* الفارق بين التليفزيون في الماضي والآن هو الفارق بين «السما والعمى» * عزة الحناوي لا تصلح أن تكون مذيعة * «أون تي في» أشبه ب«سلة فواكه» تضم مختلف الاتجاهات * رسالتي ل«منافقي الإعلام»: استقيموا يرحمكم الله ربما في لحظة من اللحظات، تحطمت أحلامه على عتبات ماسبيرو، حينما حرمته الظروف والأجواء الصعبة من فرصة عادلة داخل جدران المبنى العريق، حيث لا صوت يعلو فوق صوت «الشللية»، لكنه طوى صفحته ومضى بحثًا عن فرصة عادلة. الإعلامي الشاب رامي رضوان، يمكن القول إنه وضع أقدامه على طريق النجومية مبكرًا، عبر شاشة «أو تي في»، بعد رحيله عن التليفزيون المصري، وبعدها ازداد توهجًا ولمعانًا، حينما تلقفه الجواهرجي ألبرت شفيق، وضمه لصفوف قناة «أون تي في»، لتقديم برنامج التوك شو الصباحي على شاشتها. خمس سنوات أو يزيد، حقق خلالها «رامي» نجاحًا باهرًا في «صباح أون»، ما جعله محط أنظار برامج «التوك شو» الكبرى، حيث التحق بعدها ببرنامج «البيت بيتك» على شاشة قناة «ten»، لكن يبدو أنه لم يقدر على فراق محبوبته الأبدية فقرر العودة مؤخرًا لشاشة «أون تي في» مع إشراقة جديدة مرتقبة ل«البيت بيتك» على شاشتها خلال الأيام القليلة المقبلة. وعن كواليس هذه الرحلة، ورؤيته للمشهد الإعلامي حاليًا كان الحوار التالي: بداية.. حدثنا عن أولى خطواتك في رحلة العمل الإعلامي والتي كانت داخل مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون؟ بعد تخرجي في الجامعة مباشرة، حرصت على أن أخوض تجربة العمل في ماسبيرو، وبالفعل قضيت فترة تدريب هناك، لكن الأجواء وقتها كانت صعبة للغاية، وليست في أفضل حالاتها، حيث واجهتني بعض الصعوبات. وما طبيعة الصعوبات التي واجهتك هناك.. وهل يمكن القول إنها أسهمت في رحيلك مبكرا من «ماسبيرو» أم هناك أسباب أخرى دفعتك لاتخاذ قرار الخروج من المبنى؟ في واقع الأمر «ماسبيرو» تحكمه شبكة مصالح كبرى، حيث الشللية هي من تحكم داخل جدران المبنى العريق، كما أننى شعرت وقتها أنني غير مرحب بي هناك، رغم أنني لم أكن أتقاضى أي أجر مادي، لكن بقيت صامدا لفترة طويلة، رغم هذه الصعوبات، حتى علمت أن قناة «أو تي في» أعلنت عن حاجتها لبعض المذيعين فغادرت على الفور، وتقدمت للعمل هناك، وبدأت حياتي كمراسل بالقناة، حتى انتقلت إلى شاشة «أون تي في». بعد مرور سنوات على هذا الأمر.. ما هي رؤيتك للأوضاع داخل ماسبيرو في وقتنا الحالى؟ «ماسبيرو» في حقيقة الأمر يبقي هو المطبخ الإعلامي الحقيقي، لكن الأوضاع الآن متدهورة للغاية، الفارق بين وضع التليفزيون في الماضي ووضعه الآن هو الفارق بين السماء والأرض، أو بالأحرى «فرق السما من العمى» كما يقولون، زمان كان هناك «فطاحل» وأسماء إعلامية بارزة. وما تعليقك على واقعة المذيعة عزة الحناوي التي أثارت مؤخرًا جدلًا كبيرًا في أوساط الرأي العام؟ أولًا.. لا أعرف عزة الحناوي جيدًا، لكني شاهدت حلقتها المثيرة للجدل، وأرى أنها لم تعط فرصة للضيف لإبداء رأيه، هذا على الصعيد المهني، أما على الصعيد الفكري، فهي مجرد واحدة بتقرأ من الورق، إنها لا تصلح أن تكون مذيعة بالأساس. «أون تي في» شهدت فترة التوهج واللمعان ل«رامي رضوان» عبر برنامج «صباح أون».. حدثنا عن فترة عملك بها؟ الحقيقة «أون تي في» تتميز دائمًا بوجود توليفة مختلفة، تضم كل التيارات، وبها مساحة رائعة للحرية، حتى إنها كانت القناة الوحيدة التي وقفت بجانب ثورة الشعب في 25 يناير، إنها أشبه ب «سلة الفواكه» التي تضم مختلف الاتجاهات. كما أن ألبرت شفيق الذي كان على رأس إدارتها آنذاك، كان دائمًا يعطي مساحة كبيرة للشباب، ويتابع كل صغيرة وكبيرة على الشاشة بنفسه، حتى «دبة النملة» كما يقولون، دائمًا كان يدفعني للانطلاق. على المستوى الشخصي.. حدثنا عن علاقتك ب«ألبرت شفيق»؟ «ألبرت» الأخ الأكبر والصديق بالنسبة لي، الذي أستشيره في كل أموري، حتى بعد أن غادرت «أون تي في»، كنت أحرص دائمًا على التواصل معه، لنفكر معًا بصوت عال في كل ما يخص مستقبلي، باختصار العلاقة التي تربطنى به عميقة للغاية مش علاقة مصالح. خلال وجودك في «أون تي في» تلقيت عرضا للانتقال إلى صفوف «إم بي سي» لكنك رفضت العرض رغم أن كثيرين يحلمون به.. تعقيبك؟ بالفعل كان عرضًا ضخمًا للغاية، لكن فكرة البرنامج، لم تعجبني، وشعرت أنه لن يضيف لي جديدًا، فعرضوا على فكرة برنامج آخر تشاركني في تقديمه زميلة ما، لكني رفضت لعدم قناعتي بهذه الزميلة، حيث لم يكن هناك انسجام بيني وبينها، أو بالأحرى «ما كانش فيه كيميا» وبالمناسبة هي اختفت الآن عن الساحة الإعلامية تمامًا. كيف تنظر إلى المشهد الإعلامي؟ الحقيقة «مشهد فوضوي» تمامًا، ويمكن القول إن السبب الرئيسي في حالة الفوضى تلك أنه لا يوجد قانون منظم للعملية للإعلامية، ولهذا أرى أنه من الواجب الإسراع في إيجاد قانون ل«ضبط العملية» ومواجهة التجاوزات الحالية. في وقت سابق كان لك تصريح أكدت خلاله أن سقف الحريات لم ينخفض عقب ثورة 30 يونيو.. هل ما زلت متمسكًا بهذا الرأي؟ بالطبع.. هناك مساحات كبيرة للرأي في القنوات الخاصة، ولم نسمع أن أحدًا منع من الإدلاء برأيه يومًا ما في هذه القنوات، بدليل أنه يتم استضافة أصحاب آراء معارضة في كثير من الأحيان، لعل آخرهم حمدين صباحي الذي ظهر مؤخرًا مع الزميل وائل الإبراشي في برنامج «العاشرة مساءً». لكن هناك من يشير إلى أن هناك من يريد «إعلام الصوت الواحد» ومن يحالف يقمع.. إلى أي مدى تتفق وهذا الرأى؟ ما يقال عن أن هناك قمعا للآراء في الإعلام أمر غير صحيح على الإطلاق، وعلى صعيد الصحف الخاصة أيضًا هناك كتاب معارضون يكتبون مقالات يومية في مختلف هذه الصحف، مثل عمرو حمزاوي، وفهمي هويدي، وغيرهما. كثيرون لاحظوا أن رامي رضوان من الإعلاميين القلائل الذين يحظون بمكانة مفضلة لدى الرئيس السيسي.. حيث تم اختيارك لأكثر من مرة لتقديم المحافل الرسمية.. ما رأيك؟ أريد أن أوضح هنا أننى لست مذيع الرئاسة كما يعتقد البعض، وكل ما قيل في هذا الصدد بسبب أنه تم اختياري لتقديم المؤتمر الاقتصادي، برفقة الزميلة إيمان الحصري، وأيضا حينما تم اختياري لتقديم حفل يوم الشباب، لكن الشيء المؤكد أن الرئيس يحترم بعض الإعلاميين مثل أسامة كمال مثلًا الذي أختصه بأكثر من مداخلة هاتفية في برنامجه، خلاصة القول إن الرئيس السيسي يحب الشخص الذي يقدم إعلاما مهنيا وراقيا، قد أكون أنا واحدًا منهم. ما رأيك في القرار الذي صدر عن غرفة صناعة الإعلام بوقف برنامج الإعلامي خيري رمضان بعد حلقته مع تيمور السبكي؟ الحقيقة، كنت ضد هذا القرار شكلًا ومضمونًا، وأرى أن خيري لم يخطئ خلال الحلقة، والمذيع ليس مسئولًا عن خطأ ضيفه، أو عن رأيه، خيري ظلم كثيرًا بهذا القرار في الحقيقة، ثم إنني مندهش من غرفة صناعة الإعلام، وأرى أنها ليست لها أي سلطات تمنحها وقف أي برنامج. البعض يتهم عددا كبيرا من الإعلاميين الموجودين حاليًا على الساحة بالنفاق وتملق السلطة.. هل تتفق وهذا الرأي؟ هناك فعلًا شيء من النفاق في المشهد الإعلامي، لكني أقول لمثل هؤلاء: استقيموا يرحمكم الله. الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية ل "فيتو"