج »علي البنا« واحدا من تلك البيوت وكانت تعيش معه زوجته وطفلته الوحيدة »رتيبة« وكان هو وزوجته يعيشان حالة من القلق المختلط بحزن صامت.
وتضيف كان منبع قلق الحاج علي البنا وأهل بيته ألا يمنحهما الله فرصة إنجاب الولد، إذ كانت زوجته قبل عام 6291 وعلي مدار 4سنوات متتالية تسبق هذا التاريخ كانت تنجب في كل عام ولدا، وكان الموت يخطف المولود فور ولادته وقبل أن تتلقفه يد والديه يكون المولود قد فارق الحياة.
ولادة من 58سنة
وأخيرا رزقه الله بمولوده وقد نذر الحاج »علي البنا« مولوده الجديد »محمود« للقرآن، وربط النعمة لحظة تلقيها بالمنعم سبحانه وتعالي، ليعيد الفضل لصاحبه، ليوثق ارتباطه بخالقه في الفرح كما كان من قبل في الحزن، محاولا أن يرسم لابنه طريقا إلي الجنة مع أول أنفاسه في الحياة.
ومنذ ولادته حدد له طريقه في الحياة لينبته نبتة طاهرة منذ ميلاده في 71ديسمبر 6291.
ومرت السنوات الخمس الباقية علي اتمام الصغير حفظة للقرآن، كان يروح ويجيء خلالها من وإلي الكتاب حاملا حقيبته القماشية المتواضعة التي يحمل بداخلها الألواح والطباشير، وكل يوم واجب جديد حتي صار في سرعة حفظه للقرآن أشبه بقطع الأسفنج التي لها القدرة علي امتصاص ما تتعرض إليه في أقل وقت.
مع عمالقة التلاوة
وتشير إلي أنه مع كل آية ينساب صوت الصغير بآيات الله كسلاسل الذهب، فتنفرج أسارير الكبار لما يسمعون وهم يتأملون الطفل سعداء بصوته الجميل بنظرات اختلطت فيها الدهشة بالإعجاب كأنه أعجوبة من عجائب قريتهم، ويزداد الجميع بكل من مر بهم فيوقفه صوت الصغير وهو يكمل تلاوته.
مع أهل بولاق أبوالعلا، وفي سرادق تبدو علي كل ركن من أركانه الفخامة والأبهة، جلس الشيخ محمود علي البنا وكان قد غدا شابا أتم التاسعة عشرة من عمره، جلس بينهم يستمع إلي تلاوة الشيخ محمد سلامة ومن بعده تلاوة الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي وكلاهما نجم من نجوم التلاوة في ذلك الوقت عام 6491، وكانت مثل هذه السهرات والمناسبات في ذلك الوقت هي أكبر فرصة للناس ليستمتعوا فيها بتلاوة هؤلاء النجوم.
وكان الشيخ محمود لا يستمع مع الناس ليستمتع بروعة الأداء فحسب ولكن ليستقي من هؤلاء النجوم إبداعات التلاوة.
بين أحياء القاهرة
وتلك كانت مهمته التي جاء للقاهرة من أجلها والتي خصص لها معظم وقته ينتقل بين أحياء القاهرة للوصول إلي هؤلاء القراء مثل الشيخ علي محمود والشيخ محمد رفعت والشيخ طه الفشني والشيخ عبدالفتاح الشعشاعي والشيخ مصطفي إسماعيل وغيرهم.
أما عن رحلاته إلي خارج الحدود
كانت وزارة الأوقاف المصرية تختار الشيخ محمود علي البنا كأحد أعلام القراء في مصر، ضمن بعثة الأوقاف المصرية التي كانت تطوف البلاد العربية والإسلامية خلال شهر رمضان من كل عام لإحياء ليالي رمضان في هذه البلاد بتلاوة آيات القرآن الكريم.
وأراد الله سبحانه وتعالي أن يفتح للشيخ بأسفاره المتعددة نوافد جديدة للمعرفة اكتسب منها ثقافة مخالطة الشعوب ومعايشة حياتهم.
انطلاقة لخارج الحدود
فكانت للشيخ انطلاقة قرآنية واسعة بصوته الملائكي إلي خارج مصر، كان فيها سفيرا للقرآن وأميرا للتلاوة أينما حل بهذه البلاد كما وصفته أقلام الصحافة.
