سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ميدان التحرير من عرابى إلى مبارك.. أسسه الخديو اسماعيل على الطراز الفرنسى.. ورأى تحرر المرأة عام 1919.. واحتشدت به الجماهير رفضا لتنحى عبد الناصر.. وشهد ميلاد ثورة يناير
"ميدان الإسماعيلية" و"ميدان الكوبرى" و"ميدان الخديوى إسماعيل" و"ميدان الحرية" و"ميدان التحرير".. كلها مسميات حملها ذلك الميدان، ويعتبر من أكبر ميادين القاهرة . سمى فى بداية إنشائه باسم ميدان الإسماعيلية، نسبة للخديوى إسماعيل، ثم تغير الاسم إلى "ميدان التحرير"، نسبة إلى التحرر من الاستعمار فى ثورة 1919، ثم ترسخ الاسم رسميا فى ثورة 23 يوليو عام 1952. ميدان الإسماعيلية كان الخديوى إسماعيل منبهرا بالحضارة الفرنسية ويراها هى الشمس التى تشع على العالم، فلذلك شرع منذ توليه الحكم فى إعادة تخطيط وبناء القاهرة الجديدة وتحويلها إلى الطراز السائد فى باريس . فوكل الأمر إلى المعمارى الفرنسى (باريل دى شامب) الذى قام بدوره بإنشاء المبانى والميادين الجديدة على الطراز الفرنسى، وكان من بينها ميدان التحرير الذى أنشئ عام 1865على نمط ميدان شارل ديجول فى فرنسا تحت اسم: (ميدان الإسماعيلية) نسبة إلى الخديوى إسماعيل. الثورة العرابية ومنذ إنشاء الميدان وهو يشهد العديد من الأحداث الهامة فى تاريخ مصر فمثلا عام 1881 خرج الزعيم الراحل أحمد عرابى من الميدان بقيادة وحدة عسكرية متجها إلى قصر عابدين . ثورة1919 ولكن أول وأهم الأحداث التى مرت على الميدان كانت أثناء ثورة 1919 حيث تجمع الآلاف من المصريين أمام سكنات الجيش الإنجليزى التى كانت معسكرة فى الميدان وأجبرته على الموافقة على عودة الزعيم سعد زغلول. ميدان الحرية وتحول اسم الميدان من الإسماعيلية إلى الحرية بعد أحداث ثورة 1919 نسبة لتحرير الشعوب وقد تردد حول ذلك العديد من الراويات ومنها ما قامت به هدى شعراوى فى أثناء الثورة بخلع نقابها ونقاب النساء الذين شاركوا فى الثورة من داخل الميدان ومن هنا انطلقت التسمية نسبة لتحرير النساء التى انطلقت نحوه العديد من الدعوات التحريرية بقيادة قاسم أمين . ميدان التحرير وظل اسم ميدان الإسماعيلية نحو قرن حتى قامت ثوره 1952 التى غيرت اسم الميدان إلى ميدان التحرير تيمنا بتخليص وتحرير مصر من مفاسد أسرة محمد على والاحتلال الإنجليزى . ذكرى التنحى وبدأت أهميه الميدان تظهر فى العهد الحديث أثناء العدوان الثلاثى على مصر، حيث تجمع آلاف المصريين فى الميدان للتطوع ضد الاحتلال فى بورسعيد وفى 9 يونيو 1967 عندما قرر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر التنحى عن منصبه كرئيس للجمهورية بعد النكسة انطلقت حشود هائلة من الناس إلى الميدان تطالبه بالبقاء والتراجع عن قراره . مظاهرات ضد النكسة وبعدها بسنة تقريبا فى سبتمبر 1968 شهد الميدان مظاهرات جديده من الشباب والطلاب تطالب بمزيد من الحرية والديمقراطية وأعلنوا عن رفضهم الأحكام التى صدرت ضد بعض مسئولين عن نكسة 67 وفى يناير 1972 شهد الميدان واحدا من أكبر المظاهرات الطلابية ضد أنور السادات ليعبروا عن غضبهم واستيائهم بسبب تأخر الرئيس أنور السادات فى الرد على النكسة وإعلان الموعد النهائى للحرب. وفى أكتوبر 1973 احتشد المواطنون مرة أخرى فى نفس الميدان لتحية السادات عندما كان قادما لإلقاء خطاب النصر فى مجلس الشعب . انتفاضة الخبز وتتغير النغمة تارة أخرى إلى الغضب والاعتراض حيث تجمع المتظاهرون فى عام 1977 فى الميدان ليعبروا عن غضبهم بسبب رفع العديد من السلع الأساسية . الحرب ضد العراق وعندما اندلعت الحرب ضد العراق وتم غزو بغداد فى أبريل 2003 اشتعلت المظاهرات وكان ميدان التحرير هو أكبر تجمع لأكبر مظاهرة فى مصر. ومنذ ذاك الوقت وانفتحت الشهية للمظاهرات التى نظمتها حركات مثل كفاية و6 أبريل فى كل المناسبات. ثورة 25 يناير جاء الانفجار الأكبر فى 25 يناير 2011 حين احتشد ملايين المصريين فى ميدان التحرير مطالبين بتنحى الرئيس السابق محمد حسنى مبارك من رئاسة الجمهورية واستمر الحشد بالملايين حتى أعلن عمر سليمان نائب الرئيس فى ذلك الوقت عن تخلى الرئيس عن منصبه، وذلك فى مساء يوم الجمعة 11 فبراير 2011 حيث تولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شئون البلاد مؤقتا.