عباس شراقي: فيضانات السودان غير المعتادة بسبب تعطل توربينات سد النهضة    البداية الرقمية للنقل الذكي في مصر.. تراخيص إنترنت الأشياء للمركبات تدخل حيز التنفيذ    وزير الإسكان: بدء تصنيف حالات الإيجار القديم وفق شرائح الدخل    لماذا كل هذه العداء السيساوي لغزة.. الأمن يحاصر مقر أسطول الصمود المصري واعتقال 3 نشطاء    مقتل شخص وإصابة 15 في هجوم روسي على مدينة دنيبرو الأوكرانية    تشكيل منتخب مصر أمام نيوزيلندا في كأس العالم للشباب    سلوت عن جلوس صلاح على مقاعد البدلاء أمام جالاتا سراي: رفاهية الخيارات المتعددة    خطة إطاحة تتبلور.. مانشستر يونايتد يدرس رحيل أموريم وعودة كاريك مؤقتا    مصرع 7 عناصر إجرامية وضبط كميات ضخمة من المخدرات والأسلحة في مداهمة بؤرة خطرة بالبحيرة    الأرصاد: الخريف بدأ بطقس متقلب.. واستعدادات لموسم السيول والأمطار    مفتي الجمهورية يبحث مع وفد منظمة شنغهاي آليات التعاون ضد التطرف والإسلاموفوبيا    مواقيت الصلاة فى أسيوط غدا الأربعاء 1102025    ماجد الكدوانى ومحمد على رزق أول حضور العرض الخاص لفيلم "وفيها ايه يعنى".. صور    أمين الفتوى: احترام كبار السن أصل من أصول العقيدة وواجب شرعي    ولي العهد يتسلم أوراق اعتماد سفراء عدد من الدول الشقيقة والصديقة المعينين لدى المملكة    محافظ القاهرة يناقش ملف تطوير القاهرة التراثية مع مستشار رئيس الجمهورية    من القلب للقلب.. برج القاهرة يتزين ب لوجو واسم مستشفى الناس احتفالًا ب«يوم القلب العالمي»    بعد رصد 4 حالات فى مدرسة دولية.. تعرف علي أسباب نقل عدوى HFMD وطرق الوقاية منها    جارناتشو يقود هجوم تشيلسى ضد بنفيكا فى ليلة مئوية البلوز    البورصة المصرية.. أسهم التعليم والخدمات تحقق أعلى المكاسب بينما العقارات تواجه تراجعات ملحوظة    هل يجوز للمرأة اتباع الجنازة حتى المقابر؟ أمين الفتوى يجيب.. فيديو    "أنا حاربت إسرائيل".. الموسم الثالث على شاشة "الوثائقية"    أحمد موسى: حماس أمام قرار وطنى حاسم بشأن خطة ترامب    محافظ قنا يسلم عقود تعيين 733 معلمًا مساعدًا ضمن مسابقة 30 ألف معلم    داعية: تربية البنات طريق إلى الجنة ووقاية من النار(فيديو)    نقيب المحامين يتلقى دعوة للمشاركة بالجلسة العامة لمجلس النواب لمناقشة مشروع قانون "الإجراءات الجنائية"    بلاغ ضد فنانة شهيرة لجمعها تبرعات للراحل إبراهيم شيكا خارج الإطار القانوني    "الرعاية الصحية" تطلق 6 جلسات علمية لمناقشة مستقبل الرعاية القلبية والتحول الرقمي    البنك الزراعي المصري يحتفل بالحصول على شهادة الأيزو ISO-9001    محمود فؤاد صدقي يترك إدارة مسرح نهاد صليحة ويتجه للفن بسبب ظرف صحي    مصر تستضيف معسكر الاتحاد الدولي لكرة السلة للشباب بالتعاون مع الNBA    بدر محمد: تجربة فيلم "ضي" علمتنى أن النجاح يحتاج إلى وقت وجهد    «العمل» تجري اختبارات جديدة للمرشحين لوظائف بالأردن بمصنع طوب    بعد 5 أيام من الواقعة.. انتشال جثمان جديد من أسفل أنقاض مصنع المحلة    المبعوث الصينى بالأمم المتحدة يدعو لتسريع الجهود الرامية لحل القضية الفلسطينية    اليوم.. البابا تواضروس يبدأ زيارته الرعوية لمحافظة أسيوط    حسام هيبة: مصر تفتح ذراعيها للمستثمرين من جميع أنحاء العالم    موعد إجازة 6 أكتوبر 2025 رسميًا.. قرار من مجلس الوزراء    الأمم المتحدة: لم نشارك في وضع خطة ترامب بشأن غزة    انتشال جثمان ضحية جديدة من أسفل أنقاض مصنع البشبيشي بالمحلة    وفاة غامضة لسفير جنوب أفريقيا في فرنسا.. هل انتحر أم اغتاله الموساد؟    