أكد رئيس وفد الحكومة السورية إلى "جنيف 3" بشار الجعفري، اليوم الأحد، أن "تأخر وفد المعارضة عن الحضور إلى جنيف دليل على عدم الجدية والمسئولية، وتصريحات بعض المسؤولين الغربيين توحي بأننا نفاوض تلك الدول وليس معارضين سوريين" في حين أعرب مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا عن تفاؤله حيال عقد اجتماعات "جنيف 3". وأوضح الجعفري خلال تصريح للصحافيين في جنيف، أن أول خطوة لمساعدة الشعب السوري هي منع تركيا ودول أخرى ودول من إرسال مقاتلين إلى سوريا، مشيرًا إلى أن هناك رابطًا بين الإرهاب ورعاته ومشغليه وبين بعض المجموعات التي تدعي أنها ضد الإرهاب وتسمي نفسها سياسية وتابع "نريد تطبيق ما تم الاتفاق عليه سابقا ونحن لا نريد أن نبدأ من الصفر، لأن ذلك سيكون مضيعة للوقت على حساب آلام الشعب السوري". ولفت الانتباه إلى أن الحكومة السورية رحّبت بأي طرح ينهي الأزمة، قائلًا: "كان يتم امتحاننا والمراهنة على أننا لن نتعاون"، معتبرًا أنه "لو كان الطرف الآخر جديًا لأتى بأجندة وطنية". وأوضح الجعفري أن "من يتحدث عن شروط مسبقة فهو هاوي سياسة وهو غير حريص على نجاح الحوار السوري – للسوري"، مؤكدًا أن "كل شيء في حوارنا السوري-السوري هو أولوية، كمكافحة الإرهاب والعملية السياسية والوضع الإنساني". وأوضح أن الحكومة السورية تبحث اتخاذ إجراءات إنسانية يطالب بها وفد "المعارضة". وقال ردًا على سؤال عما إذا كانت الحكومة تبحث إجراءات مثل إقامة ممرات إنسانية ووقف لإطلاق النار والإفراج عن سجناء، إن هذا بكل تأكيد جزء من البرنامج الذي تم الاتفاق عليه وسيكون واحدًا من النقاط المهمة للغاية التي يناقشها المواطنون السوريون مع بعضهم البعض. وأشار إلى أنه تم إبلاغ مبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا بما فعلته دمشق لإنهاء معاناة الشعب السوري، موضحًا أن "الكثير ممن أطلق عليهم اسم اللاجئين غادروا البلاد لأنهم يبحثون عن أجواء اقتصادية تسمح لهم بالعيش الكريم بسبب الإجراءات القسرية والعقوبات على الشعب السوري والاقتصاد السوري، وطلبنا من دي ميستورا أن يبحث مع الدول هذه الإجراءات المخالفة لقرارات مجلس الأمن وميثاق الأممالمتحدة". وأعرب دي ميستورا من جهته، عن "تفاؤله وتصميمه" على عقد محادثات جنيف. وقال عقب اجتماع غير رسمي مع "الهيئة العليا للمفاوضات" المنبثقة عن "المعارضة السورية"، والتي هددت بمغادرة محادثات السلام قبل بدئها: "أنا متفائل ومصمم لأنها فرصة تاريخية يجب عدم تفويتها". وأضاف دي ميستورا أنه لا يزال من غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت الهيئة توافق على اجتماع رسمي في مقر الأممالمتحدة في وقت لاحق اليوم. وقال: "يعود الأمر إلى الهيئة العليا للمفاوضات لكي يبلغونا" مشددا على أنه "متفائل وان العمل يجري بكثافة". أما وفد "الهيئة العليا للمفاوضات" فقد طالب بجهود لتحسين الأوضاع الإنسانية على الأرض وإلا فإنه لن يشارك في مفاوضات سياسية.