بنظرة الخبير الإستراتيجي والمحلل العسكري استطاع اللواء حمدى بخيت أن يضع كثيرا من النقاط على الحروف ويشخص ما تعانيه مصر من مخاطر سواء من الداخل أو الخارج , فضلا عن تقييمه لدور القوات المسلحة بعد ثورة 25 يناير إلى الآن , ورؤيته كرجل عسكرى فى أحداث رفح الأخيرة .. " فيتو " حاورته لتكشف ما فى جعبته من تحليلات ومعلومات ,و إلى نص الحوار ما هى قراءتك لما حدث فى سيناء ؟ - سبق ونبهنا على أهمية احتواء سيناء أمنيا وتنمويا منذ القبض على جواسيس فى مصر وطالبنا الجماهير وممن يدعون أنفسهم بالنخب إلى ضرورة الخروج من الميادين والالتفاف حول الوطن والحفاظ على الأمن القومى. كما نبهنا أيضا مرارا وتكرارا بأن أمن مصر مخترق وخاصة فى المناطق الحدودية ومنها المنطقة الغربية التى يدخل من خلالها السلاح عن طريق ليبيا والمناطق الحدودية الجنوبية كالسودان وشلاتين وحلايب , وهذا يعطى الفرصة للدول المتاخمة لنا أن تتخذ من الإجراءات الاحترازية ما يؤمنها مع مصر وخاصة إسرائيل. هل هناك احتمالية لنشوب حرب بين مصر وإسرائيل فى ظل هذه الأجواء المضطربة ؟ -إسرائيل ستكون (عبيطة) لو دخلت حرباً مع مصر الآن فى ظل هذه الظروف المتقلبة كما أنها لا تستطيع تأمين نفسها فى ظل عملية عسكرية فهى تعلم جيدا أن الجيش المصرى قوى ومتماسك فلذلك اليهود يحسبون حساباتهم بطريقة صحيحة , ثم إن تل أبيب مشغولة بإيران وسوريا. من الذى تقع على عاتقه مسئولية تأمين سيناء ؟ -أمن سيناء ليس مسئولية القوات المسلحة كما يدعى البعض فهو مسئولية الشرطة المصرية ووزارة الداخلية وتتقاسمه معها المخابرات العامة وجهاز الأمن الوطنى فالقوات المسلحة مسئولة عن الدفاع داخل سيناء إذا واجهت اعتداء خارجيا , ولكن نظرا لانهيار الشرطة كان الجيش مسئولا عن امن سيناء ومشغولا بالسياسة الداخلية والخارجية بل قام بدور وزارة سقطت بعد الثورة مثل هيئة الإمداد والتموين التى قامت بمهام 7 وزارات كالصحة والتموين وحينما شغلت القوات المسلحة بكل هذه المهام أصبحت هذه المناطق الحدودية مهددة ومرتعا للجماعات التكفيرية وبدأت تضرب أهدافاً مهمة , وبالتالى استفحلت هذه الجماعات وأصبحت مجالا للاستخبار لصالح أجهزة أجنبية فى سيناء وتم استخدامها وقويت على الأرض وهذه الجماعات ليست لها أهداف وتوجهات بل موجودة لمن يدفع وتحارب بالوكالة وهم جنود مرتزقة ليس إلا. ماذا عن إقالة اللواء مراد موافى رئيس جهاز المخابرات هل تعتبر هذا القرار صائبا ؟ -أنا ضد إقالة اللواء موافى , فعندك مثلا مركز التجارة العالمى بأمريكا حينما ضرب بالطائرات لم يتم إقالة رئيس جهاز المخابرات أو وزير الدفاع لأن العقلية الأمريكية فى إدارة الأزمة تقتضى مساءلة من كان موجودا أولا وعليه مواجهة الأزمة ثم يتم إجراء تحقيقات وعلى إثرها يظهر المسئول عن هذه الأزمة وتتم إقالته لكن ما حدث مهزلة حيث صرح الرئيس مرسى بأنه لن يظلم أحدا وسينتظر حتى تنتهى التحقيقات ولكن قبل البدء فيها تمت إقالة موافى . ما تعليقك عما ردده البعض بمسئولية المشير طنطاوى عن مذبحة سيناء ؟ مهاترات لا أساس لها من الصحة وعلى المتشدقين بهذا الكلام وخاصة ابن الرئيس مرسى الذى يريد ممارسة دور جمال مبارك أن يصمت لأنه لا يعرف شيئا . هل تعتقد في تورط إسرائيل فى المذبحة؟ هناك عدة شواهد تعطى دلائل أولها قطع التيار الكهربائى دليل على أنه تم دراسة منطقة الهدف بطريقة صحيحة وأيضا تدل على أن الفاعل صديق وحليف يمر على المنطقة باستمرار فهذا ليس عدوا, إسرائيليا مثلا , وأيضا لا استبعد ضلوع حماس فى هذه العملية بعد مهاجمتهم للسجون أثناء الثورة وعلاقتهم الوردية بالإخوان المسلمين, وأيضا يمكن القول بان الحادث كان نتيجة لفتح المعابر لكل من هب ودب , والإخوان المسلمين الذين يتعاملون بمنطق العزبة مع مصر . ماذا عن الأنفاق التى يتم تهريب كل شيء من خلالها ؟ -لا يوجد مكان لنفق فى سيناء غير معلوم للمخابرات العامة سواء الموجودة خارج أو داخل بيوت الاهالى فى رفح. ولماذا لا تسيطر المخابرات على هذه الأنفاق ؟ -لأن السيطرة عليها تتطلب عنفا من قبل القوات المسلحة والشرطة داخل سيناء فى التعامل مع سكان المنطقة وهذا مرفوض تماما لأن هؤلاء يقيمون فى منطقة حدودية ولهم سوابق التعامل مع الجانب الإسرائيلى فيجب احتوائهم واحتضانهم قبل استخدام العنف . وماذا عن المنطقة "ج" وجبل الحلال ؟ -هذه المنطقة لا مشاكل فيها تماما وذلك لأن الضربة جاءت من الأمام وليس الخلف وهنا يجب أن نتخذ إجراءات احترازية كثيرة وبالنسبة لجبل الحلال يجب أن يدك بكل أنواع النيران ويقتل كل من فيه لأنه قاعدة الانطلاق ومناطق التخزين للأسلحة والذخيرة التى تمتلكها هذه الجماعات التكفيرية وهذا الجبل تمت محاصرته مرة ولكن خفت يد القوات عنه حقنا للدماء , وبعد ما حدث يجب إبادة هذا الجبل بالكامل .