برج القاهرة يتزين ب لوجو واسم مستشفى الناس احتفالًا ب«يوم القلب العالمي»    لطلاب الإعدادية والثانوية.. «التعليم» تعلن شروط وطريقة التقديم في مبادرة «أشبال مصر الرقمية» المجانية في البرمجة والذكاء الاصطناعي    تعليم مطروح تتفقد عدة مدارس لمتابعة انتظام الدراسة    التقديم مستمر حتى 27 أكتوبر.. وظائف قيادية شاغرة بمكتبة مصر العامة    كونتي: لن أقبل بشكوى ثانية من دي بروين    «مش عايش ومعندهوش تدخلات».. مدرب الزمالك السابق يفتح النار على فيريرا    «الداخلية»: تحرير 979 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة ورفع 34 سيارة متروكة بالشوارع    احذر من توقيع العقود.. توقعات برج الثور في شهر أكتوبر 2025    عرض «حصاد» و «صائد الدبابات» بمركز الثقافة السينمائية في ذكرى نصر أكتوبر    بيدري يعلق على مدح سكولز له.. ومركزه بالكرة الذهبية    الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر يحدد ضوابط التعامل مع وسائل التواصل ويحذر من انتحال الشخصية ومخاطر "الترند"    قافلة طبية وتنموية شاملة من جامعة قناة السويس إلى حي الجناين تحت مظلة "حياة كريمة"    انكماش نشاط قناة السويس بنحو 52% خلال العام المالي 2024-2025 متأثرا بالتوترات الجيوسياسيّة في المنطقة    ضبط 5 ملايين جنيه في قضايا اتجار بالنقد الأجنبي خلال 24 ساعة    التحقيق مع شخصين حاولا غسل 200 مليون جنيه حصيلة قرصنة القنوات الفضائية    السيسي يجدد التأكيد على ثوابت الموقف المصري تجاه الحرب في غزة    الأهلي يصرف مكافآت الفوز على الزمالك في القمة للاعبين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كروان القرآن بعيون ابنته: أبي الشيخ محمود علي البنا
حفظ القرآن وعمره 01سنوات بتقليد الشيخ رفعت والشعشاعي
نشر في آخر ساعة يوم 23 - 08 - 2011

السادات يستجيب لمساعي البنا بتأسيس أول نقابة للقراء
السفر للقاهرة لدراسة المقامات الموسيقية منذ 56سنة
يقرأ »الإسراء« أمام عبدالناصر بعد رحيل والده فيأمر الرئيس بتسجيل المصحف المرتل بصوته للإذاعة
قصة حياة كروان القرآن الشيخ محمود علي البنا محفوفة بنفحات نورانية منذ ميلاده.. وحتي رحيله، سجلتها ابنته الكاتبة الصحفية الزميلة آمال البنا، عندما أعادت عجلة الزمن إلي الوراء خلال القرن الماضي.. واجتذبت من أعماق الذاكرة خيوط الذكري لتحكي بتأثر بالغ رحلة حياة والدها الراحل فتتجاوز ما يعرفه الناس عن القارئ »النجم« الذي لمع اسمه وصيته في سماء التلاوة داخل وخارج الحدود، إلي ما لا يعرفه الناس عن الشيخ الإنسان كرجل صنع بعطائه الفياض أسطورة إنسانية ذات معني خاص.
حكت »آمال« الابنة الوفية عن طفولة والدها، ونشأته، وحفظه للقرآن الكريم في صباه، وإصراره علي دراسة المقامات الموسيقية لصقل موهبته، واعتماده ليصبح أصغر القراء سنا في تاريخ الإذاعة، ثم تسجيل القرآن كاملا مجودا ومرتلا للإذاعات العربية والإسلامية، وأشهر الأماكن التي قرأ فيها عبر أسفاره لمعظم بلاد العالم، ولقاءاته بحكامها، وتكريمهم له بشهادات التقدير والأوسمة..
فماذا حكت »آمال« بالتفصيل؟!
