عقد أمس بصالون الأوبرا الثقافى ندوة بعنوان "مستقبل الثقافة والفن فى مصر"، حضرها وزير الثقافة "محمد صابر عرب"، ونقيب المهن التمثيلية الفنان "أشرف عبد الغفور"، ونقيب التشكيليين "حمدى أبو المعاطى"، والأدبية "عزة هيكل"، والموسيقار "هانى شنودة"، أدار الندوة "أمين الصيرفى". دارت الندوة حول التحديات والمشكلات التى تواجه الفن بأنواعه فى مصر، وعن دور الرقابة، وعن ضرورة الفن، حيث أكد "أمين الصيرفى" أن الفن والثقافة ضرورة حياتية قصوى وليست مجرد ترفيه، لأن الإبداع لا حدود له، ولكن ينبغى أن نستخلص منه ما يناسبنا وما نحتاجه. تحدث الفنان "أشرف عبد الغفور" عن ضرورة فن التمثيل، لأنه يؤثر بشكل كبير على الناس، وأشار إلى الفترة التى كادت فيها عجلات السينما أن تتوقف تماما، لولا مجهودات بعض رجال الأعمال الذين أنشأوا عدد من شاشات العرض داخل المولات التجارية، فتخلصت السينما من سطوة الموزع الأجنبى، ولكنها عادت بشكل تجارى هزلى يضمن الربح، فأصبح الخط البيانى للفن المصرى ينحدر ويتهاوى بسرعة شديدة جدا، كما أكد على أن الرقابة الأكثر خطورة هى رقابة المتلقى نفسه، لأنه يستطيع بلمسة زر واحدة، أن يحكم على العديد من الأعمال الفنية بالإعدام، فيجب أن نصل بالمتلقى إلى درجة كافية من الوعى والثقافة فى التلقى، كما يجب أن تكون الرقابة من داخل المبدع نفسه، لأنه إذا شعر بأن هناك من يراقب كل خطوة من خطوات إبداعه، لن يستطيع الاستمرار فيه، فلابد أن تكون الرقابة على المصنف فى آخر مراحله، وليست الرقابة التقليدية. كما دعى "عبد الغفور" إلى أن تتحول السينما للقطاع العام، حتى تقوم الدولة بانتهاج الأفلام التى لن يغامر القطاع الخاص بإنتاجها، كسينما الطفل والأسرة. اختلفت الأديبة "عزة هيكل" مع ما سبق حول دور الرقابة، خاصة بعد أن أصبح هناك نوع غريب من الفن به الكثير من الإسفاف اللفظى والتدنى فى الحوار وكثرة المشاهد الجنسية، لأن ذلك خلق حالة انقسامية فى المجتمع، لأن الغالبية العظمى فيه من التيار المحافظ، وما يقدم الآن خادش للحياء العام، فينبغى أن يكون دور الرقابة الحقيقية على المصنف يجيب على سؤال "هل هذا فن أو لا فن، إبداع أو لا إبداع"، إضافة إلى ضرورة وجود مسرح وحجرة موسيقى فى كل مدرسة، حتى يتعلم الأطفال ضرورة الفن، كما يجب أن تتحول قصور الثقافة على مستوى الجمهورية إلى مراكز للتنوير لنشر الثقافة، فلابد أن تحتوى على قاعات موسيقى، وحجرات للرسم والكمبيوتر، وتقام فيها ندوات بشكل منتظم لتنوير عقول من يعيش حولها فى القرى والنجوع. أما "حمدى أبو المعاطى" نقيب التشكيليين تحدث عن غياب دور الإعلام فى خدمة الثقافة، لأن الفن التشكيلى هو الفن الوحيد الذى يذهب إليه الناس لرؤيته، على عكس الفنون الأخرى، لأنه فن صامت، ولكنه يستقى موضوعاته من الأدب والشعر والفنون الأخرى، فلذلك يجب تفعيل دور قصور الثقافة فى بعض الأماكن كالريف، وتفعيل دور الإعلام الثقافى لتعريف الناس بالكثير من الفنون وأهميتها، إضافة إلى ورش العمل التى تخرج للشارع للتفاعل مع المتلقى، لأن الفن التشكيلى مرتبط مع جميع الفنون الأخرى، بل ويكملها. بينما أكد الموسيقار "هانى شنودة" الذى حضر متأخرا عن بداية اللقاء، على ضرورة تسجيل وتوثيق الكثير من الفنون المصرية المهمة التى كادت أن تختفى كالحكايات والأغانى الشعبية، وضرورة توعية الناس بأهمية الموسيقى للتواصل معها. اختتمت الندوة بكلمة وزير الثقافة "محمد صابر عرب"، الذى أشار إلى المرحلة الفارقة التى تمر بها مصرالآن، فإذا كان الهدف هو الوصول إلى الحرية والديمقراطية ونشر الثقافة، فلابد أولا البدء بنهضة التعليم، وذلك عن طريق صياغة رؤية تعليمية مستقبلية بالتواصل مع المواد الدراسية والعلوم والفنون والثقافة، لأن المدارس المصرية القديمة كانت تقوم بتكوين الفكر والوجدان، وتكتشف أيضا المواهب والمبدعين. أضاف أيضا إلى ضرورة وضع دستور لا يحاسب الإنسان لاعتناقه فكرة أو عقيدة مخالفة، دستور يحترم المرأة، ويحترم الثقافة والفنون بأنواعها.