المذيع: الوفاء شيمة الكرام، والجحود من صفات اللئام، ونحن دائما فى «الغيط غيطك» نقدر الحيوانات حق قدرها، لذلك نحتفل فى حلقة اليوم بإحدى المعمرات فى عالم الحيوانات، والتى تعتبر صاحبة فضل على ما سواها من بنى حيوان، ففى فترة حكمها لم تذق الحيوانات مرارة الجوع، فكانت المساحات المخصصة لزراعة البرسيم تفوق كثيرا نظيرتها المخصصة للقمح، وبينما كانت الحيوانات تنام قريرة العين، كان كثير من البشر يلقون حتفهم فى طوابير الخبز .. معنا ومعكم الليلة «لافاش كيرى» فى عيد ميلادها الرابع والثمانين،. أهلا بك وكل عام وأنت بخير. -«لافاش كيرى»: كل سنة وأنتم طيبون، وأشكركم أنكم تذكرتمونى.. -المذيع: لماذا كل هذه المرارة التى ألمسها فى كلامك؟ -»لافاش كيرى»: حزينة من كل قلبى لأن كثيرا من المصريين كانوا يشبهون حاكمهم الذى أذلهم 30 عاما، بى. -المذيع: وهل هذا ما يؤلمك كل هذا الألم؟ -«لافاش كيرى»: بالطبع ..فما أسوأ أن يُشبه الحيوان منا بإنسان ظالم وديكتاتور. -المذيع: هم كانوا يرصدون الشبه فى الضحكة المشتركة بينكما؟ -«لافاش كيرى»: ولو؟ -المذيع: على أية حال ..هو لم يعد ضاحكا، بل إن ضحكته ربما تكون اختفت إلى الأبد. -«لافاش كيرى»: هذا لا يعنينى فى شيء، كل ما يعنينى أننى أؤكد لجميع المصريين أننى لم أكن سعيدة بهذا الوصف ولا تلك المقارنة على الإطلاق، وكنت أرسل إعلانات مدفوعة إلى جميع وسائل الإعلام أؤكد فيها عدم رضائى عن هذا التشبيه الظالم ولكنها لم تكن تنشر حرصا على رضاء النظام السابق وحتى لا يطولهم غضبه. -المذيع: ولماذا لم تبعثى بها إلى الصحف المعارضة؟ -«لافاش كيرى»: كنت أفعل ذلك وكانوا يرفضون نشرها؟ -المذيع: لماذا؟ -«لافاش كيرى»: لأنه لم تكن هناك معارضة حقيقية، بل مجرد ديكور،»من باب الشيء لزوم الشيء». -المذيع: ولكنى أعلم أنه كان هناك مشروع إعلامى للحيوانات يضم فضائية وصحيفة وإذاعة إف إم..لماذا لم يبصر النور حتى الآن؟ -«لافاش كيرى»: نظام من كانوا يشبهونه بى رفض كل محاولاتنا فى ذلك. -المذيع: لماذا؟ -«لافاش كيرى»: حتى نبقى تحت السيطرة. -المذيع: لماذا؟ -«لافاش كيرى»: هم كانوا يخشون منا ويعرفون أن لدينا تحفظات كثيرة على النظام السابق. -المذيع : كيف، وطعامكم كان محفوظا بفضل هذا النظام الذى كان يتوسع فى زراعة البرسيم على حساب القمح. -«لافاش كيرى»: لسنا من يعمينا الطعام عن ذكر الحقائق. -المذيع: وما هى هذه التحفظات؟ -«لافاش كيرى»: كثيرة جدا، أبرزها أننا كنا غير راضين عن الظلم الذى كان يعانيه المصريون فى ظل هذا النظام.. -المذيع»مقاطعا»: وهل يشغلكم أمر البشر إلى هذا الحد؟ -«لافاش كيرى»: نعم .. -المذيع: لماذا؟ -«لافاش كيرى»: لأن فى قلوبنا رحمة لا يعرفها البشر، وضمائرنا ليست مريضة، كما أن ما كان يحدث مع المصريين كان يزعجنا جميعا لأنه كان يفوق الوصف، وبعد كل ذلك كان حاكمكم يضحك، وفوق ذلك تشبهونه بى. -المذيع: الآن، وبعد سقوط النظام السابق ..لماذا لا تحاولون إحياء مشروعكم الإعلامى من جديد؟ -«لافاش كيرى»: لا تزال هناك قيود على إطلاق الفضائيات ولا يسمحون بها إلا للفلول فقط. -المذيع :كلمة أخيرة نختم بها حلقة الليلة؟ -«لافاش كيرى»: أقول للمصريين حافظوا على ثورتكم من الفلول، أما أنا فسوف أقاضى جميع من كانوا يصفون المخلوع ب»لافاش كيرى»، وأتمنى أن تكون الثورة وصلت إلى القضاء حتى أنال حقوقى التى حُرمت منها 30 عاما .