ولد الشيخ محمود علي البنا في قرية شبراباص، مركز شبين الكوم، بمحافظة المنوفية في 71ديسمبر عام 6291، وكان الابن الأول في أسرته.
حيث نشأ في أسرة متدينة، وقد نذره والده للقرآن منذ مولده وألحقه بكتاب القرية وهو في سن الخامسة ليتعلم القرآن.
وأتم حفظ القرآن كاملا وعمره عشر سنوات فكان أصغر من حفظ القرآن بالقرية.
فألحقه والده بمعهد المنشاوي بطنطا ليتعلم علوم القرآن.
وتعلم القراءات علي يد الشيخ إبراهيم سلام بالمعهد الأحمدي بطنطا.
واشتهر منذ صباه بتقليد كبار القراء أمثال الشيخ محمد رفعت والشيخ عبدالفتاح الشعشاعي وغيرهما.
دراسة المقامات الموسيقية
لكنه عكف علي دراسة المقامات الموسيقية والتواشيح مع الشيخ درويش الحريري عند نزوحه إلي القاهرة سنة 6491 ليتلقي إبداعات التلاوة باستماعه لعمالقة التلاوة لذلك العصر..
وعندما عين صالح باشا حرب رئيسا للمجلس الأعلي لجمعية الشبان المسلمين اختار الشيخ محمود علي البنا قارئا للجمعية سنة 7491 قبل التحاقه بالإذاعة المصرية.
ثم حصل علي شهادة إجازة التجويد من الأزهر الشريف عند نزوحه إلي القاهرة، وكانت صدفة رائعة أن استمع أحد كبار المسئولين بالإذاعة لصوت الشيخ البنا في مناسبة احتفال جمعية الشبان المسلمين بالعام الهجري فرشحه للالتحاق بالإذاعة المصرية.
واجتاز الشيخ البنا عدة اختبارات أمام لجنة القراءة بالإذاعة بجدارة فأجازته قارئا بالإذاعة المصرية في 71ديسمبر 8491.. ليصبح أصغر القراء سنا في تاريخ الإذاعة.
وكتبت عنه وقتها أقلام الصحافة أنه وصل للصفوف الأمامية بين قراء عصره بسرعة منقطعة النظير.
سجل القرآن كاملا مجودا ومرتلا للإذاعة المصرية والإذاعات العربية والإسلامية.
فكان قارئا للسورة في مسجد عين الحياة بحدائق القبة من 3591 6591 وثلاث سنوات تالية في مسجد الرفاعي.
وقارئا للسورة بمسجد الأحمدي بطنطا ثلاثة وعشرين عاما متتالية.. 9591 2891، ثم قارئا بمسجد الحسين الثلاث سنوات الأخيرة قبل رحيله 2891 5891.
في المساجد التاريخية
ومن أشهر الأماكن التي قرأ فيها القرآن خلال أسفاره المسجد الأقصي بفلسطين، والمسجد الأموي بدمشق، والحرمين المكي والمدني بالمملكة العربية السعودية.
كذلك زار الجاليات الإسلامية في آسيا وأوروبا وأفريقيا منها الهند وتايلاند وماليزيا وسنغافورة وألمانيا والنمسا.
ودعي لتسجيل المصحف مرتلا ومجودا في معظم البلاد العربية والإسلامية.
وكلفته وزارة الأوقاف المصرية عدة مرات بتمثيل مصر في مؤتمرات ولجان القرآن الكريم بالدول الأجنبية.. حيث كان رئيسا للجان الحكام في مسابقات القرآن الكريم في مثل هذه البلاد.
وعن تكريمه في حياته حصل الشيخ محمود علي البنا علي العديد من شهادات التقدير والتكريم والأوسمة من مختلف الدول التي زارها.
وتسلم من الرئيس جمال عبدالناصر هدية تذكارية عبارة عن طبق من الفضة يحمل توقيع الرئيس ناصر عام 7691.
أيضا حصل علي ميدالية تذكارية من القوات الجوية في عيدها الخمسين عام 2891، وحصل علي درع الإذاعة في الاحتفال بعيدها الذهبي عام 4891.
في قرية شبراباص
وتعود الابنة الوفية »آمال« بعجلة الزمن إلي الوراء لتحكي ظروف ولادة أبيها.
