تصاعدت حدة التوتر السياسي بين رئيس الوزراء "هون سين"، والمعارضة بكمبوديا عقب مقتل المحلل السياسي الشعبي "كيم لي"، بالرصاص اليوم الأحد في العاصمة بنوم بنه، وسط تلميحات من قادة حزب الإنقاذ الوطني المعارض، بوجود دور للحكومة في حادث الاغتيال. وكان "كيم لي" البالغ من العمر 46 عاما، يترأس مجموعة المناصرة الشعبية ل"لخمير الحمر"، وأبرز منتقدي رئيس الوزراء "هون سين" وسياساته. وقالت المعارضة إن قتل "كيم لي"، رسالة واضحة لتخويفها بهدف إخلاء الطريق لرئيس الوزراء "هون سين" الذي يسعى لتشديد قبضته على السلطة. وأدان رئيس الوزراء "هون سين" مقتل "لي" وقدم التعازي لأسرته وأصدقائه، من خلال صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك. وقال "هون سين" أنه يدين هذا الوحشي، وأمر بإجراء تحقيق فوري في الحادث. وكان "لي" قد لقي مصرعة صباح اليوم، بثلاث رصاصات أطلقت عليه، أثناء وجوده في أحد المتاجر داخل محطة وقود وسط العاصمة بنوم بنه، وألقت الشرطة القبض على شخص يبلغ من العمر 38 عاما، وأكدت أنه اعترف بقتل "لي" بسبب خلافات مالية بينهما. وعقدت وزارة الداخلية الكمبودية مؤتمرا صحفيا، قدمت فيه المتهم بالقتل "شوب سوملاب" وكان الدم يغطي رأسه وكتفيه. وشكك قائد شرطة العاصمة "شون سوفان" في اسم الرجل،مشيرا إلى أنه قد يكون اسما وهميا. وقال شهود عيان انهم رأوا جثة "كيم لي"، ملقاة في بركة من الدماء على أرضية المتجر، والي جوارها زجاجة ماء وهاتف محمول،بينما كانت زوجته الحامل "بو" تبكي. وتجمع أنصار "لي" في محطة البنزين لمنع الشرطة من اخذ الجثة، وكان بعضهم يرغب في حلمها والتظاهر بها في شوارع العاصمة. وأدانت سفارتا الولاياتالمتحدة وبريطانيا في بنوم بنه الحادث، وأكدتا أن مقتل "لي" خسارة كبيرة لكمبوديا. يذكر أن "كيم لي" نشر في الفترة الأخيرة تقرير منظمة جلوبال ويتنس عن الفساد في كمبيوديا، واتهم رئيس الوزراء وأسرته بجمع أكثر من 200 مليون دولار من المؤسسات والشركات التجارية، لاستخدامها في الدعاية الانتخابية وهو ما رفضته الحكومة.