قال الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة إن مستقبل الفن والإبداع مرتبط بالتعليم فإن كان لدينا منظومة تعليمية ناجحة سيكون هناك مستقبل أفضل للثقافة . جاء ذلك خلال صالون الأوبرا الثقافي بعنوان (مستقبل الثقافة والفن بمصر) والذى أقيم على المسرح الصغير بدار الأوبرا بمشاركة الفنان أشرف عبد الغفور نقيب المهن التمثيلية والدكتور حمدى أبو المعاطى نقيب التشكيليين والدكتورة عزة هيكل, والموسيقار هانى شنودة, وأدار الصالون أمين الصيرفى . وأكد الوزير أن دور المدرسة الثقافي يجب أن يعود لما كان عليه من قبل بأن يكون لدى كل مدرسة مسرح وغرفة موسيقى يتعلم فيها الطالب ما يحب من الفنون المختلفة .. مشيرا إلى أن المدرسة تشكل البذرة الرئيسية في تكوين المبدع .. مشددا على أنه من غير التعليم القوي وتوفير هذه الأشياء سنفقد أهم شىء موجود في مصر وهو القوة الناعمة التي تتميز بها مصر عن باقي دول العالم . وأشار إلى أن قصور الثقافة الموجودة في المحافظات والقرى والنجوع والتي يبلغ عددها 500 قصر ستكون مركزا للتنوير لكل مواطن في جميع أنحاء مصر . من جانبه , قال أمين الصيرفي إن مستقبل الفن والثقافة يتعرض لخطر كبير في ظل وصول التيارات المتشددة إلى السلطة والتي تهدد الفن والمبدعين .. مضيفا " إننا اليوم نناقش مستقبل الثقافة والفن في ظل ظروف حرجة تمر بها البلاد من انتخابات الرئاسة , وإعلان أسماء أعضاء اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور والهجوم الشرس على الفن والثقافة والمبدعين" . من ناحيته , قال الفنان أشرف عبد الغفور نقيب المهن التمثيلية إن المبدعين في هذه الفترة يمرون بظروف صعبة للغاية خاصة وأن القوى السياسية الموجودة حاليا تحاول أن تقلل من دورهم في المجتمع . وأضاف أن الخط البياني للفن المصري يتراجع بشدة على المستويين الدولي والإقليمي, وأن مصر تمر بلحظة شائكة ودقيقة لا ينفصل فيها مستقبل الثقافة والفن عن مستقبل الوطن .. مشيرا إلى أن الدراما السورية والتركية أصبحت هي المؤثرة في المتفرج المصري أكثر من الدراما المصرية . وأشار عبدالغفور إلى أن السينما الآن تعرض نوعية أفلام الأكشن وأفلام الضحك وتركت سينما الأسرة والطفل , بالإضافة إلى أن إنتاج الأفلام تقلص إلى 6 أفلام فقط في العام الواحد بعد ان كانت صناعة السينما تحتل رقم 2 في الإنتاج القومي . وطالب عبدالغفور بأن تعود السينما إلى القطاع العام حتى تعود لنا الريادة .. داعيا وزير الثقافة لأن يتبنى هذه الفكرة لأن المنتج لا يستطيع أن ينتج أفلام الأسرة والطفل . وأوضح أن السينما توقفت تماما في فترة من الفترات حتى جاءت سينما الشباب أو السينما النظيفة التي بدأت بفيلم (إسماعيلية رايح جاي) التي مثلت الانطلاقة ونقطة التحول فى السينما المصرية . من جانبها , قالت الدكتورة عزة هيكل إن مستقبل الأدب والموسيقى والفن التشكيلي والسينما مرتبط بالسياسية والاقتصاد حيث أنهم في قالب واحد في تلك الفترة التي نمر بها .. مشيرة إلى أن مشكلة الثقافة والفن في مصر أن المثقفين تركوا الشارع حتى أصبحوا غير مؤثرين في المجمتع, لأنهم بعيدون عن رجل الشارع البسيط وعن همومه ومشاكله . وطالبت وزير الثقافة بأن يكون هناك مسرح في كل مدرسة حتى يتعلم الطالب التمثيل والغناء والمسرح ونكون جيلا من المبدعين من خلال مسارح المدارس , كما طالبت بأن تتحول قصور الثقافة إلى جامعات مفتوحة أي مراكز تنويرية وأن تتوافر في كل قرية ونجع بمصر . وأعرب الدكتور حمدى أبو المعاطى نقيب التشكيليين عن تفاؤله بشأن مستقبل الفنون التشكيليية في مصر الآن .. مرجعا ذلك إلى انتشار إقامة المعارض في كل أنحاء مصر . وقال إن ثورة 25 يناير أعطت روحا من الإبداع لكل الفنانين وخاصة التشيكليين الذين أقاموا معارضهم في الميدان بعد أن كان هذا الفن حبيس المعارض الخاصة التي لا يستطيع كل مواطن أن يشاهدها ولكن جيل الشباب استطاع أن يقدم أعماله في الشوارع والمعارض أيضا . وطالب نقيب التشكيليين الفنان أشرف عبد الغفور نقيب المهن التمثيلية وعضو اللجنة التأسيسية للدستور , المحافظة في الدستور الجديد على المادة 49 من دستور 71 والتي تنص على "أن الدولة تكفل للمواطنين حرية البحث العلمي والإبداع الأدبي والفني والثقافي وتوفير وسائل التشجيع اللازمة لتحقيق ذلك". من جهته , أكد الموسيقار هاني شنودة أن مصر أغلى بلد في العالم في ثقافتها وفنها قائلا "لدينا فن لا يوجد في اي بلد في العالم ولدينا الموسيقى المختلفة , والفن الشعبي الذي يختلف من منطقة لأخرى , والمسرح المتنوع , والفنون التشكيليية بكافة أشكالها ".