«البطران سكته قطران».. « ضل راجل ولا ضل حيطة» ..«نار جوزك ولا جنة أبوكي».. أمثال من ضمن الكثير غيرها يرددها أبناء المجتمع على الفتاة، في محاولة لتنبيهها حتى «لا يفوتها قطار الزواج». وعلى الرغم من أننا نعيش في القرن الحادي والعشرين، وبعد التغيرات الكبيرة التي مر بها المجتمع خاصة بعد ثلاث سنوات من الثورات، إلا أن النظرة للفتاة غير المتزوجة لا زالت كما هي ولو على استحياء. العنوسة.. بين المرأة والرجل مصطلح العنوسة، ومتى تكون الفتاة عانس، وهل يمكن منح الرجل هذا اللقب.. ذهبت «بوابة الشروق» لاستطلاع آراء الفتيات من مختلف الأعمار.. سالي، (31 سنة - مهندسة)، قالت: "أعمل في إحدى الإدارات بالأقاليم، وتتراوح أعمار الزميلات من 25 إلى 33 عاما، ونعاني جميعنا من «التلقيح» المستمر، بعضنا يتأثرن بالكلام ويشعرن بالحزن والحرج الشديد، والبعض الآخر وأنا منهن لا نلقي بالا لما يقال بل أحيانا يكون الرد قاطع وعنيف". وأضافت سالي: "مفيش حاجة اسمها عانس، لأنه لفظ عنصري جدا بالضبط، كلفظ زنجي مثلا، لكن هناك شيء اسمه «نصيب»، وسأصبح عانسا بالفعل بمجرد أن أبدأ الاهتمام بكلام الناس، وأوقف حياتي كلها وطموحي لحين الحصول على لقب متزوجة". و«لوقف عروض الزواج الكثيرة غير المناسبة»، اضطرت سالي إلى ارتداء «دبلة ومحبس» في اليد اليمني، على حد قولها. ورأت سارة، (27 سنة - متزوجة)، أن "كلمة «عانس» كلمة قاسية، والحياة قبل الزواج لا تختلف كثيرا عن بعدها، بالعكس غير المتزوجة تتمتع بحريات أكثر كثيرا من المتزوجة، لكن ما ينقص غير المتزوجة هو فكرة المشاركة والونس، البنات بتخاف تبقى لوحدها"، على حد وصفها. وتابعت سارة: "حولي كثير من الفتيات غير المتزوجات في أواخر العشرينات حتى منتصف الثلاثينات، ولا أشعر أنهم تقدموا في العمر أو (عنسوا)، يمكن السبب في ذلك أن أمي حين تزوجت كان عمرها 34 سنة، وكانت سعيدة في حياتها قبل وبعد الزواج". أما رنا، 27 سنة، فكان لها إضافة حول العنوسة: "تصبح البنت عانسا في اللحظة التي تصدق فيها ذلك»، ونوهت رشا، 32 سنة: أن "الزواج هو اختيار إنسان أعيش معه ما تبقى من الحياة، ممكن أقابل هذا الشخص وأنا في سن ال18 عاما، وممكن أقابله وأنا في سن ال48»، أما إسراء، 25 عاما، فرأت أن «الحياة مش بس جواز». وللرجال أيضا رأي.. قال رسام الكاريكاتير «مخلوف»: «العانس هي من لا تستطع جذب عريس!»، موضحا «ما زال في مجتمعنا برغم التغيرات اللي حصلت للشباب بعد الثورة، بعض البنات المتقوقعات اللي بيتكسفوا أو اللي بيخافوا، في بنات بتعنس فعلا لمجرد أنها خجولة، لا تستطيع التعامل مع الرجال». وبسؤاله عن مسؤولية الرجال عن انتشار العنوسة، ذكر رسام الكاريكاتير « طبعا.. الرجال يهربون من الزواج، لأن شعورهم المتزايد بالضعف بسبب ضغوط الحكومة وضغوط المجتمع والمشاكل الاقتصادية (نقص الفلوس)، جعل الشباب يخشى أن يفشل في تحمل المسؤولية»، مشيرا إلى أن «الرجل أيضا أحيانا يصبح عانسا لأنه في المجتمعات المحافظة يكون الرجل مطالبا بالزواج في سن صغير»، بحسب تعبيره. أما عن خالد مطر، فرأى أن بعض البنات يستحققن عن جدارة لقب «عانس»، معللا «تكون البنت عانسا لو أفرطت فى تخيلاتها فى انتظار زوج له مواصفات خيالية لا تتوافر في بشر، تريده ملاكا من السماء ولو تقدم لخطبتها شاب تضع له تقييما ماديا هي وأهلها وتشترط عليه أمورا تعجيزية بين مهر ومؤخر وشقة ذات مستوى معين، حتى تكرر بأسلوب غير مباشر طرد الأزواج من حياتها لأكثر من مرة». وعلى الرغم من اختلاف الآراء حول مصطلح «عانس»، ووجود مناهضين لإطلاق مثل هذا الوصف على الفتاة وآخرين معه أو من مردديه، إلا أنه في النهاية نجد أن من يتأثر بمثل هذا الكلام هي الفتاة، والتي ربما لن تجد تأييد في أن تختار «أن يسبقها قطار الزواج بدلا من أن تدهسها عجلات قطار زواج فاشل».