سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«قوة مصر الناعمة بعافية»..الفن والثقافة والإعلام.. ثالوث المشكلات والأزمات.. أستاذ الإعلام: مشروع القانون الموحد خطوة أولى لتصحيح أوضاع الإعلام.. وعمرعبد العزيز: السينما تغرق
"لما يكون فيه فن وثقافة ووعي ميبقاش فيه فرصة للتشدد والتطرف ولما الفن يتراجع يبقى فيه مشكلة، وزمان من خمسين سنة كان تانى مصدر دخل لمصر بعد القطن هو السينما المصرية".. هكذا لخص الرئيس عبد الفتاح السيسي رؤيته تجاه الفن والثقافة بعد توليه الرئاسة في لقائه مع الفنانين، وهو ليس اللقاء الوحيد الذي تم بين السيسي وبين فئات مهمة في المجتمع للاقتراب أكثر منهم والتواصل معهم، فقد تواصل مع المثقفين والإعلاميين وغيرها من الفئات الفاعلة في المجتمع، خاصة أنه تولى الرئاسة في فترة عصيبة عانى خلالها المجتمع من إرهاب جماعة الإخوان، وتقييد الحريات والعنف والفوضى وتدنى الأوضاع على كل المستويات، فكان على عاتقه عدد من الملفات المهمة. ومنذ توليه زمام الأمور، أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي ثورة تصحيح للأوضاع المختلفة من خلال خطوات على أرض الواقع ومشروعات وقرارات للتطوير والنهضة، بما في ذلك أوضاع الفن والثقافة والإعلام، ومؤخرًا أجرى لقاءً مع عدد من المثقفين للوقوف على أوضاع الحريات واستطلاع رأيهم في كل مايحدث في مصر وملف الثقافة أيضًا، وأمام كل تلك الخطوات والجهد الكبير المبذول من الرئيس بالتعاون مع الرموز المهمة والقوى المجتمعية، تبقى هناك عدة تحديات خطيرة وملفات مهمة يجب أن يهتم بها الرئيس وتمتد إليها يد التطوير فيما يتعلق بالفن والثقافة والإعلام، حتى يكون هناك فن وثقافة ووعى وإعلام على مستوى عالٍ من المهنية والحرفية بما يؤهله لخدمة المجتمع وتطويره وتصحيح أوضاعه، وحتى ينعكس كل ذلك بالإيجاب على كل شيء. السينما المصرية كما قال الرئيس كانت من أهم مصادر الدخل القومى لمصر منذ نحو خمسين عامًا وتحديدًا في زمن الأبيض والأسود والسينما الكلاسيكية التي قدمت روائع لا تزال خالدة في أذهان الملايين في مصر والعالم العربى كله، والتي أسهمت في رفع اسم مصر وزيادة وعي شعبها، وعادت بالخير على مصر على المستوى الاقتصادى أيضًا، وأوضح الرئيس في لقائه مع الفنانين أن السينما لم تعد كما كانت في الماضي، حيث تواجه العديد من المشكلات في الوقت الحالي، موجهًا رسالة قوية قال فيها "الفن فيه مشكلات مبقناش زي زمان، الفن زمان كان مخلى لهجتنا معروفة في دول العالم كله وزود دخلنا وأنا معاكوا في كل حاجة حلوة علشان نقدم فنا جميلا"، وتحدث عن المشكلات والتحديات التي تواجه الفن واستمع لمطالب الفنانين، ومازالت هناك الكثير من التحديات والملفات المطلوب من الرئيس الاهتمام بها وتصحيحها. ومن جانبه قال الناقد الفنى طارق الشناوى، إن أهم ما يجب أن يلتفت إليه الرئيس ملف الحريات لكل العاملين في مجال الفن، خاصةً أنه لا يوجد حتى الآن مناخ كاف من الحرية للمبدعين ودائمًا يضع كل مبدع على عاتقه فكرة وجود الرقابة مما يقيد حريته ويعوق تقديم أعمال فنية متميزة، وطالب بضرورة توفير الحرية للعاملين في النقابات الفنية ومنها نقابة الموسيقيين والممثلين بعد أن أصبح الجميع يخشى الرقابة والمطاردة مما يؤثر بالسلب في العمل. ورأى الشناوى أن الرئيس يجب أن يهتم بدعم الفن كخطوة أساسية للتصحيح، وطالب الرئيس بخلق مناخ صحى لإنتاج الأعمال الفنية المختلفة، خاصةً أن المناخ أصبح طاردًا ولا يجذب رءوس الأموال. وأوضح أن كثيرًا من رءوس الأموال أصبحت تهاجر إلى الخارج وتبتعد عن