أفتّش في خيالك عن خيالي أراك هجرتني وأنا مناكا***وما عوّدتني من قبل ذاكا ظننتك لا تطيق الصّبر عنّي***وتكره في ودادي من نهاكا فكيف تبدّلت تلك السّجايا؟***ومن هذا الذي عنّي دهاكا؟ وما فارقتني عمدا ولكن***دهاك عن التّواصل ما دهاكا فيا من غاب عنّي أنت روحي***وكيف يطيق قلبي منك انفكاكا؟ يعزّ عليّ حين أدير عيني***أفتّش في مكانك عن مكاني وليتك لو شعرت بسوء حالي***لكنت طبيبتي في ما أعاني أرى الأشعار فيك سقت فؤادي***وأنبتت البنفسج في كياني أغرّد كالهزار لعلّ بوحي***يذكّر من أشاركه الأماني ولا زال الفؤاد يراه منّي***ويدرك أنّه قد غاب عنّي رأيتك في حقول الياسمين***وقد سكنت عيونك في عيوني نظرت إليك منتظرا جوابا***لعلّه إن أتى هدأت ظنوني فؤادي في الهوى أضحى أسيرا***وأسر العشق أثّر في شجوني وسال الدّمع في الظّلماء شوقا***فأبحرت العواطف في السّكون دعوني أسأل الأيّام عنها****فإنّي قد وصلت إلى جنوني ترافقنا المسرّة والهموم***وتسحرنا الكواكب والنّجوم نعيش على التّوهّم والتّمنّي***وبالبلوى يفاجئنا الهجوم ونعثر في ظلام اللّيل دوما***فتأسرنا الكمائن والهموم ترانا هائمين بفعل جهل***وجهل النّاس تمسحه العلوم تيقّظ يا عديم الرّأي واسمع****فسعيك في الخلائق لا يدوم أفاض شعور قلبي الإذّكار***كأنّ اللّيل طلّقه النّهار وصار العشق في الأحشاء نارا***ففرّ النّوم وانعدم الفرار سألتك يا ظلام عن العذارى***وعن صبح يغطّيه الخمار أجبني يا ظلام فإنّ قلبي***تطاير بين جنبيه الشّرار فلو قبل الفداء فدته روحي***مخافة أن يفارقني الهزار أفتّش عن خيالك في خيالي***وأسأل عنك من سهروا اللّيالي وقاالوا لي متى ليلى ستأتي؟***فلم أجد الجواب عن السّؤال سأرقب وعدها إن كان حقّا***فليلى تحفة سنكت ببالي يذكّرني الصّباح بوجه ليلى***ونور الشّمس يبهر بالجمال محاسنها بسحر البدر فاحت***وجرأتها كمال في الخصال