تعتبر فريضة الصوم من العبادات المذكورة فى كافة الأديان السماوية ولكن تختلف فى كيفية أدائها ففى الإسلام : الصوم عبادة وقربى إلى الله سبحانه وتعالى وصوم شهر رمضان ركن من أركان الإسلام وهو لمدة شهر كامل دون انقطاع، فى فترة زمنية محددة بدءا من رؤية الهلال من وقت طلوع الفجر حتى غروب الشمس ويمتنع الصائم عن الأكل والشرب والجماع ، كما جاء فى قوله تعالى (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) كما يقوم المسلمون بصيام ستة من شوال ويوم عرفة ويوم عاشوراء وأيام الاثنين والخميس وهذه سنة والهدف منها التقرب إلى الله عز وجل وطلب العفو والمغفرة على نعمه التى لاتعد ولا تحصى ، فالصيام يهدف إلى سمو الروح والتخلص من أسر المادة وتنمية الإحساس بالآم الآخرين والسعى لمساعدتهم والتفانى فى أداء العمل والإخلاص فيه. أما فى المسيحية : الكتاب المقدس لا يحدد أوقاتا أو شهورا للصوم فقد ترك الأمر للضمير الشخصى وتبعا لنموذج الكتاب المقدس قد تقوم جماعة من المسيحيين أو الكنيسة بتحديد وقت الصوم من أجل أمر هام فى حياة المؤمنين مثال على ذلك مافعله بولس وبرنابا حيث نقرأ فى الإنجيل المقدس فى سفر أعمال الرسل (14- 23) ولكن أيضا يوجد عند طوائف مسيحية زمن معين للصوم يسبق عيد الفصح بأربعين يوما وتم زيادتها لتصل إلى ستة أسابيع بما يسمى الصيام الأكبر ويمنع أكل اللحوم والألبان ومشتقاتها ولكن هذا التحديد الزمنى لا يرتبط بتعليم كتابى بل هو يندرج فى سياق ترتيب أو تقليد كنسى الغاية منه الصوم كعمل إيمانى يسبق موعد ذكرى موت المسيح عليه السلام . وفى اليهودية : الصيام ثلاثة أنواع ( صيام علنى .صيام الحاخامات . صيام تطوعى ) والصيام العلنى هو المنصوص عليه فى التوراة ويتمثل فى يوم الغفران أو الكبور وهو أكثر الأيام شيوعا ويوم التاسع من آب وهو ذكرى هدم الهيكل سليمان ، إن أيام الصيام عند اليهود لم تكن كلها تمتد من المساء إلى المساء بل كان اليهود يصومون فى الأيام العادية من شروق الشمس إلى غروبها أما يوم الغفران فيصوم اليهود لمدة 25 ساعة من غروب الشمس اليوم السابق حتى غروب شمس يوم الصيام حيث يمتنع اليهود الصائمون فى هذا اليوم عن الشراب والأكل والجماع وارتداء الأحذية وصيام الحاخامات هو صيام أسابيع الحداد الثلاث وصيام الأيام العشرة ما بين رأس السنة ويوم الغفران وأيام التكفير العشرة وأول يومى الاثنين والخميس من كل شهر عيد المظال وقد فسر هذا الصوم بأنه تكفير عما يكون المرء قد ارتكبه من خطايا . أما الصيام التطوعى فمنها يومى الاثنين والخميس من كل أسبوع وقد اختلفت الآراء حول أصل الصيام فى هذين اليومين فقيل إن اليهود يصومون لأن النبى موسى عليه السلام قد ذهب يوم الخميس إلى الجبل لاستقبال الوحى الإلهى ثم عاد من الجبل يوم الاثنين. قد تختلف كيفية الصوم ولكنه يهدف إلى غاية واحدة هو تهذيب النفس وتنمية جوانب الخير فيها ليعيش الناس فى أمن وسلام.