منذ الإعلان عن الانتخابات لمجلس النواب والإعلان قائمة «في حب مصر» التي أصبحت بعد ذلك «دعم مصر»، وهناك حالة من الجدل في الأوساط السياسية وتخوف من ولادة حزب وطني جديد يقوم بالممارسات نفسهمن تأييد للحكومة والسلطة التنفيذية. كما ظن البعض أنه حينما دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى توحد معظم القوى السياسية كان يريد قوى سياسية تساندة وتنفذ طلباته هو وحكومته، لكن في الحقيقة كانت نية الرئيس هو عدم حدوث خلافات وتغليب للمصلحة العامة للبد عن أي مصلحة أخرى، ولهذا قام مجموعة من النخب السياسية الوطنية بتشكيل قائمة موحدة أطلقوا عليها «في حب مصر»، وكان الهدف من هذه القائمة الاصطفاف الوطني وإعلاء المصلحة العامة للبلد، وانضم إليها عدد كبير من الأحزاب والكتل، وتم اختيار أفضل العناصرلها، وتم نجاح قوائمها باكتساح في جميع أنحاء الجمهورية. وكان السؤال: هل يستمر هذا التحالف أم ينتهى بمجرد تسلّم كارنيه مجلس النواب من الأعضاء؟ وفي النهاية تم استمرار التحالف وأطلقوا عليه اسم تحالف «دعم مصر» .. كنا نتمنى أن نجد أفعالاً تدل على هذا الاسم، ويكون لدينا تحالف قوي ومجلس قوي يعمل لصالح الشعب، ولكن ظهرت الحقيقة، وتبين أن المصالح هي مصالح شخصية حزبية فقط دون اعتبار لمصلحة البلد ودون اعتبار لخطورة المرحلة التي نحن بصددها ودون اعتبار للمتربصين لسقوط الدولة، بل إن هذا التحالف سيساهم في انهيار وسقوط الدولة بأفعاله غير القانونية وغير الدستورية لأنها بالفعل أعادت لنا نتاج الحزب الوطني، وظهر ذلك جليًا في مناقشة قانون الخدمة المدنية وإصرار التحالف على إقرار القانون على عكس رأي السواد الأعظم من الشعب بكل أطيافة، عمال وغير عمال، تنفيذًا لرغبة السلطة التنفيذية. ولولا أن هناك بعضًا من النواب انتبهوا لذلك وخالفوا رأي «دعم مصر» وصوتوا ضد رغبته، لكان بالفعل لدينا حزب وطني جديد بالأسلوب العقيم نفسه. والسؤال الآن: ما هو دور مجلس النواب في ظل أغلبية تحالف دعم مصر؟ وما هي أهمية نواب المجلس من خارج تحالف «دعم مصر» وهم أقلية ولن يغيروا من الأمر شيئًا؟ وأين الديمقراطية التي حلمنا بها؟ وأين إرادة الشعب ورغبته؟ نرجو من هذا التحالف أن يترك الأعضاء يمارسون حقهم في الديمقراطية والحرية في التعبير عن آرائهم وعن إرداة نوابهم دون خوف أو مزايدة.
أقول وبحق أن تحالف دعم مصر هو مجرد شعار، لو كنتم حقًا تعملون من أجل مصر لتركتم الباب مفتوحًا للمناقشات والحوارات والحرية وممارسة الديمقراطية بحق، ثم التوصل إلى أفضل الاقتراحات والآراء من أي نواب، بغض النظر عن انتماءاتهم دون توجيه أو وصاية من تحالف أو جماعة أو معارضة.
نريد مجلس نواب حقيقيًّا من أجل التغيير، نريد "دعم مصر" بالفعل لا بالقول والشعارات والمناصب الهلامية التي يقسمونها على بعضهم بعضًا، ويصنعون دويلة داخل دولة، ومجلسًا داخل مجلس.