ما بين الرئيس الراحل، والرئيس المؤمن، والرئيس «المخلوع»، سنوات طويلة عاشتها مصر بحلوها ومرها، الجميع التف حول الجالس على المقعد، رفضوا تنحى «ناصر» وساعدوا «السادات» على اختيار ميعاد الحرب عام 37، وتقبلوا «مبارك» لسنوات طويلة. حياة الرؤساء الخاصة كانت مثار اهتمام أعداد غير قليلة من المصريين، وتحديدا طريقة تحدثهم ومشيتهم، والأهم من ذلك ماذا كانوا يرتدون؟ فالناصريون يرون أن رجلهم الأول كان بسيطا ببدلته الصيفية ال«نص كم» والأخرى الشتوية المصنوعة فى مصر، أما عشاق الرئيس السادات فيرون أنه الأكثر أناقة و«شياكة» بين كل من حكموا مصر، لكن الرئيس «مبارك» لم يسر على خطى «ناصر» و«السادات» فقد خرج فى سنوات حكمه الأولى متكأ على التجربة الناصرية فى اختيار وانتقاء الملابس لكن ما هى إلا سنوات قليلة حتى أصبح «مبارك» واحدا من أهم زبائن المحلات الشهيرة ولا يرتدى إلا الملابس «السينيه». ظل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر يرتدى الزى العسكرى المستمدة خطوطه من الزى العسكرى البريطانى الكاكى والحذاء البني، وظل لسنوات مفضلاً الظهور بهذا الزى حتى فى المناسبات الرسمية، ثم تحول بعدها إلى الزى المدني، وأصبحت بدلاته وربطات العنق التى يرتديها زيا يقلده الكثيرون من العرب، وكان ناصر يرتدى البدلة الكاملة وتحتها «الكرافتة» الطويلة ذات الربطة الصغيرة وفى أحيان كثيرة كان يفضل «السديري» تحت البدلة، وأحيانا أخرى كان يرتدى القميص «النص كم». فى كتابه «خريف الغضب» قال الكاتب القدير محمد حسنين هيكل: إن الممثل القابع فى أعماقه - ويقصد السادات- وجدا اخيرا دورا محددا يقوم بتمثيله، فى ذلك الوقت وقبل الحرب العالمية الثانية كان الضابط الألمانى هو النموذج المثالى للعسكرية أو على الأقل هكذا تصور الملازم ثان «أنور السادات» فى ذلك الوقت، وقد روى هو فيما بعد أكثر من مرة أنه حلق شعره كاملا على طريقة الضباط الألمان لكن ما هى إلا سنوات حتى أصبح الملازم ثان رئيسا لمصر وأحد الرؤساء الأكثر أناقة فى العالم، ولم يكن «البايب» الشىء الوحيد الذى يجذب الانتباه لكنه كان جزءا لا يتجزأ من أناقة الرئيس الراحل الذى اشتهر ببدلته الانيقة ذات اللون الداكن ورباطه الأنيق، وكان يفضل الوقوف أمام عدسات التصوير بأناقته الكاملة وهو يدخن البايب وفى يده عصاه الشهيرة، وظهر بعد سنوات قليلة من حكمه فى أزياء عديدة مرة بملابس ريفية غالية الثمن، ومرة بملابس عسكرية أنيقة تشبه ملابس هتلر أيام الحرب العالمية الثانية، ومرات بالبدل الحديثة، وهى أمور جعلت مجلة «شتيرن» الألمانية تعتبره واحدا من عشرة زعماء بتسمون بالأناقة فى العالم. «مبارك» هو الآخر ظل خلال سنوات حكمه الأولى يفضل الأسلوب «الناصري» فى انتقاء الملابس، غير أنه - بعد نصائح مقربون منه- أصبح يرتدى البدلة الكاملة صيفا وشتاء مع كرافتة هادئة فى معظم الأحيان، وفى حملته الانتخابية عام 5002 ظهر ب «نيو لوك» فى الصور والإعلانات وصفه الخبراء بأنه اختير خصيصا للظهور به ليتماشى مع شعار الحملة «مبارك.. القيادة والعبور للمستقبل»، فجاء ارتداء القميص السماوى الفاتح محاولة لأن يظهر أكثر شبابية.