للصوم أهمية كبيرة لدى اليهود من الناحية الروحانية، ويعد من أقدم التشريعات اليهودية بعد شعيرة تقديم القرابين في الهيكل، التي انتهى دورها بخراب الهيكل على يد نبوخذ نصر عام (587 ق.م)، وفي التقرير التالي خمس معلومات عن الصوم في الشعريعة اليهودية: الصوم في شريعة موسى عرف الصيام بأّنه الإمساك عن الأكل والشرب من الصباح إلى المساء، إلا أن المفروض بشريعة موسى من غروب الشمس إلى مساء اليوم التالي. وفي فترة ما قبل السبي البابلي أخذ الصوم معنى الانقطاع عن الأكل عمومًا، أما في كتب الأنبياء فقد جاء بمعنى "عدم أكل الخبز حصرًا". وفي مدة الأسر أخذ الصوم طابع الحداد والحزن، وكان يلجأ إليه عند الخطر، ويؤديه الكاهن استعدادًا للإلهام أو إذا اعتقد أن الله ساخط عليه. كما عرف الصوم بأنه الالتجاء إلى الرب لطلب الصفح عن الخطأ، أو التماس الشفاء، أو بعد ترمل، أو نكبة وطنية، أو لنيل وقف كارثة، كما أنه تعبير عن تواضع النفس أمام الله، وهو ما يعادل إذلال النفس. ومن مظاهر صوم اليهود أنهم كانوا لا يدهنون رءوسهم بالزيت ويبكون وينوحون وينثرون الرماد على رءوسهم ويتركون أيديهم غير مغسولة، ويلبسون المسوح. ستة أيام صوم بالسنة هناك ستة أيام صوم في السنة في اليهودية، الصوم الأهم هو صوم يوم الغفران، الذي يبدأ في العاشر من شهر أكتوبر، الذي يعتبر في اليهودية يوم الحساب واليوم المقدس في السنة. يتم الصوم في يوم الغفران بموجب تعليمات التوراة، ولا يهدف إلى الحزن، إنما إلى تعذيب الجسد من أجل التسامي وطهارة النفس. ولقد حُددت أربعة أيام صيام إضافية بعد خراب الهيكل الأول والثاني، وهي تمثل الحزن على الخراب، والأهم هو 9 من أغسطس، يوم الصوم الأساسي لذكرى خراب الهيكل، ويمثل يوم خراب القدس والهيكلين. في يوم الغفران والتاسع من أغسطس العبري يستمر الصوم يومًا كاملاً من مساء اليوم السابق حتى مساء اليوم التالي، هناك محرمات أخرى في هذين اليومين: الاستحمام، والدهن، والجماع، وانتعال أحذية جلدية. السابع عشر من يوليو وهناك صوم يوم السابع عشر من يوليو الذي يصوم فيه اليهود بسبب مجموعة من الكوارث القومية وردت في التلمود، فهو اليوم الذي حطم فيه موسى لوحي الشريعة، وهو اليوم الذي نجح فيه تيتوس في تحطيم حوائط القدس، ودخل فيه نبوخذ نصر إلى المدينة، وحرق فيه الجنرال السوري إتسونيوموس لفائف الشريعة، وأقام فيه بعض الحاخامات أوثانًا على جبل صهيون. وهناك صوم يوم العاشر من يونيو، وهو اليوم الذي بدأ فيه نبوخذ نصر حصار القدس. كما يصوم اليهود كذلك يوم الثالث من أكتوبر، وهو ما يعرف باسم "تسوم جداليا" لإحياء ذكرى حاكم فلسطين الذي ذُبح بعد هدم الهيكل. ويصوم اليهود أيضًا في الثالث عشر من مارس صومًا نادت به إستير الزوجة اليهودية لملك فارس أزدشير بن بابك، قبل أن تنقذهم من مؤامرة هامان وزير الملك، ويقع قبل عيد النصيب. صيام الحاخامات وقد قرر الحاخامات أيام صيام أخرى إضافية، من بينها صيام أسابيع الحداد الثلاثة، بين السابع عشر من يوليو والتاسع من أغسطس، باعتبارها الفترة التي نهب الجنود الرومان أثناءها الهيكل والقدس، وأيام التكفير العشرة (بين عيد رأس السنة ويوم الغفران)، وأكبر عدد ممكن من الأيام في سبتمبر، وأول يومي اثنين وخميس من كل شهر، وثاني يوم اثنين بعد عيد الفصح وعيد المظال، وقد فُسِّر هذا الصوم بأنه تكفير عما قد يكون المرء قد ارتكبه من إفراط أثناء العيدين السابقين. ويصومون السابع من آذار باعتباره تاريخ موت موسى، يوم الغفران الصغير (يوم كيبور قاطان)، وهو آخر يوم من كل شهر، كما يمكن أن يصوم اليهودي في أيام الإثنين والخميس من كل أسبوع، فهي الأيام التي تُقرأ فيها التوراة في المعبد. صوم العريس والعروس وإلى جانب أيام الصيام التي وردت في العهد القديم، والتي قررها الحاخامات، توجد أيام الصيام الخاصة أيضًا في ذكرى موت أبويه أو أستاذه، وصوم العريس والعروس يوم زفافهما، ومعظم يهود العالم داخل وخارج فلسطين لا يقيمون شعيرة الصوم ولا حتى في يوم الغفران.