أصبحت الحبة الزرقاء، العصا السحرية التي أعادت الأمل والثقة للكثير من الرجال الذين يعانون أو لا يعانون من الضعف الجنسي.. !! نعم الذين لا يعانون.. فهي أصبحت بالنسبة لهم كحبوب الصداع أو ربما مثل الحشيش الذي يعطيهم السعادة المؤقتة.. فهي أسرع وسيلة لتحقيق الفحولة وجعل الرجل كالأسد في عين زوجته.. فأصبح الرجل يمشي وفي جيبه شريط الفياجرا كأنما يحمل سجائره معه في كل مكان، ومن الصادم والغريب تجد من من يحمل هذه الحبوب شابًا لم يتعد الخامسة والعشرين من عمره. أليس من المحزن أن تنتشر هذه الظاهرة في مجتمعاتنا العربية بهذه العشوائية ودون أي شكل من أشكال الرقابة ؟ من خلال مهنتى وتعاملي مع هؤلاء الناس الذين يتناولون هذه المنشطات الجنسية لم أر دافعا لاستخدامها سوى الهوس الجنسي.. فكثير من الشباب الأصحاء الذين لا يعانون من أي مشاكل جنسية أو صحية.. يتناولون هذه الحبوب ليس من أجل العلاج !! بل لزيادة القوة وإطالة وقت الممارسة الجنسية.. فعلميا الفياجرا لا تؤثر بأي شكل من الأشكال فى الشهوة الجنسية.. لكنها تعمل على زيادة القوة الجنسية من خلال عنصر "السلدنافيل" والذي يعمل على توسيع الأوعية الدموية داخل العضو الذكرى وتزويده بالدماء ومن ثم قوة الانتصاب وزيادة الشعور بالشهوة والرغبة الجنسية وإطالة فترة الممارسة لدى الرجل. والفياجرا والمنشطات الجنسية الأخرى المنتشرة بالأسواق مثل "السياليس- الليفترا" وغيرها تعمل كعلاج لمن يعانى عجزًا جنسيًا كضعف الانتصاب أو سرعة القذف: ولكن كيف نستخدمها دون أي رقابة بالرغم من أنها تسبب خطورة ومشاكل صحية لمن يعانون أمراض القلب وضغط الدم أو قد تسبب ذبحة صدرية أو الوفاة في بعض الحالات. والأسوأ من كل هذا كمية المنشطات الجنسية المغشوشة الموجودة في الأسواق والتي لا نعلم مصدرها الحقيقى أو تاريخ صلاحيتها أو حتى سلامتها والتي تحتوى على مواد ضارة وغير فعالة تؤدى إلى عجز جنسى جزئى أو كلى ومن هذه المنشطات المنتشرة بشكل كبير جدا "الفنكوش – تايجر كينج – ماكسى مان – باور – قوة الحصان – شداد القوة – قضيب البقر"، والتي تعمل على توسيع الشرايين بطريقة مفاجئة فتؤدى إلى نزيف دالى أو الفياجرا الصينى التي تحتوى على مواد محظورة دوليا واللبان الحريمى وغيرها من الكثير من المنتجات الصينية التي أغرقت الأسواق وأصبحت في متناول الجميع دون رقابة أو وعى طبى إنما فقط هي عبارة عن بيع الوهم.. وهم الفحولة والرجولة المفرطة. أما عن موضوع الأعشاب الطبية التي تباع وتعرض ليل نهار عبر القنوات الفضائية تحت شعار أنها لا تضر، مستغلين الجهل الطبي وقلة الوعى عند الناس وعدم الرقابة تحت شعار أنها إن لم تنفع فلن تضر، ولكنها لها ضرر ومضاعفات على القلب والكبد، وفى بعض الحالات تكون أحد الأسباب لمرض السرطان وتعود المريض على دواء غير فعال، ومن العقاقير التي انتشرت بشكل مفزع بالأسواق لمصابي الهوس الجنسى عقار "الترامادول" وفى الحقيقة ما هو إلا سعادة مؤقتة تؤدي الغرض في البداية ثم الأدمان والعجز الجنسى الكامل وأيضًا "ألليدوكاين"، وهو مخدر موضعي يستخدمه الرجال لتأخير القذف فهو يسبب فقدان الإحساس على المدى البعيد. لذلك لابد أن ننتبه وندرك أنه لأى دواء آثاره الجانبية فما بالك بالأدوية غير المصرح بها والمغشوشة ومجهولة المصدر والمنشطات الجنسية التي تستخدم بعشوائية دون أي إشراف طبى أو رقابة حقيقية حتى لو كان السبب الضعف الجنسى، فمن الممكن أن يكون السبب نفسيا أو عصبيا أو حتى بسبب الإجهاد، وإن كان السبب عضويا، فالطبيب وحده دون غيره هو القادر على التشخيص ووصف العلاج الذي يتناسب مع كل مريض وليس الحل في أن نكون نحن الأطباء فنصف لنا ولغيرنا الدواء الذي قد يكون السبب في نهاية الحياة. وفى النهاية وببساطة وكما يقول المثل الشعبى "مافيش أحسن من الطبيعي"، لذلك تستطيع أيها الرجل أن تستغنى عن الفياجرا والمنشطات وتلجأ إلى الأطعمة التي تزيد الرغبة والقوة الجنسية مثل الأسماك وخاصة السلمون الذي يحتوى على الأوجا ثري وكميات كبيرة من فيتامين دي الذي يرفع من مستوى هرمون "السيرتون"، وهو هرمون السعادة والجرجير والبطيخ الذي يحتوى على "لسترالن"، والتي تعمل على توسيع الأوعية الدموية وزيادة الشهوة فهو يعتبر فياجرا، ولكن من الطبيعة.. في النهاية تذكر أن المنشطات فيها "سم قاتل".