أكدت الدكتورة هالة حماد استشاري الطب النفسي والعلاج الأسرى: إن شهر رمضان بمثابة فرصة ذهبية لتعليم الطفل التحكم في رغباته، لافتة إلى أنه يمكن للصيام أن يسهم إيجابيا في علاج مشكلات واضطرابات الأطفال النفسية.. من خلال اتباع الأم بعض الطرق والقواعد..ومنها احرصى على تعليم طفلك أن الصيام ليس الامتناع على الأكل والشرب فقط، لكنه مهارة ضبط النفس والتحكم في الانفعالات والصبر والتسامح والود والرحمة والالتزام والأخلاق. احرصى على مكافأة طفلك خلال صيامه بالثناء عليه ومدحه وشراء الهدايا له، وذلك عن كل يوم يصومه الطفل، والهدف هو تعزيز مكانة هذه العبادة لديه. احرصى على شرح لطفلك الهدف من الصيام وفوائده الدينية والأخلاقية والطبية والصحية، على مراحل عمره المختلفة. الصيام وسلوك الطفل يسهم الصيام في الرقى بأخلاق الطفل وتهذيبه، فخلال فترة الصوم يحرم من أشياء لمدة معينة، لذا يجب تهيئة الطفل وتشجيعه على القيام بهذه العبادة، وليس تنفيره منها وتحميله فوق طاقته، حيث إن الفكرة ليست في عدد الساعات التي صامها الطفل بقدر ما يكتسبه من أخلاقيات والهدف الحقيقي من الصيام. ينبغى عليك توضيح لطفلك أننا نحرم أنفسنا أثناء الصيام من رغباتنا إرضاءً لله، وهو جزء من التربية النفسية السوية. احرصى على تعويد طفلك على الصوم منذ الصغر وأن يكون هذا الصيام بالتدريج، ففي سن السابعة يمنع الطفل من الطعام والشراب لمدة 3 ساعات من العصر وحتى غروب الشمس ويتم ذلك مرتين في الأسبوع. للصيام دور عظيم في العلاج النفسي، فمع روحانيات الشهر العظيم والأخلاقيات التي ينشرها بين الناس والتي تظهر في سلوكياتهم، قد يؤدي ذلك إلى علاج الاضطرابات السلوكية لدى الأطفال، مشيرة أن الطفل الذي يعاني من الاضطراب السلوكي يساعده الصيام على تقويم سلوكه والتحكم في رغباته، وتفهمه لفكرة أن الصيام هو التنازل عن رغباتنا وضبط النفس حبًا لله وإرضاءً له.