وتعددت رحلاته إلي معظم البلاد العربية والإسلامية في جنوب شرق آسيا وسافر أيضا إلي الهند وباكستان.
وفي أوروبا سافر إلي ألمانيا والنمسا..
وكانت له في كل بلد وطئتها أقدامه مواقف وذكريات رواها الشيخ في كثير من أحاديثه الإذاعية والتليفزيونية المسجلة.
إلي جانب ما تلقاه الشيخ من دعوات خاصة في مناسبات دينية مختلفة، فقد دعي إلي تسجيل القرآن الكريم كاملا مجودا ومرتلا بجميع إذاعات الدول العربية. والبلاد علي اختلاف مواقعها في كل أنحاء الدنيا مثل البشر باختلاف ألوانهم وألسنتهم، فلكل بلد طابعه الخاص بخيراته وألوان الطبيعة فيها وثقافة أهله.
مع عمر بطيشة
لقد فتح الشيخ البنا من قبل ملف ذكرياته السياحية الدينية في حديث إذاعي مسجل عن رحلته مع القرآن الكريم حاوره فيها الإذاعي الكبير »عمر بطيشة« وقال في حواره »إنه سافر إلي معظم الدول العربية فكنا ننزل في ضيافة القصور الرئاسية في العراق التي سافرت إليها في عهد الرئيس العراقي الأسبق »عبدالسلام عارف« وكنا نقرأ في القصر الجمهوري قبل أذان المغرب وكنا نقوم بعمل بعض التسجيلات القرآنية لتحتفظ بها الدول المضيفة.
وسافرت إلي سوريا وقرأت بالمسجد الأموي هناك، وأكرمني الله بتلاوة القرآن الكريم بالمسجد الأقصي بفلسطين عندما كنت في زيارة للمملكة الأردنية الهاشمية وأتيحت لي وقتها فرصة لزيارة فلسطين وهناك دعيت للتلاوة بالمسجد الأقصي.
كما زرت الكويت والإمارات وليبيا وتونس والجزائر وكان رمضان في كل البلاد العربية والإسلامية له صورة واحدة هي تلاوة القرآن والصلوات في المساجد وتوزيع الصدقات حسب عادات الشعوب في كل دولة«.
علاقته بعبدالناصر
حول علاقته بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر تروي آمال البنا أنه في منزل الشيخ بشبرا دق جرس التليفون وتصادف تواجد الشيخ بالبيت فرفع سماعة التليفون ليصل إلي صوت عبدالحميد الحديدي مدير الإذاعة المصرية في منتصف الستينيات يخبره بوفاة عبدالناصر حسين والد الرئيس جمال عبدالناصر.. ويؤكد علي ضرورة تواجد الشيخ في العزاء بالإسكندرية لإحياء ليلة المأتم مع زملائه من كبار القراء.
في اليوم التالي تروي آمال البنا وحسب الموعد المحدد في ميدان تريانو بالإسكندرية وفي السرادق المقام للعزاء هناك، كان يقرأ القرآن بالتبادل مع الشيخ عبدالباسط عبدالصمد من الثالثة حتي الرابعة عصرا.
وبعد انقضاء ليلة العزاء سافر القراء إلي القاهرة عائدين، وتم اختيار الشيخ البنا والشيخ الحصري للمبيت في الإسكندرية، وتم استضافتهما من قبل الإذاعة في فندق سيسيل بالإسكندرية وفي الثامنة صباحا دق جرس التليفون فإذا »بمحمد أحمد« سكرتير الرئيس عبدالناصر يطلب منه ألا يعود إلي القاهرة قبل مقابلة الرئيس عبدالناصر.
في منزل الرئيس
وفي منزل الرئيس بالإسكندرية كانت مقابلة خاصة جمعته بالرئيس عبدالناصر أبدي فيها الرئيس إعجابه بصوته في التلاوة المجودة في ليلة العزاء، وطلب منه أن يستمع إلي صوته في تلاوة مرتلة.
فبادر علي الفور بتلاوة ما تيسر من سورة الإسراء.. »وبالحق أنزلناه وبالحق نزل وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا« حتي آخر السورة وأبدي الرئيس استحسانه لصوت الشيخ البنا في ترتيل القرآن.
وطلب الرئيس من الإذاعة أن تقوم بتسجيل المصحف المرتل للشيخ محمود علي البنا مع كبار القراء.
