[email protected] أغلقت قناة الفراعين لاجل غير مسمي، والسبب لا يغيب عن أحد من متابعي القناة، فالقناة التي لها نسبة مشاهدة كبيرة جدا بين الناس العاديين، كانت تحظي أيضا بنسبة مشاهدة عليا بين أعدائها .. بالنسبة لي لم أكن من متابعيها، وبالذات بعد الثورة لسبب بسيط جدا، وهو عدم قدرتي علي احتمال ماهو غير منطقي ، وفي الوقت نفسه إذا كان البعض يعتبرها مصدرا للسخرية والكوميديا وتريقة علي صاحبها وعلي العاملين فيها ، وهم غالبا بغير ذنب، وربما لو كانوا وجدوا عملا آخر ما استمروا في القناة ، لقد أخذت القناة موقفا معاديا للثورة، وكانت وراء متظاهري العباسية ، ومؤيدة لجماعة آسفين ياريس، وأي شخص عاقل راقب كثيرا ما يحدث في مصر منذ ثورة يوليو 1952، أو قرأ عنه كان يعرف أن ما تفعله القناة هو موقف مرسوم لها من قبل جهات سيادية ولابد له من ثمن , ومن ثم ينقصه الصدق ويغلب عليه الافتعال ، وما كدنا ننتهي من مسألة العباسية وبدأت أول انتخابات رئاسية ،حتي أخذت القناة جانب الفريق أحمد شفيق، وهذا حقها لكن ليس من حقها التنديد بكل انصار الجانب الآخر، والإساءات الغريبة لشباب الثورة وقياداتها ، ونشرت القناة كمية من الوثائق التي لا يعرف أحد مدي صحتها من كذبها ، ثم اعتبرت أمريكا هي التي وراء الاخوان، ودعت الي مظاهرات في المنصة، وضد زيارة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وهكذا.. وهكذا .. ثم ازداد انتقادها الي مرحلة دعوة الناس إلي الثورة بسبب نجاح مرسي، والتهديد بقتل مرسي واصبحت القناة غير اعلامية بل محرضة بوضوح ، وطبعا ماكان يمكن استنتاجه من أن جهة سيادية وراء هذا كله صار واضحا، حين اتصل بالقناة بعض رجال المجلس العسكري واعتبروها افضل القنوات الوطنية ، وهكذا بدأ رئيس القناة يراهن علي قوة المجلس العسكري، ولم يدرك ان رئيس الجمهورية الجديد لا يعادي المجلس العسكري، وانه في لحظة ما سيتم إغلاق القناة ، و جاءت اللحظة حين صارت بشكل واضح ومستفز قناة محرضة علي ايذاء رئيس الجمهورية وغيره، وطبعا هذا لا يحدث في قناة إعلامية يفترض فيها الحياد او النقد الحقيقي . . راحت قناة الفراعين التي كانت مسلية للشباب، وقاموا بدورهم بأكبر حركة سخرية منها علي المواقع الافتراضية ، ولو سألتني هل انا سعيد بذلك لقلت لك كنت احب ان تحاسب القناة قانونيا اكثر مما احب إغلاقها ليس حبا في القناة التي لا أشاهدها بل أعرف أخبارها من الفيس بوك وتويتر ، ورجل مثل عكاشة ليس من القوة التي تجعله لا يتراجع ، بل اظن انه كان يمكن ان يتراجع في أول لحظة اذا ما مثل أمام النيابة للتحقيق معه ، فالرجل لايعبر عن نفسه لكنه يستند الي حيطة مايلة ولا يفهم في ألاعيب السياسة .. مشكلة صاحب القناة ليست كبيرة، لكن من المؤكد أن مشكلة العاملين معه هي الكبيرة فلن يجدوا بسهولة عملا آخر .. علي اي حال أرجو ألا يكون ذلك طريقة لإغلاق أي قناة أخري .. وليكن الطريق هو ما تقرره المحاكم .