السينما، وتتوقف عن إنتاج الأفلام، وذلك يعني أن رءوس الأموال ترى أنه لم يعد مجديًا إنتاج أفلام، مضيفًا "كان فيه حركة في بناء دور العرض وكانت ماشية بقوة، لكن بدأت تقل من 10 سنين، وذلك معناه أن المنظومة لم تعد تشجع على الإنتاج السينمائى"، وأكد أن زيادة عدد دور العرض خطوة أساسية للتصحيح بجانب تقديم الدعم لمستحقيه من العاملين في مجال الفن والجهات المعنية، وزيادة مستوى الشفافية. الإعلام أيضًا يواجه الكثير من المشكلات والتحديات، وكان الرئيس على وعي تام بدور الإعلام ومشكلاته منذ توليه الرئاسة، وفى أكثر من مرة تحدث عن دور الإعلام ومنها لقائه مع الإعلاميين عقب توليه الرئاسة والذي قال فيه: "دور الإعلام هيبقى حاكم جدًا خلال المرحلة القادمة ودور مهم جدًا لإعادة اصطفاف المصريين بعد الاستقطاب، وزيادة الوعي كمان محتاج شغل منكم ومفيش إستراتيجية ولا سياسة إعلامية وده له تأثير ولو استمر الواقع على كده هيبقى فيه تأثير مش كويس لأن أنتوا اللى بتشكلوا الرأى العام". وحول ملف الإعلام وأهم القرارات التي يجب أن يتخذها الرئيس لتصحيح أوضاعه قال الدكتور حسن عماد مكاوى، عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة سابقًا، إن الرئيس يجب أن يعمل على سرعة إقرار مشروع القانون الموحد لتنظيم الصحافة والإعلام، خاصةً أن القانون مكتمل وجاهز، وجرى العمل عليه منذ أكثر من عام، وهو الآن أمام الحكومة منذ نحو 8 أشهر ولا يوجد سبب لتأخير إقراره حتى الآن، والرئيس عليه أن يستحث الحكومة لتتخذ خطوة فعالة وتعرض مشروع القانون على مجلس النواب لإقراره، خاصةً أنه قانون يسهم في تنظيم وتطوير أوضاع الإعلام عامةً ويعالج العديد من المشكلات التي يواجهها الإعلام. وعلى مستوى الثقافة، فالأوضاع الثقافية تواجه العديد من التحديات أيضًا وتحتاج لثورة لتصحيح الأوضاع يجب أن يقودها النظام ويصحح نفسه بنفسه، وهو ما انتبه له الرئيس وعقد لقاء مؤخرًا مع عدد من الأدباء والكتاب والمثقفين للاستماع إلى الأفكار والموضوعات والمقترحات من جانبهم والاستماع إلى سبل تطوير تلك المقترحات إلى مشروعات تنفذ على أرض الواقع. من جانبه وصف رئيس الاتحاد العام للنقابات الفنية المخرج الكبير عمر عبد العزيز، صناعة السينما بأنها تسير من سيئ إلى أسوأ، مشددا على أن جميع المجالات والصناعات في مصر حاليًا متأثرة بالأوضاع السيئة التي نعيشها، والسينما لابد أن تتأثر بذلك، بالإضافة إلى مشكلاتها الخاصة المتمثلة في قلة شركات التوزيع، وقلة جودة الأفلام التي يتم عرضها، وغيرها من العوامل التي أثرت بشدة في الصناعة. وأوضح عبد العزيز أنه لا يوجد دور للدولة في دعم الفن ولو بنسبة بسيطة، ولا يوجد من يهتم بالقوى الناعمة، فالدولة تتعامل مع الفن والفنانين على أنهم جزء منفصل، ففى أيام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كانت جميع الوزارات تساعد بعضها في النهوض بالصناعة، ولكن الآن كل وزارة تسعى للحصول على أكبر مكسب ممكن بغض النظر عن المصلحة العامة للدولة. ونوه عبد العزيز إلى أن صناع السينما يعولون كثيرًا على النواب الممثلين للفنانين أن يعملوا عن تفعيل المواد الخاصة بالفن والثقافة في الدستور وإصدار قوانين أخرى لتدعيم صناعة الفن وحمايتها. وعن دور النقابات الفنية في حل المشكلات التي تواجه صناعة الفن بشكل عام، قال عبد العزيز: نسعى بكل طاقتنا لحل كل تلك المشكلات، وسيناقش مجلس النواب قوانين اتحاد النقابات الفنية قريبًا، وكما قلت لك فنحن نعول على سفرائنا بمجلس النواب في دعم تلك القوانين وإصدار قوانين تنهض بالصناعة التي تغرق.