إذا قررت الذهاب لإحدى المناطق النائية أو العشوائية المتواجدة علي أطراف القاهرة «فخذ بالك من نفسك» فإذا لم تكن من أبناء المنطقة فحتما سيقع عليك الضرر، بداية من مضايقات بعض شباب المنطقة لك، وصولا إلى سرقتك، و«تثبيتك» وإن حدث وتمت سرقتك، فلتتمتم بالحمد لله على سلامتك، واطمئن فهناك باقة أمل، فهناك على الطريق الآخر وفى منطقة أخرى، من يستطيع أن يأخذ لك حقك، ولكن «كله بحسابه» في هذا الموضوع «فيتو» تلقى الضوء على أشهر بؤر الإجرام والبلطجة في القاهرة الكبرى ... منطقة صفط اللبن إحدى ضواحي الجيزة، ينتشر بلطجية سوق»التلات» والكل هناك يعتبرهم مجرمين، وفى شارع «الثلاجة» بنفس المنطقة يعيش كل من «ع. هريدى» و«م. شفتة» و«س. سيلكة» وكذلك «م. أبو شنب»، وهى أسماء لا تخفى على أحد من أبناء المنطقة، ولها تواجد بين أكبر أشقياء الجيزة، فأبو شنب مثلا يعرفه الجميع ويتحاشونه ليس لإجرامه فقط، ولكن للعلاقة الوثيقة التي تربطه بالشرطة، حيث يمثل واحدا من أشهر المخبرين العاملين مع مباحث قسم شرطة بولاق الدكرور، ولذلك فإن المتعاملين معه يكونون على حذر شديد، لأنهم لا يضمنون إن حدثت بينهم معاملات، خاصة في تجارة الحشيش ألا يقوم بالإبلاغ عنهم، هذا قبل الثورة . الوضع الآن أصبح مختلفا جدا، فقد زاد التعامل مع أبو شنب فى الأمور غير المشروعة، ويعتبر بيت «أبوشنب» من أكثر المنازل شهرة، نظرا لكثرة مشاكلهم سواء فيما بينهم أو مع الآخرين، أما عصام هريدى، وهو مضرب الأمثال في العنف والبلطجة، وتجارة المخدرات، وهو أشهر رجال شارع الثلاجة, وواحد من أفضل رجال المعلم محمود شفتة، وهم يمثلون حلقة كبيرة في سلسلة مجرمي الجيزة، ويرفع الشارع شعار «كلب وفى ولا صاحب عض» نتيجة لانتشار الخيانات، والتعامل بالدراع، حتى أن ثقافة العنف هي السائدة، وبإمكان شفتة وهريدى استعادة أى شيء فقدته بالقوة في كل أرجاء الجيزة، ولكن كله بحسابه ، وتحت شعار «كله يهون لأجل الزبون» يضع هؤلاء خدماتهم تحت تصرف من يدفع أكثر، ورغم أن المسافة من صفط اللبن إلى الطريق الأبيض بمنطقة أرض اللواء تقطعها بوسيلتي مواصلات، إلا أن خط الإجرام والبلطجية واصل بينهما لا ينقطع، ومنطقة الطريق الأبيض عند ناصية الكفر، ترفع شعار «كل واحد عارف تمام نفسه»، فكل فرد من أبناء المنطقة، يعيش وفى اعتقاده أن من يحميه هو«دراعه» وأن تعطل فلا حام له، وهم يتعاملون مع كل غريب على أنه موضع شك ولا يستحق الرحمة، إلا إذا اثبت عكس ذلك. فإذا تعرضت لسطو مسلح أو إلي تثبيت، فهناك من هم يحضرون لك ما فقدته علي يد هؤلاء البلطجية، وهم أقرب من الشرطة في كثير من الأحيان، فسكان العشوائيات توارث لديهم مفهوم (حقي بدراعي)، فهناك المعلمة أماني والأسطي بعطيشي قادة الإجرام لأخذ الحق بالدراع، فهم يشتهرون في مناطقهم أكثر من ضباط الشرطة وأفراد المباحث، فالطريق إليهم بسيط فمبجرد سؤالك عنهم ستجد الرعب يدق في قلوب من يسمع عنهم، فهم قادة الإجرام يسيرون في الشارع، يمسكون بيد زجاجة الويسكي واليد الأخرى تحمل سنجة وهو مستعد لقتل أي نفس مقابل مبلغ زهيد من المال. وإذا اتجهت إلى منطقة إمبابة بالجيزة، ستجد الوضع أكثر سوءا في منطقتي حكورة وشقيرة رغم أن مساحتهما ليست كبيرة، إضافة إلى اشتراكهما في الأنشطة الإجرامية، فمنطقة «حكورة» والتى يفصل بينها وبين منطقة الزمالك شارع واحد، تعتبر وكراً للمخدرات وتجارة الحشيش، ولأن المخدرات تحتاج لمن يحميها يكثر البلطجية، وكله هناك بالدراع، وعلمت (فيتو) من سكان المنطقة أن بعض أبناء حكورة كانوا وقود الأحداث التي وقعت أمام مسرح البالون، وقد تقاضى الفرد مبلغا يتراوح بين 30 إلى 50 جنيها، ومنهم من كان هناك للمجاملة، والوضع في شقير لا يختلف كثيرا عن حكورة, مع الفارق أن تجارة الحشيش في شقير تسيطر عليها النساء، وعلى رأسهم المعلمة «قدارة» وهى من أشهر تجار المخدرات ولا يخفى اسمها على أحد من أبناء المنطقة، والمناطق المحيطة بها أسفل الطريق الدائرى عند شارع القوصية بإمبابة، وكذلك منطقة البصراوى وهى من أعنف المناطق، وأكثرها تسلحا وذلك لجذور سكانها التي تعود إلى «بنى محمد» إحدى قرى الصعيد . وتعتبر منطقة المعصرة بحلوان, من أكبر البؤر الإجرامية، ومنزل «م.س» وشقيقه (ولعة) من أكبر مخازن الحشيش والمخدرات ووكر لممارسة الأعمال المنافية للآداب، وفقا لشهادة أحد سكان المعصرة، وفى شارع الموزى تصل ل«شارع السلك» فإذا تنقلت فيه، فأنت معرض للقتل، فمع وجود «عائلة ب. ح» والتى تنحدر أصولها من محافظة دمياط، يطلقون الأعيرة النارية على المارة ويحرقون المحلات باستخدام زجاجات المولوتوف، وإذا صادفك الحظ بسكونهم فى هذه اللحظات فأنت معرض، للشتيمة والتعدى بالحجارة، من أبنائهم. وعلى المحور الثالث، إذا دخلته فربما لا تخرج ، فهناك «الجلادوة « يقتلون ويسرقون، ويستولون على أراضى المواطنين بقوة السلاح. وتعتبر «عزبة كامل صدقى» بحلوان، والتى ينتشر فيها الأعراب ويسطون على المحلات والأهالى، ويمارسون جميع أنواع الجريمة، خاصة سرقة السيارات، وأشهرهم «م. بلالة» و«بلكة» فالقانون لمن يتحمل أكثر، فهم لا يبكون على شيء, ويتاجرون في المخدرات ويزرعونها، ويحموها بالسلاح الآلى، ولديهم ورش تصنيع السلاح الخرطوش . أما منطقة عرب غنيم, ترفع شعار «اللى هيدخل مش هيخرج» فهى منطقة لها امتداد بشارع كورنيش النيل، ومن يدخلها من غير أبنائها هو بالقطع عدو، ويقوم الشباب بالالتفاف حوله وإقامة حفلة على جسده ربما يعيش بعدها أو لا.