قال مسئولون في قطاع سلامة الغذاء بالولايات المتحدة إن المحققين الذين يبحثون عن مصدر تلوث مطاعم شركة (تشيبوتلي مكسيكان جريل) بالبكتريا المعوية (إي كولاي) يواجهون "تحديات كبيرة" في التوصل إلى أسباب العدوى. وقال مسئولون في إدارات الصحة الاتحادية إن أكثر من 40 شخصا أصيبوا بالتسمم عقب تناول الطعام في مطاعم الشركة في ست ولايات أمريكية ومرت أسابيع على الإصابة الأولى لذا فان الكثير من الأطعمة الملوثة -التي قد تساعد في الكشف عن مصدر التلوث- إما بيعت وإما تم التخلص منها. وأدى التلوث إلى تراجع أسعار أسهم الشركة لأدنى مستوى لها خلال 18 شهرا مسجلة نسبة 12.3 في المائة إلى 536.19 دولار للسهم في مطلع الأسبوع. وقال ماثيو وايز رئيس فريق المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها المكلف بالبحث عن مصدر التلوث "لا تزال هناك تحديات كبيرة تقف في طريق رصد مصدر العدوى". وقال بيل مارلر المحامي الذي يمثل من أصيبوا بالعدوى والمتخصص في قضايا سلامة الغذاء إن المراكز رصدت اصابات جديدة يوم الجمعة الماضي فيما ستيسر المعلومات الإضافية الاستعانة بانظمة إدارة التوريدات للتوصل إلى قاسم مشترك أعظم لتعقب مصدر هذه الاصابات. وقالت المراكز الأمريكية إن ما يقدر بنحو 48 مليون أمريكي يمرضون كل عام بسبب العدوى التي تنتقل عن طريق الغذاء ومنهم 128 ألفا ينقلون للمستشفيات ويتوفى منهم ثلاثة آلاف كل عام. وقال مركز العلوم في خدمة الجمهور إنه لم يتم حل سوى 40 في المائة فقط من مصادر الأمراض المنقولة عن طريق الغذاء والتي انتشرت خلال الفترة بين عامي 2002 و2011. وقالت المراكز الأمريكية إن 45 شخصا أصيبوا بالتلوث بسلالة بكترية منهم 43 شخصا ارتادوا مطاعم الشركة ونقل 16 شخصا إلى المستشفيات فيما لم يتم الإبلاغ عن أي وفيات. وقالت إن نطاق التلوث اتسع عقب ظهور حالات جديدة في كاليفورنيا واوهايو ونيويورك ومينيسوتا. وثمة توجه متزايد بين المطاعم مثل (تشيبوتلي) لاستخدام الأغذية الطازجة غير المصنعة وهو أمر سليم من ناحية التغذية لكن الخبراء يقولون إنه يثير مخاوف بشأن الكائنات الممرضة لأن عمليات الطهي تقتل الميكروبات التي تنقل الأمراض. وشهدت الشركة ثالث تفش للتلوث الغذائي بمطاعمها منذ أغسطس آب الماضي فيما تضمنت حالات سابقة التسمم بالسالمونيلا وفيروس نوروفيروس الشديد العدوى. وبذل مسئولو الصحة جهودا حثيثة لمعرفة سبب التلوث والتسمم الغذائي في بادئ الأمر بمنطقتي سياتل بولابة واشنطن وبورتلاند بولاية أوريجون. كانت الشركة قد أغلقت في 31 أكتوبر جميع مطاعمها في سوقين بمنطقة الغرب الأمريكي بسبب أنباء عن انتشار التلوث بهذه البكتيريا فيما شرعت الشركة والسلطات الصحية في إجراء تحقيقات للوقوف على مصدر التلوث. وقالت سلسلة المطاعم التي تشتهر باستخدام المكونات العضوية في وجباتها واللحوم الخالية من المضادات الحيوية إنها ستستبدل جميع المواد الأساسية الداخلة في صنع الأطعمة وستعيد فتح مطاعمها خلال الأيام القليلة القادمة. وفي 31 من أكتوبر الماضي شرعت الشركة في عمليات تطهير وتنظيف مكثفة في مطاعمها المغلقة بصفة مؤقتة مع تغيير جميع الإمدادات الغذائية بها بالكامل. وتعاقدت الشركة مع شركتين استشاريتين في مجال سلامة الغذاء لتقييم الوضع والنهوض بمعايير السلامة الغذائية. ونمت أعمال شركة (تشيبوتلي) بسرعة منذ افتتاحها في عام 1993 بفرع وحيد وتصنف نفسها بأنها مطاعم نموذجية لوجبات سريعة تتميز بالمكونات الصحية الطازجة العالية الجودة في الأصناف التي تقدمها من البوريتوس والتاكوس وأنواع السلطات.