-المذيع: حيواناتى الكرام،مساء الخير عليكم جميعا،وأهلا بكم ومرحبا إلى حلقة جديدة،من برنامج «الغيط غيطك»..فى حلقة الليلة،نستضيف المفكر الحيوانى الكبير «خرتيت جاموسة البغل»،فى حديث عن الذكريات والواقع والمستقبل،أهلا بك سيد «خرتيت».. -«خرتيت»:أهلا بك. -المذيع:السيد «خرتيت»،عاصرت عدة مراحل من تاريخ مصر،ما رأيك فيما آلت إليه حال مصر بعد الثورة؟ -«خرتيت»:حال مصر أصبح حالكا،خاصة بعد الثورة. -المذيع:تقصد أن حكم الإخوان أعاد مصر إلى الوراء؟ -«خرتيت»: ليس حكم الإخوان وحده،هو السبب فى تردى الأوضاع فى مصر. -المذيع:إذن،ماذا؟ -«خرتيت»:من السذاجة،أن نحمل النظام السياسى،سواء كان مستبدا،كالنظام السابق،أو مرتبكا ومهتزا كالنظام الحالى،المسئولية عن كل شئ،ولكن الأزمة تكمن فى الشعب. -المذيع:كيف؟ -«خرتيت»:الشعوب هى التى تصنع حكامها،فإذا كان الشعب متحضرا نفسيا،ومتفوقا فكريا،لن يخضع لحاكم أيا كانت سطوته،وأيديولوجيته. -المذيع:ولكن النظام عندما يكون متغطرسا،يفرض نفسه على شعبه بالقهر. -«خرتيت»:هذا صحيح،ولكن كان يمكن قبوله،فى مراحل تاريخية قديمة،ولكن الآن،الأمر،غدا مختلفا تماما،واستردت الشعوب،التى شهدت بلادها ثورات،كثيرا من الحرية المفقودة،والكرامة المسلوبة،ومن السذاجة أن تخضع لحاكم يجهل أمور السياسة،وفنون الإدارة،ويتلقى تعليمات فوقية،من شخصيات غير اعتبارية. -المذيع:قد يفهم من كلامك،سيدى «الخرتيت»،أنه تحريض للبشر على الثورة. -«خرتيت»:مجرد أن هذا الهاجس يطرق رأسك،فإنه يعنى أن مصر لم تشهد ثورة،وأن شيئا لم يحدث بعد. -المذيع:أنا أستوعب كلامك جيدا،ولكن الأمور لاتزال متوترة. -«خرتيت»:البشر هم البشر،ولن يرتقوا طالما بقوا بشرا،والحل أن يتحولوا إلى حيوانات،حتى لا يتحولوا إلى قطعان ،ويمتلكوا إرادتهم. -المذيع: السادة المشاهدون،أنا مضطر لإنهاء الحلقة فورا،لأنى تلقيت تعليمات بذلك،كما علمت من «أمن الاستوديو»،أن جماعة «حازمون»،تهدد باقتحام الاستوديو،إن لم أُنه البرنامج الآن،والغريب أنهم أصدروا فتوى بإهدار دم ضيفى الخرتيت،ولا حول ولا قوة إلا بالله.