أما عن رحيله منذ أكثر من ربع قرن..
ففي صباح يوم 02يوليو 5891 خرجت »شبراباص« كلها كبارها وصغارها، رجالها ونساءها وأطفالها لوداع الشيخ البنا الوداع الأخير الذي شهدت في وداعه أكبر وأفخم جنازة يمكن أن تشاهدها هذه القرية في تاريخها كله.
في الوداع الأخير
وكانت مكبرات الصوت في مساجد القرية كلها قد أعلنت خبر الوفاة الذي رددته وسائل الإعلام المختلفة.
خرجت القرية كلها، تنتظر جثمان رجل اجتمعوا علي حبه جزاء لما قدمه لهم من خير مع جمهوره وأحبائه وتلاميذه وأصدقائه من معظم محافظات مصر.
وفي القاهرة اكتظ مسجد الحسين بأهل الشيخ البنا وجمهوره حتي فاض بهم فخرج الكثير منهم إلي ساحة المسجد جاءوا جميعا لوداعه.
وجاءت باقة الوفاء الأولي من أقرب الناس إلي الشيخ عندما سعت أسرته لتحقيق حلم الشيخ في إتمام بناء المسجد وأرادوا بذلك أن يتموا عليه نوره في قبره بإقامة الصلوات وذكر الله في مسجده ونظموا حفلا في افتتاح المسجد كما تمني الشيخ وبنفس الترتيبات التي تمناها قبل وفاته.
وكان الشيخ قد رحل وفي نيته حسب نصيحة الشيخ الشعراوي أن يطلق علي مسجده »اسم مسجد الرحمة«..
تكريم بعد الرحيل
أما عن تكريم الشيخ محمود علي البنا بعد رحيله
فقد كرمت محافظة الغربية الشيخ محمود علي البنا بإطلاق اسمه علي الشارع الملاصق لمسجد السيد البدوي في طنطا.
واعتمدت مشيخة عموم الطرق الصوفية الاحتفال بمولد الشيخ محمود علي البنا كل عام وتم قيده بسجل الموالد الرسمية علي أن يكون الاحتفال دينيا بتلاوة القرآن والمدائح النبوية، أيضا تحتفل الإذاعة والتليفزيون كل عام بذكري الشيخ البنا مرتين مرة في ذكري وفاته ومرة في ذكري ميلاده.
والذي قد لا يعرفه الكثيرون.
أن الشيخ محمود علي البنا وضع قبل رحيله لبنة المجمع الإسلامي في بلدته شبراباص (مسجد، دار لتحفيظ القرآن، مكتبة إسلامية، مصلي للسيدات).
وكرمه أبناؤه بعد رحيله باستكمال مشروعه الخيري شبراباص المجمع الإسلامي وإطلاق اسم الشيخ محمود علي البنا علي المسجد.
وسجل أبناء الشيخ رحلة حياته في كتاب بعنوان:
محمود علي البنا (صوت تحبه الملائكة)
وقام المهندس شفيق محمود البنا بجمع التراث القرآني للشيخ في مكتبة قرآنية كبيرة ضمت أندر التسجيلات بصوت الشيخ محمود علي البنا في مراحل عمره المختلفة.
قارئ وثلاثة رؤساء
لم يأت هذا التكريم بعد الرحيل من فراغ، فقد كان كروان القرآن الراحل الشيخ محمود علي البنا محل تقدير من رؤساء مصر السابقين الثلاثة:
فبأمر من الرئيس جمال عبدالناصر سجل الشيخ محمود علي البنا المصحف المرتل للإذاعة المصرية، اقتناعا من ناصر بعذوبة صوته الملائكي، وكتبت أقلام الصحافة عن وفاة الشيخ البنا للرئيس جمال عبدالناصر بعد رحيل الرئيس.. ولذلك قصة:
فقد ظل الشيخ البنا يحيي ليلة الاحتفال بذكري رحيل الرئيس عبدالناصر مجاملة بدون أجر حتي وفاة الشيخ محمود علي البنا في سنة 5891، وكسب الشيخ البنا تأييد الرئيس أنور السادات لفكرة نقابة القراء استجابة لمساعي الشيخ في تأسيس أول نقابة للقراء في مصر سنة 3891.
كما منح الرئيس السابق حسني مبارك اسم الشيخ محمود علي البنا بعد رحيله وسام الامتياز في العلوم والفنون سنة 0991.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.