في الخامس والعشرين من أبريل عام 1982 ارتفع علم مصر فوق شبه جزيرة سيناء بعد استعادتها كاملة من إسرائيل، وتحل هذا العام الذكرى ال 34 على تحريرها. وبهذة المناسبة أجرت «فيتو» حوارا مع اللواء أركان حرب أحمد يوسف عبد النبي، مدير أكاديمية ناصر العسكرية السابق، عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي تولى حكم البلاد عقب ثورة 25 يناير. أهم ذكرياتك عن نصر أكتوبر ؟ تخرجت في الكلية الحربية في الأول من يناير عام 1976، وكنت أتابع أنا وزملائى حرب أكتوبر بشغف وحماس، كنا نتمى أن نكون بين صفوف الرجال الذين عبروا قناة السويس وصنعوا النصر، وبعد تخرجنا عملنا مع القادة الذين شاركوا في الحرب وتعلمنا الدروس المستفادة من نصر أكتوبر وما زال هذا التواصل مستمرا مع من بقى منهم. يرى البعض أن اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل خيانة ويراها آخرون أنها واجبة حتى نبدأ من جديد.. ما رأيك؟ إذا كنا نريد أن نحكم على اتفاقية السلام فعلينا أن نعرف الظروف التي كانت تمر بها مصر وقتها، وما هي البدائل التي كانت مقترحة في حال عدم توقيع الاتفاقية. لقد نجحت المجموعة الدبلوماسية المصرية التي أدارت التفاوض مع الجانب الإسرائيلى في استعادة سيناء بصورة أكثر من رائعة، واستخدمت الأسلوب القانونى في المفاوضات، حتى نجحت في أن تسترد آخر شبر من الأرض وهذا الموضوع لم يتم في العالم كله بين دولة محتلة وقوة احتلال. لماذا لاتزال سيناء دائما مطمع للأعداء؟ تلعب جزيرة سيناء دورا إستراتيجيًا في خريطة التوازنات الدولية والإقليمية نظرًا لموقعها المتميز في خريطة الشرق الأوسط، نظرا لأنها رقعة اليابسة الوحيدة التي تقسم المنطقة العربية إلى شرق وغرب فهى حلقة الاتصال بين الشطرين في ظل الظروف الإقليمية المستقرة، وسد فاصل بينهما تحت ضغط هذه الظروف السياسية والعسكرية. حاربت مصر من أجل استعادة سيناء من أيدى الإسرائيليين فما هو تقييمك للحرب على الإرهاب الآن؟ الحرب على الإرهاب لا تقل شراسة وقوة عن حرب القوات النظامية والقوات المسلحة والشرطة تواجه عناصر إرهابية تقوم بعمليات "غير نمطية"، وذلك يتطلب وقتا وإمكانيات من أجل القضاء عليها، ونجحت قوات الأمن خلال العامين الماضيين في ضرب البنية الأساسية للإرهابيين. كما أن تلك العناصر الإرهابية تستخدم المواطنين والمدنيين ك«دروع بشرية »، وهو ما أدى إلى إطالة المواجهات. ولا أحد ينكر أن هناك قوى دولية لا تريد الاستقرار لمصر ولا تريد التنمية الحقيقية لمصر، ويجب على الشعب المصرى أن يعلم حجم التحديات التي تواجه الأمن القومى المصري، في ظل أوضاع غير مستقرة في الشرق الأوسط». ماذا تقول لعناصر القوات المسلحة والشرطة الذين يواجهون بصدورهم الإرهاب في سيناء الآن ؟ أوجه تحية لرجال القوات المسلحة والشرطة على ما يقدمونه من فداء في الدفاع عن أرضهم، وفى مواجهتهم للعناصر الإرهابية والإجرامية، كما أوجه تحية للشهداء الذي استشهدوا من أجل الدفاع عن مصر وأقول لأسرهم نحن مدينون لكم بالحياة.. لأنهم لم يبخلوا بها دفاعا عن مصر وترابها ولابد أن يعلم الشباب أن كل حبة رمل في هذا الوطن غالية جدا وأكثر من يؤمنون بها هم أبناء القوات المسلحة لأن عقيدتهم تراب الوطن أغلى من الحياة».