في مبني الإذاعة والتليفزيون ثورة منذ انتهت الثورة. عدد كبير من الإعلاميين. مذيعين ومخرجين ومعدين وموظفين أرادوا ما أرادته ثورة 25 يناير. كرامة وحرية وعدالة اجتماعية. كرامة للعاملين ضاعت تحت الوجود الطاغي لآمن التليفزيون وأمن الدولة وحرية في الإبداع والتفكير وعدالة في العائد المادي. أكثر هؤلاء الثائرين وربما كلهم كانوا في ميدان التحرير. وربما كلهم كانوا في الميدان. ما أراده هؤلاء وغيرهم من الثوار بسيط جدا. هو ان يكون هذا الجهاز المسمي بالاذاعة والتليفزيون مكانا محترما. وليس قلعة للخطيئة كما اعلنت هالة فهمي ذلك مرة علي قناة دريم أيام الثورة وقالت أنه هكذا يسميه العاملون به.ولايكون هذا الجهاز محترما إلا إذا عاد لما أنشئ له.لست في حاجة للقول ان هذا الجهاز كان بوق دعاية حقير للنظام البائد. صار نجومه من غير أهله , ممن يتحالفون مع النظام او يفرحون بما يقدمه لهم النظام من أموال يشتري بها نجوميتهم كما في حالة الممثلين من مقدمي البرامج أو يشتري بها ضمائرهم كما في حالة الصحفيين من مقدمي البرامج. في الوقت الذي فتحت فيه خزائن الأموال لهؤلا فتحت ايضا لمن يرضي عنهم النظام فيضعهم علي رأس القنوات والاذاعات والبرامج وصار لهؤلاء دخول. وليس دخلا من فضلك. من وظائف وهمية مثل الاشراف علي الانتاج او الانتاج الفني. كما تم تلخيص الاعلاميين في فريقين. فريق يطيع النظام وفريق كافريتم تحييده واذا حصل علي مرتبه فيحمد الله علي ذلك وكل ذنبه انه مثقف وجاد ويريد شيئا من حرية الابداع. هذا في البرامج. أما المسلسلات فحدث ولا حرج عن الفساد. وفي كل القطاعات صار الولاء وليس القيمة والقدرة هو اساس العمل والترقي.هذا كله كلام قديم صار معروفا ومحفوظا الآن ولا يزال للاسف. أضف اليه تضخم جهاز الأمن فصار للأمن إدارة خاصة لا تخضع حتي لرئيس التليفزيون أو الاتحاد وطبعا مفتوحة مع أمن الدولة. صار حارس الامن علي البوابة أو غيرها أهم من حتي ضيوف البرامج. كما فتحت الأموال لضيوف دون ضيوف. أما التسهيلات في السفر وغيره فالكل يعرف كيف كان السبيل اليها. في الوقت الذي تدهورت فيه آلات التصوير وآلات العمل عموما من مركبات وغيره. وحين كان يتم تطوير قناة أو حتي ترعة كان المهم هو مكتب رئيس القناة واستراحة ضيوفه والطريق اليه. تطوير وترميمات بلغت الملايين وليس من بينها شراء كاميرات جديدة مثلا.انا لا اعمل في التليفزيون ولا الاذاعة ولم اعمل فيهما ولكن كنت أذهب الي برنامج اذاعي فأجد المذيعين يجلسون في مكاتب أشبه بالورش القديمة والامر نفسه في التليفزيون. وفي ايام صفوت الشريف وما سماه الريادة في الاعلام واستحداث قنوات جديدة إقليمية وغيرها لم ينتبه أحد إلي أنها ليست ريادة بل زيادة في الاعلام وشغلها أعلاميون يحدوهم الامل في الوجود ثم فوجئوا أنهم مجرد منظر وأن الميزانيات لا تقيم قناة حقيقية.. وبعيدا عن الاسماء فكل القضايا التي يثيرها هؤلاء الغاضبون صحيحة. فمثلا علي مستوي المهنة ما الذي يمنع أن تكون الإذاعة مصدرا سريعا للاخبار كل دقيقة وثانية كما يحدث في كل الدنيا. لماذايجب أن يمر الخبر علي المسئول الكبير. القاعدة هي الضمير ومن يخالف ضميره ويفبرك أخبارا ستتم محاسبته لكن لا تزال سياسة الاخبار المعلبة التي ترضي عنها الدولة. لماذا لا تتم تقوية المحطات الموجهة وبالذات إلي افريقيا ليعود لمصر دورها الرائد الكبير في أفريقيا.في الجزيرة برنامج اسمه الحصاد المغربي يقدم كل يوم ما يحدث في ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا وصار من أهم البرامج.هذا دليل فقط علي قوة البرامج الموجهة. البرامج الموجهة ليس معناها فقط أن تصل بأخبارك إلي هناك , لكن أن تتحدث عن هناك أحسن مما يتحدث أهله الذين يمكن أن تكون نظمهم السياسية قيدا عليهم.هل هذا صعب. لماذا لايكون هناك مستوي راق في معهد التدريب الاذاعي.؟ هل هذا صعب. لماذا لايخضع الامن لقيادة التليفزيون وما معني هذه الاعداد الهائلة لرجاله؟ هل هذا صعب؟ لماذا لا تظهر القنوات الاقليمية علي النايل سات وهل لأنها اقليمية توجه فقط الي أهل الاقليم. حاجة تضحك فعلا المفروض انها تظهر الاقليم للدنيا لانها ليست مدرسة قسم ليلي مثلا.لماذا يكون هناك لجان من خارج الجهاز ومعدون من خارج الجهاز ومذيعون من خارج الجهاز ؟ هل هذا صعب وفي الجهاز عناصر كثيرة جدا تحتاج الفرصة ومن كل الاجيال.وفوق كل ذلك وقبله المراجعة المالية للدخل والمصروفات. ما يستأجره أو يؤجره هذا الجهاز. ما ينتجه او يبيعه او يشتريه والتأكد أولا بأول أنها صرفت أو جاءت علي النحو الصحيح. صحيح هناك بعض الشعارات الزائدة مثل استبعاد قدامي الإذاعيين من تقديم البرامج والصحيح ماذا يقدمون وهل يحققون تفوقا علي الاجيال الجديدة.استمعوا يا من بيدكم الحل والعقد من المجلس العسكري او مجلس الوزراء إلي ما يطرحه هؤلاء الغاضبون. فغضبهم من أجل أن يكون لديناإذاعة وتليفزيون لا يستغني عنهم الناس بثلاثين جنيه. وابحثوا عن طريقة يتحرر بها التليفزيون من تركة الماضي المنحطة واولها المركزية النابعة من الخوف العظيم من الحاكم أو التقرب العظيم إليه. وكما تحررتم من وزارة الإعلام. ابحثوا عن طريقة تكون بها قيادة التليفزيون نابعة من أهله ورؤي العاملين فيه. طريقة تجعله وهو القطاع العام الذي ينفق عليه من ضرائب وثروات الشعب. تجعله ملكا للشعب. أقصد حرا كما يريد الشعب. تتحقق لأهله الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية. شعارات أعظم ثورة شهدها التاريخ المصري والعالم. [email protected]