فى مصر مناطق يتعانق فيها الهلال والصليب ويتجاور فيها المسجد والكنيسة ويعيش بها المسلمون والمسيحيون تحت لواء المحبة والوحدة الوطنية على مر التاريخ, منها منطقة الزيتون بالقاهرة التي يميزها شارع نصوح بمحلاته التجارية وكنيسة السيدة العذراء المعروفة بكنيسة ام النور ومسجد نصوح المجاور لها والمتعايش معها فى حب وسلام . شارع نصوح باشا من الشوارع المهمة فى الزيتون ويتقاطع مع اهم شارع فيها وهو شارع سليم الاول, وبشارع نصوح حركة من الناس سواء للذهاب الى العمل او قضاء حاجياتهم الخاصة او الذهاب للتبرك بكنيسة ام النور ويشترك فى التبرك بها المسلمون والمسيحيون على حد سواء لاعتقاد الجميع بان التبرك بها يحقق الرغبة والمطمح وهو ما يؤكد على مظلة الحب والتسامح كنسق عام للحياة فى الزيتون . وعلى بعد امتار قليلة من كنيسة العذراء يقع محل عم نصيف «فكهانى قبطى» الذي التقيناه فقال : أعيش فى المنطقة وأتواجد فى هذا المكان بجوار الكنيسة منذ سنوات كثيرة ومعظم زبائنى من المسلمين الذين يحبون المرور من هذا الشارع العتيق لقناعتهم بانه شارع تحل فيه البركة لوجود الكنيسة فيه ولشعورهم بعمق العلاقة بين المسلمين والمسيحيين فى مصر وحرصهم على المحبة والتسامح بين ابناء الوطن الواحد . بائع الفاكهة أضاف: إن الكنيسة تجاور المسجد ولا يوجد اى شعور بالتفرقة فالكل يمارس شعائره فى المسجد والكنيسة محترما معتقد الآخر وطقوس دينه مدللا على عمق العلاقة بين الطرفين بقيام المسلمين بعد الانفلات الامنى عقب ثورة 25 يناير بحماية الكنيسة وحماية محله وبمشاركة المسلمين والمسيحيين لبعضهم البعض فى الاعياد والمناسبات لدرجة انك لا تستطيع أن تفرق بين المسلمين والمسيحيين فى عيد الفطر وهكذا الحال فى الأعياد القبطية . سباعى محمد «مقيم شعائر فى مسجد نصوح»قال: المسجد يجاور الكنيسة والمسلمون والمسيحيون يمشون فى الشارع معا فى حب وتسامح وكل منهما يدخل دار عبادته ليؤدى شعائر ديانته وكل اهالى الزيتون يعيشون فى تواد وتراحم فالمسلم يشارك المسيحى فى المناسبات والعكس صحيح مؤكدا ان المسيحيين يحبون الاستماع إلى القرآن فى العزاء الخاص بالمسلمين وخاصة لسماع سورتى مريم ويوسف. «لى صداقات تجمعنى مع عدد من المسيحيين فى الزيتون وبعض ابنائهم يتشاورون معى فى بعض الامور والمشكلات التى تواجههم مع آبائهم ويطلبون التوسط لحلها واقوم بذلك عن طيب خاطر» الى هنا انتهى كلام سباعى . فى شارع نصوح يوجد ايضا مستشفى السيدة العذراء الخيرية وهى قبلة علاج للمسلمين والمسيحيين على حد سواء, حيث يقول الدكتور ناجى فاروق مدير المستشفى إن المستشفى يستقبل كل المرضى ولا نفرق بين مسلم ومسيحى مؤكدا أن عددا كبيرا من المسلمين يأتون باستمرار للعلاج لثقتهم الكبيرة فى اطباء المستشفى . «تقديم الخدمات لكل الناس بصرف النظر عن الدين هو السر فى الترابط على السلام والمحبة الموجود بين اهالى منطقة الزيتون», هكذا قال الدكتور ناجى مؤكدا ان المسيحيين يجلون السيدة مريم العذراء والمسلمون يحبونها ولذلك فإن كنيسة السيدة العذراء مثار تواد وتراحم بين الجميع فى المنطقة . بدوره قال شريف خيرى موظف بالمستشفى: ولدت بالزيتون وارتبطت بها بشكل قوى لانها منطقة ابائى واجدادى ولانها هادئة وجميلة وناسها طيبون واجمل ما فيها انه لا يوجد احد فيها يفكر فى كلمة مسلم او كلمة مسيحى فالكل يعيش فى الزيتون كعائلة واحدة ولم نشعر ابدا بوجود تفرقة او فرق مؤكدا انه يعيش فى عمارة بها مسلمون ومسيحيون ونشارك بعضنا فى المناسبات وأضاف أن مجيء السيدة العذراء «أم النور» إلى المكان اضفى على منطقة الزيتون روح التسامح والمحبة وجعل أهلها يشعرون بالأمان فهو المكان الذي اختارته السيدة العذراء وطفلها السيد المسيح ليأمنوا فيه بعد هجرتهم المقدسة إلى مصر .