في قرية »شبراباص« وهي قرية أغلبها بيوت عشوائية مبنية بالطوب اللبن والطين، بعضها مسقوف بالحصير والبعض الآخر مسقوف بعروق خشبية والبعض الآخر مستطيل، جميعها متلاصقة في عشوائية هائلة وكان بيت الحاج »علي البنا« واحدا من تلك البيوت وكانت تعيش معه زوجته وطفلته الوحيدة »رتيبة« وكان هو وزوجته يعيشان حالة من القلق المختلط بحزن صامت.
وتضيف كان منبع قلق الحاج علي البنا وأهل بيته ألا يمنحهما الله فرصة إنجاب الولد، إذ كانت زوجته قبل عام 6291 وعلي مدار 4سنوات متتالية تسبق هذا التاريخ كانت تنجب في كل عام ولدا، وكان الموت يخطف المولود فور ولادته وقبل أن تتلقفه يد والديه يكون المولود قد فارق الحياة.
ولادة من 58سنة
وأخيرا رزقه الله بمولوده وقد نذر الحاج »علي البنا« مولوده الجديد »محمود« للقرآن، وربط النعمة لحظة تلقيها بالمنعم سبحانه وتعالي، ليعيد الفضل لصاحبه، ليوثق ارتباطه بخالقه في الفرح كما كان من قبل في الحزن، محاولا أن يرسم لابنه طريقا إلي الجنة مع أول أنفاسه في الحياة.
ومنذ ولادته حدد له طريقه في الحياة لينبته نبتة طاهرة منذ ميلاده في 71ديسمبر 6291.
ومرت السنوات الخمس الباقية علي اتمام الصغير حفظة للقرآن، كان يروح ويجيء خلالها من وإلي الكتاب حاملا حقيبته القماشية المتواضعة التي يحمل بداخلها الألواح والطباشير، وكل يوم واجب جديد حتي صار في سرعة حفظه للقرآن أشبه بقطع الأسفنج التي لها القدرة علي امتصاص ما تتعرض إليه في أقل وقت.
مع عمالقة التلاوة
وتشير إلي أنه مع كل آية ينساب صوت الصغير بآيات الله كسلاسل الذهب، فتنفرج أسارير الكبار لما يسمعون وهم يتأملون الطفل سعداء بصوته الجميل بنظرات اختلطت فيها الدهشة بالإعجاب كأنه أعجوبة من عجائب قريتهم، ويزداد الجميع بكل من مر بهم فيوقفه صوت الصغير وهو يكمل تلاوته.
مع أهل بولاق أبوالعلا، وفي سرادق تبدو علي كل ركن من أركانه الفخامة والأبهة، جلس الشيخ محمود علي البنا وكان قد غدا شابا أتم التاسعة عشرة من عمره، جلس بينهم يستمع إلي تلاوة الشيخ محمد سلامة ومن بعده تلاوة الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي وكلاهما نجم من نجوم التلاوة في ذلك الوقت عام 6491، وكانت مثل هذه السهرات والمناسبات في ذلك الوقت هي أكبر فرصة للناس ليستمتعوا فيها بتلاوة هؤلاء النجوم.
وكان الشيخ محمود لا يستمع مع الناس ليستمتع بروعة الأداء فحسب ولكن ليستقي من هؤلاء النجوم إبداعات التلاوة.
بين أحياء القاهرة
وتلك كانت مهمته التي جاء للقاهرة من أجلها والتي خصص لها معظم وقته ينتقل بين أحياء القاهرة للوصول إلي هؤلاء القراء مثل الشيخ علي محمود والشيخ محمد رفعت والشيخ طه الفشني والشيخ عبدالفتاح الشعشاعي والشيخ مصطفي إسماعيل وغيرهم.
أما عن رحلاته إلي خارج الحدود
كانت وزارة الأوقاف المصرية تختار الشيخ محمود علي البنا كأحد أعلام القراء في مصر، ضمن بعثة الأوقاف المصرية التي كانت تطوف البلاد العربية والإسلامية خلال شهر رمضان من كل عام لإحياء ليالي رمضان في هذه البلاد بتلاوة آيات القرآن الكريم.
وأراد الله سبحانه وتعالي أن يفتح للشيخ بأسفاره المتعددة نوافد جديدة للمعرفة اكتسب منها ثقافة مخالطة الشعوب ومعايشة حياتهم.
انطلاقة لخارج الحدود
فكانت للشيخ انطلاقة قرآنية واسعة بصوته الملائكي إلي خارج مصر، كان فيها سفيرا للقرآن وأميرا للتلاوة أينما حل بهذه البلاد كما وصفته أقلام الصحافة.
