ظهرت فتاوى تكفير الحكام فى مصر، مع بداية تحول مصر من ملكية لجمهورية ، ابان ثورة 1952 الذى نال منها جمال عبد الناصر النصيب الاكبر من التكفير ، بعد خلافاته العلنية مع جماعة الاخوان المسلمين . وظهرت العديد من الفتاوى التى تتهم عبدالناصر بالكفر لغلظة تعامله مع الجماعات الإسلامية وخاصة سيد قطب المفكر الإخوانى، ولكن بعد إنتهاء الحقبة الناصرية بوفاة عبدالناصر، وتولى الرئيس محمد أنور السادات شئون البلاد عام 1971 أطلق يد الإسلاميين فى البلاد ومنحهم الحرية وحطم السجون والمعتقلات، ورغم ذلك قاموا بالإنقلاب عليه واتهامه بالكفر بل وقتله. وتكرر الأمر بالنسبة للرئيس المخلوع مبارك، حيث كفره الشيخ وجدى غنيم متهما إياه بعدم تطبيق شرع الله وحدوده . وطال "حملات" التكفير، الرئيس محمد مرسى وهو المنتمى لجماعة الإخوان المسلمين - معقل التيارات الدينية - والتى خرجت منها كل التنظيمات الإسلامية فى مصر. ورغم ان جمال عبدالناصر كان يعلق السجينات من الإخوان المسلمين على الحائط في السجون، ويأمر بإدخال الكلاب على السيدة زينب الغزالي وهي في السجن – بحسب ادبيات الجماعة – وهو ما وجب تكفيره. فضلا عن إصداره أوامر بتنفيذ حكم الإعدام على سيد قطب زعيم الإخوان المسلمين، واعلان الحرب على الجماعات الاسلامية ، وقام الشيخ طارق البيطار، رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية بكفر الشيخ، بسب وتكفير الرئيس الراحل جمال عبد الناصر خلال مؤتمر لحزب النور في كفر الشيخ بعد أحداث ثورة 25 يناير. ورغم إطلاق السادات يد الإسلاميين فى مصر وهدم المعتقلات وإخراجهم من ظلام السجون فى بداية عهده ، إلا أنهم انقلبوا عليه وأصدر محمد موسى عثمان وعبود وطارق الزمر فتاوى بتكفيره واشتركوا فى عملية إغتياله بحادثة المنصة عام 1981 لرفضهم إتفاقية السلام ومعاهدة كامب ديفيد التى عقدها الرئيس الراحل مع إسرائيل ونجح من خلالها فى إسترداد سيناء . وبعد ثورة 25 يناير تصاعدت فتاوى التكفير ضد مبارك ، حيث كان لايجرء احد من الشيوخ والوعاظ واصحاب فتاوي التكفير ، فى تكفير مبارك وقت حكمه، لخوفهم الشديد من "العادلي" وزير الداخلية الاسبق وبطشه. فكفره نبيل نعيم، القيادي بجماعة الجهاد الإسلامية قائلا: مبارك مصيره النار ولا تجوز الصلاة عليه بعد وفاته، مشيرا الى أن مبارك أفسد في الأرض وكان يعادي الإسلام والمسلمين. وكذلك قال علاء أبو النصر، أمين عام حزب البناء والتنمية، وأحد قيادات الجماعة الإسلامية: ما ارتكبه الرئيس المخلوع في حق الشعب المصري يمنعنا من أن نقف موقف من يدعو له بالرحمة. وانضم وجدى غنيم لقائمة "المكفرين" والذى اتهم مبارك بالكفر لعدم تطبيقه شرع وحدود الله فى البلاد. اما وان يتم تكفير الرئيس "الاخواني" محمد مرسي الان ، رغم توقع الكثيرين لتوقف حملات التكفير المنتشرة فى المحافظات بشكل ملحوظ، لحكام مصر، إلا أن سلسلة التكفير لم تتوقف وقال الشيخ محمد عبدالمقصود أحد شيوخ الجبهة السلفية عن مرسى :انه جاهل بدينه وفارق الإسلام وقرر أن يبيع دينه من أجل عرض الدنيا.