من بين عتبات بيت النبوة مرت الغيرة بين نسائه، لكنها كانت من النوع المحبب ،لأنها صراع على حب النبي، وقد كانت السيدة عائشة رضى الله عنها بطلة لمعظم روايات الغيرة النسائية داخل بيت النبى صلي الله عليه وسلم فعندما تزوج الرسول بالسيدة زينب بنت جحش غضبت عائشة الزوجة ، لأن حبيبها وزوجها ذهب لغيرها، هنا تفعل الغيرة بها ما تفعله بالنساء فتقرر أن تضع «خطة» لتبعد النبى عن زوجته الجديدة، وتتشارك مع حفصة بنت عمر وسودة بنت زمعة، وتنص خطتهن على أن من ترى رسول الله خارجاً من عند زينب تقول له «هل أكلت مغافير» وينفرن منه، والمغافير هو تمر حلو الطعم كريه الرائحة، يستخلص منه شراب أشبه بالعسل، مما جعل النبى يمتنع عن شرب العسل عند زينب، وكان هدف الثلاثى «عائشة وحفصة وسودة» أن يحدث جفاء بين الرسول وزوجته الجديدة الجميلة زينب. الخطة الثانية قادتها السيدة عائشة ايضا ، و لكن هذه المرة كانت ضد مارية القبطية الجارية المصرية التى اهداها المقوقس للرسول صلى الله عليه و سلم ،وأعتقها و تزوج بها ، و بدأ الامر عندما جاءت مارية.. تطلب الرسول فى أمر ما .. و كان يومئذ عند حفصة ، و كانت حفصة تزور أباها هذا اليوم ، و عندما جاءته مارية خلا بها فى بيت حفصة ، و عندما عادت حفصة ، و كانت مارية لا تزال مع الرسول ، عرفت ما حدث، فلم تدخل غرفتها، و انتظرت حتى خرجت مارية من عند الرسول ، و عندها دخلت حفصة على الرسول باكية مقهورة ، و حاول الرسول تهدئتها و حرم مارية على نفسه إرضاء لحفصة ، و لكن على شرط أن تكتم هذا الأمر ولا تذيعه عند باقى زوجاته ، و لكن حفصة لم تستطع ان تكتم الامر، و اخبرت عائشة كل شيء ، فقادت الثورة و التمرد ضد الرسول حتى ضاق بهن الرسول فاعتزلهن جميعا شهرا كاملا!! أما الخطة الثالثة فقادتها عائشة ايضا ، و هذه المرة كانت ضد أسماء بنت النعمان التى تزوج بها الرسول ، و غارت عائشة منها غيرة شديدة ، فاتفقت مع كل زوجات الرسول على أمر واحد يوصينها به تفعله ما إن يدخل عليها الرسول ، و لكى يحبكن الامر جاءت هذه الوصية ضمن مجموعة من الوصايا التى تجلب رضا الزوج و محبته ، اما الوصية القاتلة التى أردن بها التخلص من الزوجة الجديدة ،و المنافسة الخطيرة فكانت ان تستعذ بالله ما إن يدخل عليها الرسول ، واقتنعت الزوجة الجديدة و فعلت ما وصيت به ، و ما إن رأت الرسول يهل عليها حتى تعوذت بالله فصرف الرسول وجهه عنها ، و غادرها من فوره و أمر ان تمتع و تلحق بأهلها ، و عندما علم بعد ذلك بما فعلته زوجاته لم يرجع فى كلمته ، و إنما اصر عليها و قال لهن « إن كيدكن عظيم «. قصة أخرى تشير إلى غيرة زوجات الرسول فعندما توفى زوج أم مسلمة بعد غزوة أحد، ولما انقضت عدتها بعث الرسول إليها يخطبها لنفسه وأراد بهذا الزواج أن يكافئها على اسلامها وجهادها ويضمها التى زوجاته أمهات المؤمنين وصارحته أم سلمة بقولها إنها ذات غيرة شديدة ،ولا يمكن أن تعيش مع زوجات أخريات، ومسنة وذات عيال، فأجابها الرسول الكريم «أما أنك مسنة فأنا أكبر منك، وأما الغيرة فأدعو الله تعالى أن يذهبها عنك»، وأما العيال فإلى الله ورسوله فوافقت أم سلمة وتم الزواج وعاشت بعد ذلك مع زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم فى انسجام وتعاون تامين . مرة أخرى فى إحدى الغزوات أجرى الرسول القرعة بين زوجاته لاختيار من تصاحبه فى الخروج معه، وكان الخروج لعائشة وحفصة هذه المرة وذات ليلة دفعت الغيرة أم المؤمنين عائشة لتعرف ما يتلطف به الرسول مع زوجاته الأخريات، فاستبدلت بعيرها بيعير حفصة ، وجاء الرسول إلى بعير عائشة فوجد عليه حفصة وأدرك الرسول هذا وأراد أن يلقى عليها درساً فتظاهر أنه لم يدرك ما فعلته ، ودخل خيمة حفصة وبات فيها ، بينما ظلت الغيرة متقدة عند عائشة. وبلغ من غيرة السيدة عائشة أنها لم تقتصر على الزوجات الأخريات بل كانت شديدة الغيرة من السيدة خديجة رضى الله عنها رغم أنها توفيت.. لكن الرسول كان يذكرها كثيرا ويثنى عليها، وعلى مواقفها معه، بل إنه كان إذا ذبح شاة أرسل لصديقاتها، وعندما كانت عائشة تعترض كان يقول إن بر صديقاتها بر لها وهى تستحق هذا.