يبدو واضحا أن الصيام كان دائما شريعة فرضت في سائر الأديان سواء السماوية منها أو الوضعية. ففي اليهودية. صام نبي الله موسي عليه السلام أربعين يوما متتابعة عندما أراد أن يكلم ربه وفي قوله تعالي: ووعدنا موسي ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة. فأجمع الأكثرية علي أن الثلاثين هي ذو القعدة وعشر من ذي الحجة فبهذا يكون قد كمل الميقات يوم النحر وحصل فيه التكليم لموسي.وأرتبطت أوقات الصيام عند اليهود بإحياء ذكري أو نكبة في تاريخهم بغرض الندم والتوبة والتكفير ولكل منها طقوسها الدينية ويصوم اليهود عدة أيام متفرقة في السنة أهمها صوم يوم عيد لغفران حيث يمتنعون عن الشراب والأكل وأرتداء الأحذية لمدة25 ساعة من غروب الشمس في اليوم السابع حتي غروب الشمس في يوم الصيام بينما تستغرق أيام الصوم الأخري من الشروق الي الغروب ولا تتضمن كل التحريمات مثل تحريم إرتداء الأحذية. وفي الماضي كان الصائمون يرتدون الخيش ويضعون الرماد علي رؤوسهم تعبيرا عن الحزن. ويصوم اليهود أياما إضافية الأثنين والخميس لأنها الأيام التي تقرأ فيها التوراه في المعبد.. كما يقولون. وهناك أيام صوم عديدة مرتبطة بأحزان إسرائيل مثل يوم التاسع من شهر آب يوم خراب الهيكل ويوم السابع عشر من تموز آخر يونية يولية الذي دخل فيه بختنصر والرومان أورشليم وصوم جداليا. أما عند النصاري فقد صام نبي الله عيسي عليه السلام أربعين يوما متتابعة قبل رسالته. وفي المسيحية خاصة عند الكاثوليك والأرثوذكس الشرقيين هناك فترة صيام ملزم طوال40 يوما السابقة لعيد القيامة الفصح وخلال الفترة التي تنتظم أيام الآحاد الأربعة السابقة لعيد الميلاد. وتتميز الكنيسة القبطية المصرية عن الكنائس الأخري بطول وتعدد فترات الصيام طوال العام.وأدخلت عدة تعديلات في صيام الروم الكاثوليك بعد موافقة الفاتيكان وهي السماح بالأختيار في فترات الصيام علي أن يكون الصوم الزاميا أول يوم ويوم الجمعة الحزينة في فترة الصوم الكبير وعند البروتوستانت بشكل عام ترك اتخاذ قرار الصوم وفقا لرأي أعضاء كل كنيسة.