عندما يتحول النشاط السياسى والحزبى من ساحة المناقشات إلى ساحة التظاهرات و من ساحة الكلمات إلى ساحة الطلقات ومن ساحة المصلحة العامة إلى دهاليس المصلحة الخاصة. فى المقال السابق ذكرنا وجود الأحزاب السياسية هو شرط من شروط وجود النظام الديمقراطى وذكرنا أن الأحزاب السياسية هى التى تعمل على إنتاج القيادات والوطنية وتجسد الخيارات القومية وذكرنا أهم الأسباب التى جعلت الأحزاب السياسية تخرج عن مسارها فهى فى عصر مبارك فى حقيقة أمرها جزء من النظام السابق ولكن فى ثوب المعارضة فهى معارضة صورية. وحتى تخرج الأحزاب من هذه الأزمة بجب على الأحزاب أن تطور نفسها داخليًا وتجدد شبابها بالتخلى عن سياسة القيادات التى حولت الحزب فى عهد مبارك من حزب معارض إلى حزب مباركى أكثر من الحزب الوطنى فهؤلاء القادة هم من أشغلوا أنفسهم وأشغلوا غيرهم بنقد الحكومة فقط وإظهار عوراتها دون محاولة إجراء مناقشات ودراسات جادة لوضع الحلول اللازمة لمواجهة المشاكل التى يعانى منها المجتمع، وهو ما أدى لانصراف الجماهير عن العمل الحزبى وعم الثقه فيها. فعلى الأحزاب أن تكف عن إصدار الشعارات و إصدار المنشورات بل يجب أن يكون لدى كل حزب إنشاء مراكز بحثية للقيام بدراسة التجربة الحزبية والعمل على تطورها والتقدم فى جميع المجالات وتحديد أهدافها والعمل على تحقيق هذه الأهداف ويجب على الحكومة أن تعمل على تفعيل دور الأحزاب ومساعدتها وإفساح المجال أمامها فى المنافسة الحقيقية على السلطة.