عرفت الفنانة الراحلة "ماجدة الخطيب" -والتي نحتفى بذكرى مولدها اليوم- بملامحها الجميلة، جمال من نوع خاص، وصوتها الذي تميز بنبرته التي تجبر كل من يسمعها على الانتباه لصاحبة ذلك الصوت، منذ أن خطت الخطوة الأولى لها أمام الكاميرا لفتت الأنظار إليها، وكانت موهبتها وحضورها يؤهلاها لأن تؤدى جميع الأدوار، وتكون نجمة من نجمات الصف الأول، لكن مسيرتها تعثرت ببعض الاختيارات الفنية الخاطئة، وأيضًا بعض الأحداث الحياتية التي أثرت عليها بشكل كبير، وفى ذكرى ميلادها في 2 أكتوبر 1943، نتوقف عند مشوار الراحلة: بدايتها الفنية ولدت في أكتوبر عام 1943 في القاهرة، وشاركت في أكثر من 130 عملا منذ بداية دخولها عالم الفن، وماجدة هي ابنة أخت الفنان الكبير زكى رستم الذي أمتعنا بأعماله الخالدة في ذاكرة السينما، بدأت حياتها الفنية في بداية عام 1960 بدور صغير في فيلم "حب ودلع"، ثم توالت أعمالها الفنية، حتى بدأت تقدم أدوار بطولة مطلقة في بعض الأفلام مثل "البيت الملعون"، وحصلت على جائزة التمثيل "الهرم الذهبي" عام 1966 عن دورها في فيلم "دلال المصرية" والذي كان أول بطولة مطلقة لها. أعمالها شاركت في أكثر من خمسين فيلما سينمائيا منها شيء في صدري، وقنديل أم هاشم، وبيت الطالبات، وقصر الشوق، وثرثرة فوق النيل، وحبيبي دائما، وتفاحة، وقدمت ما يقرب من ستين مسرحية، كما شاركت في سنواتها الأخيرة في عشرات المسلسلات التليفزيونية منها العصيان، وريا وسكينة وغيرهما. القتل الخطأ كانت الجرائم التي اتهمت فيها ماجدة سببًا أساسيًا لتعطيل مسيرتها الفنية، إلا أنها استطاعت أن تعود مرة أخرى بعد قضاء فترة العقوبة، وكانت جريمتها الأولى هي اتهامها في جريمة قتل عن طريق الخطأ، وتعود تفاصيل الجريمة، عندما كانت تقود سيارتها في 19 مايو عام 1982، حيث اصطدمت بشاب يدعى سيد عبد الله، توفي على الفور عقب اصطدام السيارة به، فقضت المحكمة بحبسها عاما كاملا مع الشغل وتغريمها 50 ألف جنيه وكفالة 5 آلاف جنيه لوقف التنفيذ. الجريمة الثانية كانت الجريمة الثانية في حياة ماجدة هي الإدمان، فكانت تتعاطى المخدرات، وألقي القبض عليها مع اثنين من أصدقائها في عام 1986، وعاقبتهم محكمة الجنايات في أبريل عام 1987 بالحبس من 2 إلى 3 سنوات، وكانت ماجدة وقتها أنكرت التهمة وأكدت أن المواد المخدرة التي تم العثور عليها كانت "تمثيل في تمثيل" لتصوير فيلم "ابن تحية عزوز". دموع البصل تعرضت "ماجدة" في السجن لمواقف من أشهرها، وكما جاء على لسان آمال بهنسي الشاذلي " رئيس الجهاز الاجتماعي بسجن النساء وقتها"، أن ماجدة قشرت أكثر من نحو 30 "شوالا" من البصل طوال فترة تواجدها في سجن النساء، ولهذا السبب كانت تبكي كثيرًا، بفعل دموع البصل. ظلم كبير رأى عدد من النقاد أن السينما المصرية لم تظلم فنانًا في تاريخها كما ظلمت الفنانة الراحلة ماجدة الخطيب، التي امتلكت كل أدوات النجاح التي تؤهلها لأن تكون نجمة من نجمات الصف الأول، إلا أن حظها السيئ، لم يجعل منها نجمة إلا في فترة السبعينات، أشد فترة السينما تدهورًا، فقد قدمت ماجدة 25 فيلما في تلك الفترة، بما يعادل ربع ما قدمت من أعمال خلال مشوارها الفني، لكنها لم تقدم إلا 12 فيلمًا في الثمانينات وأدت معظمها كدور ثان. وفاتها توفيت في 16 ديسمبر عام 2006، عن عمر يناهز 63 عاما بعد صراع مع المرض استمر نحو شهر دخلت بسببه في غيبوبة لمدة أسبوعين تقريبا.