أصبحنا نرى بشكل شبه يومي فقرات في البرامج التليفزيونية، لضيف رزين مثقف وحكيم، يقدم النصائح الزوجية التي تقضي على أي مشكلات بين الزوجين، ودائما يتحدث في العلاقة بين الرجل والمرأة، ولديه كل الحلول والمفاتيح السحرية للتعامل بين الطرفين، ويشار إليه بلقب "المستشار الزوجي". المستشار الزوجى هذه المهنة على الرغم من تواجدها في المجتمعات الغربية منذ عشرات السنين، إلا أنها اجتاحت مجتمعنا فقط منذ عدة سنوات، ولكن هل استطاع "المستشار الزوجي أن يجد لنفسه مكانا بين الأزواج في مصر، وهل بالفعل يلجأ إليه الزوجان عندما تواجههما مشكلات يفشلون في حلها سويا.. سؤال طرحناه على العديد من الأزواج، وكانت الردود في السطور التالية. خصوصية العلاقة تؤكد ندى – متزوجة منذ 4 سنوات – أن اللجوء للمستشار الزوجي من الأمور الجديدة على مجتمعنا، لأننا مجمتع شرقي تربى على أن العلاقة بين الزوجين لابد أن تتسم بالخصوصية الشديدة، ولا يصح أن نحكي أسرارنا لأحد، وهذا ما يجعل مهمة المستشار الأسري صعبة، وزبائنه يقتصرون على طبقة بعينها، وهي الطبقات الراقية الذين يحاولون تقليد الغرب في كل تصرفاتهم. اختيار شريك الحياة ويقول محمد – متزوج منذ 7 سنوات: "نعاني في مجتمعنا من عدم وجود خبرة اختيار شريك الحياة، وفي نفس الوقت المرأة حصلت على قدر كبير من الحرية، واستطاعت أن تعيش الحياة بمفردها، عكس أيام زمان، حيث كانت الثقافة السائدة أن بيت الزوج مهما حدث بداخله لا يجب أن تتركه الزوجة إلا على قبرها، وهذا التحول المجتمعي، زاد من حجم المشكلات الزوجية، وأدى إلى ارتفاع نسب الطلاق، فلم تعد المرأة تسكت علي أي تجاوز أو إهانة من الرجل. وتابع:"وفي نفس الوقت ظهور المستشار الزوجي في العديد من الفضائيات، دفع بعض الزوجات اللاتي لا يردن هدم البيت بسهولة إلى اللجوء إليه، خاصة أنه شخصا غريبا عن الزوجين، فسيكون حياديا بشكل كبير، وأنا أعرف العديد من أصدقائي لجأوا بالفعل إلى المستشار الزوجي، واستطاع أن يساعدهم بالفعل على حل مشكلاتهم". ثقافة المجتمع وتتفق حنان – متزوجة منذ 9 سنوات – مع الرأي السابق، وتقول: "ثقافتنا المجتمعية احختلفت كثيرا عن الماضي، فتعليم المرأة أصبح أمرا أساسيا، وخروجها للعمل، غير كثيرا من المفاهيم، وجعلنا شعب إلى حد ما أكثر وعيا، على الأقل الشريحة المتعلمة المنفتحة على العالم الخارجي، ولأن المستشار الزوجي لا يخلو من كل الأفلام الأمريكية، وكذلك النسخة المصرية نراها بشكل شبه يومي على الفضائيات، فبدأ الكثير من الأزواج اللجوء إليه، وخاصة أن الأمر أصبح متاحا "أون لاين"، مما يقلل من إحراج المواجهة، فموقع "فيس بوك"، يمكن من خلاله الآن التواصل مع مكاتب الاستشارات الزوجية، والتحدث إلى أحد الخبراء في ذلك، والتواصل معه دون الذهاب إلى عيادته". ويؤكد سامح – متزوج منذ 5 سنوات – أنه بالفعل لجأ إلى أحد المستشارين الأسريين، والذي وصل إليه عند طريق موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك". ويقول: "تزوجت بشكل تقليدي، مما جعل أول تعارف بيني وبين زوجتي بعد الزواج، خاصة أنني أعمل في الخارج ولا أتواجد في البلاد إلا شهرا واحدا في السنة، وبعد الزواج حدثت الكثير من المشكلات والصدامات بيني وبين زوجتي، ووصل الأمر أكثر من مرة إلى الطلاق، فأشار على أحد أصدقائي باللجوء لمستشارة في العلاقات الزوجية، مؤكدا لي أنها حكيمة ومتزنة، ولديها حل لكل المشكلات، فهو لجأ إليها أيضا". ويتابع:"بالفعل ذهبت لها مع زوجتي، واستطاعت أن تساعدنا في تفهم كلا منا للآخر، وفتحت لنا أبوابا كثيرة للتواصل فيما بيننا، ونعيش "الحمدلله" الآن سعداء". مساعدة حقيقية أما صالح – متزوج منذ 11 سنة – فيقول إن اللجوء للمستشار الزوجي يقتصر على شريحة مجتمعية بعينها، وهي المثقفون لأنهم يدركون أهمية هذا المتخصص وقدرته على المساعدة الحقيقية، خاصة أنه سيكون حياديا، وكذلك الطبقة الراقية الذين يحاولون تقليد الغرب والتشبه بهم في شكل حياتهم، فيلجئون إليه من باب التقليد فقط إلا أن هناك قطاع عريض من الأزواج لا يقتنعون بأن يتدخل شخصا غريبا ويتطلع على أسرارهم الشخصية، ليحل مشكلاتهم.