بعد أن نشرت "بوابة الوفد" تحقيقا حول بلطجية المواقف وضربنا مثالا ببلطجية موقف الطوابق فيصل، تلقينا العديد من الاتصالات لأمثلة كثيرة لهذا النوع من البلطجة الذي يبدو أنه يملأ البلاد، فمنطقة إمبابة أيضا تحت رحمة بلطجية الميكروباص, فهناك عدة مواقف للميكروباص وكل موقف به مجموعة من البلطجية يسيطرون عليه. يقول أحد السائقين إن هؤلاء البلطجية يشيعون انهم فى حماية سامح فكري وهو أحد أعضاء المجلس المحلي والحزب الوطني المنحل ويشيع بأنه رجل ذات سيادة وله أصابع خفية في مباحث الأموال العامة وقسم شرطة امبابة. ويضيف السائق أن هذا الشخص يحذر البلطجية قبل نزول أي تفتيش على المواقف ويدعى أنه يدفع مرتبات شهرية لبعض العاملين فى الأموال العامة مقابل حمايته هو وأتباعه وما يؤكد ذلك هو روايات أتباعه للسائقين أنه تم القبض عليه نتيجة تفتيش مفاجئ ولم يستطع أتباع سامح من المباحث تحذيره فى الوقت المناسب وقام البلطجى بالاتصال بسامح وقبل أن يصل الى قسم الشرطة تم إطلاق سراحه. وأكد السائق أن البلطجية يستولون على اثنين جنيه ونصف من كل سيارة وعدد السيارات حوالى مائة سيارة يأخذ سامح حوالى نصف المبلغ المستولى عليه ويقسم الباقى على أتباعه، ومن يرفض دفع المبلغ المفروض عليه يتعرض للإهانة والضرب وتكسير سيارته فيضطر السائق لدفع المطلوب منه أفضل من دفع مئات الجنيهات فى تصليح ما يتم تكسيره من السيارة أو جسده. وأضاف أن تواجد أمناء الشرطة الذين كانوا يسيطرون على السيارات فى نفس أماكنهم ونفس الهيمنة قبل الثورة يزعج الجميع ويشعرهم بعدم قيام الثورة . أما السائق الثانى أضاف على كلام الأول أن هناك الكثير من البلطجية فى أماكن متقاربة فى منطقة إمبابة يأخذون من السيارات مبلغا نقديا ليستطيع السائق استكمال طريقه ويشيع هؤلاء البلطجية بين السائقين أنهم فى حماية ضباط وأمناء شرطة قسم إمبابة لذلك لم يستطع أحد أن يبلغ عنهم، وإذا شاءت الظروف وتم القبض على أحدهم يخرج فى نفس الوقت نظرا لحمايته من قبل بعض رجال الشرطة. وأضاف أن فى معظم الأوقات يجلس أمناء الشرطة مع البلطجية أثناء قيامهم بالعمل اليومى فى أخذ الإتاوة ويقومون أحيانا بمساعدة البلطجية للسيطرة على المواقف . وأضاف أن إدارة المواقف تباع فى المزاد العلنى لمن يدفع أكثر ويكون له مؤهلات تجعله كفء فى سيطرته على السائقين، كما أضاف أن البلطجية لم يكتفوا بأخذ الإتاوة ولكنهم يقومون بسرقة السيارات وبيعها مقابل كمية من المخدرات لرجل يسكن فى وسط جبل على الطريق الصحراوى ومعه مئات من البلطجية يسهرون على حمايته ويقطعون الطريق ليلا للاستيلاء على السيارات وسرقة راكبيها . بينما يقول أحد أصحاب المحلات القريبة من أحد مواقف إمبابة إن البلطجية ورثوا البلطجة على السائقين أبا عن جد ويحميهم ضباط وأمناء شرطة قسم إمبابه ويرأس البلطجيه أعضاء من المجلس المحلى والحزب الوطنى المنحل منهم على سبيل المثال سامح فكرى . وأضاف أن هؤلاء البلطجيه تم القبض عليهم فى جرائم متعددة منها تجارة المخدرات والشروع فى قتل وغيره ولكن يطلق سراحهم فى أسرع وقت ممن يحمونهم من رجال الشرطة ومن أشهر البلطجيه فى المنطقه"أحمد مشاكل" و"على لبه". وأضاف أن معظم البلطجية من ساكنى العشوائيات فى إمبابة مثل " الجزيرة " الواقعه بالقرب من أركيديا هى منطقة مكونة من عشش وغرف ولكل مجموعة من الغرف دورة مياه عمومية، وفيها مباح كل الممنوعات من تجارة مخدرات وسرقة وقتل ولم يستطع رجال الأمن حتى الآن أن ينظفوا إمبابة من هؤلاء بالرغم من علمهم بما يحدث بالجزيرة، وغيرها من المناطق العشوائية. فذهبنا إلى منطقة " الجزيرة " لنتأكد مما سمعنا فعرض علينا أحد البلطجية المقيمين هناك بيع بعض أنواع المواد المخدرة مثل "الحشيش والبانجو والهروين" وهى عبارة عن غرف ولكل مجموعة من الغرف دورة مياه عمومية والباقى عشش تبدأ من تحت الأرض . وعند وصولنا إلى ميدان الجيزة شاهدنا أمين شرطة يأخذ عشرة جنيهات من كل ميكروباص وإذا رفض السائق الدفع يوقفه فى الموقف ولا يكمل طريقه ومن يدفع يكمل طريقه دون المرور على الموقف فقمنا بتصويره، وسألنا السائقون فى الموقف أكدوا أنه مسيطر على الميكروباصات هنا ويأخذ يوميا عشرة جنيهات وأحيانا يساعده بائعو الشاي في الميدان على جمع الإتاوة .