وتعددت رحلاته إلي معظم البلاد العربية والإسلامية في جنوب شرق آسيا وسافر أيضا إلي الهند وباكستان.
وفي أوروبا سافر إلي ألمانيا والنمسا..
وكانت له في كل بلد وطئتها أقدامه مواقف وذكريات رواها الشيخ في كثير من أحاديثه الإذاعية والتليفزيونية المسجلة.
إلي جانب ما تلقاه الشيخ من دعوات خاصة في مناسبات دينية مختلفة، فقد دعي إلي تسجيل القرآن الكريم كاملا مجودا ومرتلا بجميع إذاعات الدول العربية. والبلاد علي اختلاف مواقعها في كل أنحاء الدنيا مثل البشر باختلاف ألوانهم وألسنتهم، فلكل بلد طابعه الخاص بخيراته وألوان الطبيعة فيها وثقافة أهله.
مع عمر بطيشة
لقد فتح الشيخ البنا من قبل ملف ذكرياته السياحية الدينية في حديث إذاعي مسجل عن رحلته مع القرآن الكريم حاوره فيها الإذاعي الكبير »عمر بطيشة« وقال في حواره »إنه سافر إلي معظم الدول العربية فكنا ننزل في ضيافة القصور الرئاسية في العراق التي سافرت إليها في عهد الرئيس العراقي الأسبق »عبدالسلام عارف« وكنا نقرأ في القصر الجمهوري قبل أذان المغرب وكنا نقوم بعمل بعض التسجيلات القرآنية لتحتفظ بها الدول المضيفة.
وسافرت إلي سوريا وقرأت بالمسجد الأموي هناك، وأكرمني الله بتلاوة القرآن الكريم بالمسجد الأقصي بفلسطين عندما كنت في زيارة للمملكة الأردنية الهاشمية وأتيحت لي وقتها فرصة لزيارة فلسطين وهناك دعيت للتلاوة بالمسجد الأقصي.
كما زرت الكويت والإمارات وليبيا وتونس والجزائر وكان رمضان في كل البلاد العربية والإسلامية له صورة واحدة هي تلاوة القرآن والصلوات في المساجد وتوزيع الصدقات حسب عادات الشعوب في كل دولة«.
علاقته بعبدالناصر
حول علاقته بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر تروي آمال البنا أنه في منزل الشيخ بشبرا دق جرس التليفون وتصادف تواجد الشيخ بالبيت فرفع سماعة التليفون ليصل إلي صوت عبدالحميد الحديدي مدير الإذاعة المصرية في منتصف الستينيات يخبره بوفاة عبدالناصر حسين والد الرئيس جمال عبدالناصر.. ويؤكد علي ضرورة تواجد الشيخ في العزاء بالإسكندرية لإحياء ليلة المأتم مع زملائه من كبار القراء.
في اليوم التالي تروي آمال البنا وحسب الموعد المحدد في ميدان تريانو بالإسكندرية وفي السرادق المقام للعزاء هناك، كان يقرأ القرآن بالتبادل مع الشيخ عبدالباسط عبدالصمد من الثالثة حتي الرابعة عصرا.
وبعد انقضاء ليلة العزاء سافر القراء إلي القاهرة عائدين، وتم اختيار الشيخ البنا والشيخ الحصري للمبيت في الإسكندرية، وتم استضافتهما من قبل الإذاعة في فندق سيسيل بالإسكندرية وفي الثامنة صباحا دق جرس التليفون فإذا »بمحمد أحمد« سكرتير الرئيس عبدالناصر يطلب منه ألا يعود إلي القاهرة قبل مقابلة الرئيس عبدالناصر.
في منزل الرئيس
وفي منزل الرئيس بالإسكندرية كانت مقابلة خاصة جمعته بالرئيس عبدالناصر أبدي فيها الرئيس إعجابه بصوته في التلاوة المجودة في ليلة العزاء، وطلب منه أن يستمع إلي صوته في تلاوة مرتلة.
فبادر علي الفور بتلاوة ما تيسر من سورة الإسراء.. »وبالحق أنزلناه وبالحق نزل وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا« حتي آخر السورة وأبدي الرئيس استحسانه لصوت الشيخ البنا في ترتيل القرآن.
وطلب الرئيس من الإذاعة أن تقوم بتسجيل المصحف المرتل للشيخ محمود علي البنا مع كبار القراء.
