عندما نبدأ في البحث عن شريك الحياة، يصبح لدينا سقف عال من التطلعات، تتمثل في مواصفات فتى الأحلام عند الفتاة، وفتاة الأحلام عند الشاب، تتمثل في الشكل، الطول، لون العين، لون الشعر، الوزن، التعليم، الأمور المادية، الوظيفة، الحسب والنسب. تسيطر فكرة الكمال وتحقيق تلك الصفات بكل دقة على الجنسين، وهو ما يجعلهم يتركون بعض الشخصيات لديهم معظم تلك الصفات لعلى وعسى يجدون أفضل منهم، فيجري العمر بهم ويقل سقف الطموحات سنة تلو الأخرى، ولكن عند الفتاة يقل بصورة أسرع لعوامل كثيرة. أول تلك العوامل هو عامل السن، لأن عندما تكبر الفتاة في مجتمعنا الشرقي تشعر بالعجز والعنوسة وعدم القدرة على الإنجاب، في نفس الوقت التي تمارس الفتاة حياتها بكل مرونة في الدول الأجنبية بعد سن الأربعين، ولكن في المجتمع الشرقي تبدأ الفتاة تعيش في حالة من الوهم وتدخل في هاجس درامي بحت أنها على أعتاب ال30 وبذلك وقفت على عتبة لقب «عانس»، ومع مرور الأعوام وفي حالة تخطيها سن الثلاثين، تقنع نفسها بأنها «عانس فهمي نظمي». وعلى النقيض يتعامل الشاب مع موقف تعديه السن، بالبحث عن الفتاة الصغيرة ليتزوج منها، اعتقادًا منه أن «الراجل ميعبوش إلا جيبه»، ولكن تقف الظروف الاقتصادية أمامه ولم يقدر على الزواج من الفتاة الصغيرة، لكثرة متطلباتها لأنها مازالت في مقتبل العمر. نظرة المجتمع تمتاز بالتفرقة في رؤيتها للشاب أو الفتاة بعد تخطيهم للسن، فتلك النظرة لهم تتلخص في مقولة: «الراجل وماله لو كبر مافيش راجل بيعنس.. الدور والباقي على البنت اللي لازم تلحق نفسها ونظرة المجتمع ليها.. وتحاول بسرعة تتفادى كل من يقابلها من قرايبها.. جيرانها.. مرات عبده البواب.. والسؤال المتعارف عليه هو انتي مش هتشدي حيلك؟.. طيب مافيش عريس في السكة؟». تلك الأسئلة تجعل الفتاة تدخل في حالة من الاكتئاب، خاصة في ظل عدم وجود إجابة محددة لديها، لتتحول من باحثة على فتى أحلام، إلى مُطاردة من أعين المجتمع والأهالي، ومن الأسئلة غير المحبوبة لديها التي تتردد في كل مكان وزمان على مسامعها بسبب ودون سبب.