نادر أبو الفتوح: هي أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب ولدت رضي الله عنها بمكة المكرمة قبل البعثة بخمس سنوات, تزوجت من الصحابي الجليل خنيس بن حذافة السهمي وقد شارك في غزوة أحد لكنه أصيب بجرح ظل يعالج منه حتي توفي وترك زوجتة حفصة بنت عمر بن الخطاب في ريعان شبابها.. يقول الدكتور أحمد كريمة الأستاذ بجامعة الأزهر أنه بعد أن توفي زوج حفصه حزن عمر بن الخطاب حزنا شديدا لأن إبنته كانت في ريعان الشباب, وبعد إنقضاء عدتها ذهب إلي أبي بكر الصديق رضي الله عنه يعرض عليه أن يتزوج حفصة لكنه لم يجبه فذهب إلي عثمان بن عفان وعرض عليه أن يتزوج حفصة. ولكن عثمان أيضا لم يجبه, فذهب عمر حزينا إلي النبي يشكوا إليه ما حدث وقال عمر للرسول: أمثل حفصة بنت عمر الحافظة للقرآن ترفض يا رسول الله فرد الرسول صلي الله عليه وسلم قائلا له تتزوج حفصة من هو خير من عثمان ويتزوج عثمان من هو خير من حفصة, وعرض عليه الرسول أن يتزوجها وفرح عمر بن الخطاب رضي الله عنه بزواج الرسول صلي الله عليه من حفصة التي عاشت في بيت النبوة مع زوجات الرسول سودةبنت زمعة وعائشة بنت أبي بكر. وقد علم عمر بن الخطاب أن حفصة تراجع الرسول, فقال لها لا تراجعي الرسول وإعلمي أنه أبقي عليك من أجلي فلا يغرنك عائشة التي أعجبها حسنها وحب الرسول لها, وقد كان النبي يشرب العسل عند أم المؤمنين زينب بنت جحش وأرادت عائشة وحفصة الكيد لها فقالت للرسول إني أشم منك ريح مغافير وهو نبات له رائحة غير طيبة فقال لها الرسول لا بل كنت أشرب عسلا عند زينب بنت جحش ولن أعود وطلب منها الرسول ألا تخبر أحدا بذلك فنزل قول الله تعالي يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم وقول الله أيضا وإذ أسر النبي إلي بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير, وعندما علم الرسول بذلك طلق حفصة, وبعد طلاقها نزل جبريل علي الرسول وقال له إن الله يأمرك أن تراجع حفصة فإنها صوامة قوامة, وأدركت حفصة بعد ذلك عظم ما فعلته عندما أفشت سر الرسول, وبعد وفاة الرسول جمع أبو بكر الصديق القرآن في نسخه واحدة وظلت تلك النسخة لدي حفصة حتي خلافة عثمان بن عفان, وتوفيت رضي الله عنها في خلافة معاوية بن أبي سفيان ودفنت بالبقيع.