أما عن رحيله منذ أكثر من ربع قرن..
ففي صباح يوم 02يوليو 5891 خرجت »شبراباص« كلها كبارها وصغارها، رجالها ونساءها وأطفالها لوداع الشيخ البنا الوداع الأخير الذي شهدت في وداعه أكبر وأفخم جنازة يمكن أن تشاهدها هذه القرية في تاريخها كله.
في الوداع الأخير
وكانت مكبرات الصوت في مساجد القرية كلها قد أعلنت خبر الوفاة الذي رددته وسائل الإعلام المختلفة.
خرجت القرية كلها، تنتظر جثمان رجل اجتمعوا علي حبه جزاء لما قدمه لهم من خير مع جمهوره وأحبائه وتلاميذه وأصدقائه من معظم محافظات مصر.
وفي القاهرة اكتظ مسجد الحسين بأهل الشيخ البنا وجمهوره حتي فاض بهم فخرج الكثير منهم إلي ساحة المسجد جاءوا جميعا لوداعه.
وجاءت باقة الوفاء الأولي من أقرب الناس إلي الشيخ عندما سعت أسرته لتحقيق حلم الشيخ في إتمام بناء المسجد وأرادوا بذلك أن يتموا عليه نوره في قبره بإقامة الصلوات وذكر الله في مسجده ونظموا حفلا في افتتاح المسجد كما تمني الشيخ وبنفس الترتيبات التي تمناها قبل وفاته.
وكان الشيخ قد رحل وفي نيته حسب نصيحة الشيخ الشعراوي أن يطلق علي مسجده »اسم مسجد الرحمة«..
تكريم بعد الرحيل
أما عن تكريم الشيخ محمود علي البنا بعد رحيله
فقد كرمت محافظة الغربية الشيخ محمود علي البنا بإطلاق اسمه علي الشارع الملاصق لمسجد السيد البدوي في طنطا.
واعتمدت مشيخة عموم الطرق الصوفية الاحتفال بمولد الشيخ محمود علي البنا كل عام وتم قيده بسجل الموالد الرسمية علي أن يكون الاحتفال دينيا بتلاوة القرآن والمدائح النبوية، أيضا تحتفل الإذاعة والتليفزيون كل عام بذكري الشيخ البنا مرتين مرة في ذكري وفاته ومرة في ذكري ميلاده.
والذي قد لا يعرفه الكثيرون.
أن الشيخ محمود علي البنا وضع قبل رحيله لبنة المجمع الإسلامي في بلدته شبراباص (مسجد، دار لتحفيظ القرآن، مكتبة إسلامية، مصلي للسيدات).
وكرمه أبناؤه بعد رحيله باستكمال مشروعه الخيري شبراباص المجمع الإسلامي وإطلاق اسم الشيخ محمود علي البنا علي المسجد.
وسجل أبناء الشيخ رحلة حياته في كتاب بعنوان:
محمود علي البنا (صوت تحبه الملائكة)
وقام المهندس شفيق محمود البنا بجمع التراث القرآني للشيخ في مكتبة قرآنية كبيرة ضمت أندر التسجيلات بصوت الشيخ محمود علي البنا في مراحل عمره المختلفة.
قارئ وثلاثة رؤساء
لم يأت هذا التكريم بعد الرحيل من فراغ، فقد كان كروان القرآن الراحل الشيخ محمود علي البنا محل تقدير من رؤساء مصر السابقين الثلاثة:
فبأمر من الرئيس جمال عبدالناصر سجل الشيخ محمود علي البنا المصحف المرتل للإذاعة المصرية، اقتناعا من ناصر بعذوبة صوته الملائكي، وكتبت أقلام الصحافة عن وفاة الشيخ البنا للرئيس جمال عبدالناصر بعد رحيل الرئيس.. ولذلك قصة:
فقد ظل الشيخ البنا يحيي ليلة الاحتفال بذكري رحيل الرئيس عبدالناصر مجاملة بدون أجر حتي وفاة الشيخ محمود علي البنا في سنة 5891، وكسب الشيخ البنا تأييد الرئيس أنور السادات لفكرة نقابة القراء استجابة لمساعي الشيخ في تأسيس أول نقابة للقراء في مصر سنة 3891.
كما منح الرئيس السابق حسني مبارك اسم الشيخ محمود علي البنا بعد رحيله وسام الامتياز في العلوم والفنون سنة 0991.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.