تحتفلُ مصر كل عام بيوم 25 إبريل ذكرى تحرير سيناء والجلاء الكامل للقواتِ الإسرائيليةِ عنها، لتعود سيناء العزيزة إلى حضن الوطن. تحرير سيناء بذل من أجله أبطال عظماء دمائهم وأرواحهم من أجل استعادة الأرض، قدموا لمصر كل ما يستطيعون من أجل تحريرها من يد معتد آثم طمع وما زال يطمع في أرض الفيروز. وكان من الأبطال الذين شاركوا في معركة الكرامة والعزة في السادس من أكتوبر عام 1973 التي قادت لتحرير سيناء وفتحت أبواب النصر، اللواء أحمد عبد النبي، أحد أعضاء المجلس العسكري خلال أحداث 25 يناير 2011 وما بعدها. «بوابة أخبار اليوم» التقته وحاورته ليحدثنا عن ذكرياته في تلك الأيام التي ستظل مسجلة بحروف مضيئة في صفحات التاريخ. - في ذكرى تحرير سيناء .. حدثنا عن ذكرياتك أثناء نصر أكتوبر1973؟ قال: «تخرجت من الكلية الحربية في الأول من يناير عام 1976، وكنت أتابع أنا وزملائي حرب أكتوبر بشغف وحماس، وبعد تخرجنا، قمنا بدراسة الدروس المستفادة من نصر أكتوبر73، ولم يتوقف الأمر على ذلك فقط، لكن تم عقد لقاءات بين القادرة والذين شاركوا في الحرب وبين الذين لم يشاركوا في الحرب حتى يتم تعظيم الدروس المستفادة، وكانت سبب رئيسي في رفع الكفاءة الفنية والقتالية للقوات المسلحة حتى الآن». وتابع: «بعد انتهاء الحرب، حدثت حالة من حالات التواصل الفكري بين القادة الذين شاركوا في حرب أكتوبر وبين الذين لم يشاركوا في الحرب، وقاموا بإعطاء خبرتهم في الحروب والمعارك التي خاضتها مصر مع إسرائيل، والدروس المستفادة، كما أن تلك اللقاءات مستمرة حتى الآن». - البعض يرى أن اتفاقية السلام التي تمت بين مصر وإسرائيل إيجابية والأخر يرها سلبية.. ما رأيك؟ أوضح: «بالفعل، البعض يرى أن اتفاقية السلام الموقعة بين الجانب المصري والإسرائيلي بأنها سلبية والبعض يراها إيجابية، لكن إذا كنا نريد أن نحكم عليها فعليا، نحكم عليها عندما وقعت في حينها ووفق الظروف التي كانت تمر بها مصر». وأضاف: «لقد نجحت المجموعة الدبلوماسية المصرية التي أدارت التفاوض مع الجانب الإسرائيلي لاستعادة سيناء بصورة أكثر رائعة، واستخدمت الأسلوب القانوني في المفاوضات، حتى نجحت أن تسترد أخر شبر من سيناء». - حدثنا عن الأهمية الإستراتيجية لسيناء؟ قال: «تقع شبه جزيرة سيناء في الجزء الشمالي الشرقي من أرض مصر، على شكل مثلث رأسه إلى الجنوب وقاعدته إلى الشمال يحده من الشرق خليج العقبة ومن الغرب خليج السويس، وإلي الشمال من هذا المثلث يكون الجزء الباقي علي هيئة متوازي أضلاع حده الشمالي ساحل البحر الأبيض المتوسط وحده الجنوبي هو الخط الفاصل الذي يصل بين رأس خليج العقبة ورأس خليج السويس، وحده الشرقي خط الحدود السياسية لمصر، وحده الغربي قناة السويس، وتبلغ مساحة شبه جزيرة سيناء نحو 61 ألف كيلو متر». - تولي القيادة السياسية حاليا الاهتمام بتنمية شبه جزيرة سيناء ومحور قناة السويس . فما رأيك؟ أكد: «أن سيناء بمقوماتها الطبيعية ومواردها الزراعية والصناعية والتعدينية والسياحية، هي ركن من أركان إستراتيجية مصر الطموحة للخروج من الوادي الضيق حول وادي النيل، بالإضافة إلي أن سيناء تمثل محورا أساسياً من محاور هذه الإستراتيجية التنموية طويلة الأمد، بالإضافة إلى كونها جزءاً من مشروع تنمية قناة السويس الذي يحتضن أكبر عدد من مشروعات مصر العملاقة في غرب خليج السويس والعين السخنة وفي شرق بورسعيد وفي القناة نفسها التي ستظل شرياناً حيوياً من شرايين الاقتصاد و التجارة الدوليين». وتابع: «إن المشاريع الكبرى التي تنفذ حاليا في سيناء وربطها بالوادي كالأنفاق التي تشيد في الإسماعيلية وبورسعيد، بالإضافة إلي شبكة الطرق التي تنفذ في شمال ووسط سيناء، كما أن هناك مطار "المليز" الذي سيستخدم كمطار مدني، كل هذا يصب في عملية التنمية علي أرض الفيروز، وتقوم الدولة بإنشاء المدن السكنية الجديدة وتوفير فرص عمل بالإضافة إلي إنشاء مشاريع في شمال ووسط وجنوب سيناء لخدمة أهالي سيناء». وتابع: «كما تقوم الدولة بإنشاء المدارس حاليا والمستقيات والجامعات، بالإضافة إلي إنشاء المناطق الصناعية والاستثمارية واستصلاح الأراضي من أجل الزراعة، وتوصيل المرافق وإنشاء مجتمعات عمرانية، وما تشهده سيناء حاليا من تنمية، يسير بوتيرة وسرعة كبيرة، من أجل تقديم الحياة الكريمة للمواطن السيناوي». - كيف ترى الأوضاع في سيناء الآن من الناحية الأمنية؟ قال: «القوات المسلحة والشرطة لا تواجه قوات نظامية، بل تواجه عناصر إرهابية تقوم بعمليات "غير نمطية"، وذلك يتطلب وقت وإمكانيات من أجل القضاء عليها، وما حققته قوات الأمن خلال العامين الماضيين، نجح في ضرب البنية الأساسية والرئيسية للعناصر الإرهابية الموجودة في بعض المناطق بشمال سيناء، بالإضافة إلي أن تلك العناصر الإرهابية تستخدم المواطنين والمدنين ك "دروع بشرية لهم"، وهو ما أدى إلي إطالة أمد المواجهات مع تلك العناصر الإرهابية من أجل الحفاظ علي حياة المواطنين». وتابع: «الإرهاب له مكونات رئيسية وهي"أفراد – فكر متطرف – إمدادات مختلفة"، فالعنصر الأول وهو "الأفراد" يتم مواجهته حاليا أمنيا، أما العنصر الثاني وهو "فكر المتطرف" فيجب أن يواجه بفكر مقابل سواء كان من المؤسسة الدينية أو من خلال منظومة تعليمية وثقافية وزيادة وعي، أما العنصر الثالث وهو "الإمدادات المختلفة" وهي قطع الإمدادات اللوجستية من سلاح ومتفجرات وأجهزة للعناصر الإرهابية». وأكمل: «هناك قوى دولية لا تريد الاستقرار لمصر ولا تريد التنمية الحقيقية لمصر، ويجب علي الشعب المصري أن يعلم حجم التحديات التي تواجه الأمن القومي المصري، في ظل أوضاع غير مستقرة في الشرق الأوسط». - كلمة توجهها لرجال القوات المسلحة والشرطة الذين يواجهون الإرهاب والدفاع عن مصر؟ قال: «تحية لرجال القوات المسلحة والشرطة علي ما يقدمونه من فداء لأرواحهم في الدفاع عن أرضهم وفي مواجهتهم للعناصر الإرهابية والإجرامية، كما أوجه تحية للشهداء الذي استشهدوا من أجل الدفاع عن مصر وحماية شعبها».