فى حديث نشر على بوابة "فيتو"، الإلكترونية يوم 10 مارس الجارى قال محافظ أسوان اللواء مصطفى السيد: وبالنسبة لطلب النوبيين لتغيير اسم بحيرة ناصر إلى بحيرة النوبة ستتم دراسته لتحديد إمكانية تنفيذه. والحقيقة أننى حضرت كمتابع صحفى ونوبى مهتم بشئون النوبة الاجتماع التحضيرى مساء يوم 3 مارس، والذى عقده الوفد النوبى قبيل مقابلة الرئيس مرسى فى اليوم التالى.. وكذلك حضرت الاجتماع الذى عقده الوفد بعد اجتماعه بالرئيس مع بقية القيادات النوبية يوم 10 مارس ولم ألحظ أو أسمع أن طلبا بهذه الكيفية قد تم تقديمه.. إلا إذا كانت هناك (نية مبيتة) لذلك تذرعا بمطالب غير مدروسة تكون قد صدرت من البعض بفرط غضبهم من تهجيرهم وتبعات ذلك عليهم.. التى أعذرهم ولكنى لا أوافقهم عليها .. وأهم ما تم تقديمه من النوبيين للرئيس أثناء اجتماعه معهم هو طلب صدور قرار جمهورى بعودة من يرغب من النوبيين إلى بلاد النوبة.. حيث ضاقت بهم منطقتهم الحالية.. وضاعت منهم هويتهم الثقافية.. ولم يستطع الكثير التكيف فى العيش بها لاختلاف طبيعة المكان من مكان (نيلى) إلى مكان (صحراوى).. فإذا عدنا لتصريح المحافظ، فإن البحيرة تكونت فى (بلاد النوبة) بفعل بناء السد العالى الذى بنيناه وخضنا جميعا معاركه ضد القوى الاستعمارية بقيادة وتصميم من عبدالناصر.. وتمت تسميتها (بحيرة ناصر).. وظلت بهذا الاسم ونزلت بها فى الخرائط الجغرافية والتاريخية المحلية والدولية حتى توفى عبدالناصر.. وكلنا يعرف ظروف وفاته.. فقام السادات بعد أن تولى الحكم واستتب له الأمر.. وغير اسمها بقرار دون داع ودون طلب من أحد إلى (بحيرة السد العالى).. !! ومازال اسمها كذلك فى جميع المطبوعات الرسمية للهيئة (هيئة بحيرة السد العالى) .. ولم يتكلم أحد وقت التغيير من المصريين ومن ضمنهم النوبيون.. لماذا تم تغيير الاسم!؟ ولم يطلب النوبيون تغييرها إلى اسم (بحيرة النوبة)، وقتها طالما أن تغييرا يتم.. ولكننا مازلنا نراها فى الخرائط المحلية والدولية حتى اليوم باسم (بحيرة ناصر)!!.. وأرى تكريما واعترافا لهذا الزعيم المصرى ذو التأثير العالمى التاريخى الواسع فى استقلال الشعوب وحريتها ودحر القوى الاستعمارية التقليدية بمختلف الدول والقارات.. وتغيير الخريطة السياسية العالمية من مستعمرات واتباع إلى دول ذات سيادة.. ما جعل اسمه يرتفع فى مسميات أكبر شوارع وميادين العديد من الدول.. التى اعترفت بفضل جهاده معها لنيل استقلالها وحرية شعوبها.. وكذلك فى عدد من الدول الصديقة. أرى أنه من غير المستساغ.. ولا من اللائق ولا من الأخلاق ولا من باب الفضيلة ولا من باب الوفاء أن نسمى البحيرة باسم آخر غير (ناصر).. بل على كل المصريين ومنهم النوبيين أن ينادوا بعودة اسم البحيرة إلى (بحيرة ناصر) .. وفى نفس الوقت وبالتوازى علينا جميعا أن نؤكد ونقرر إعادة اسم (بلاد النوبة) على المنطقة من مدينة إسوان وحتى الحدود الشمالية السودانية.. فى الخرائط الجغرافية المساحية والسكانية والتاريخية المحلية والمدرسية والجامعية.. كما هى موجودة فى كل الخرائط الجغرافية والتاريخية والسكانية الدولية.. وهى بلادهم الأصلية منذ آلاف السنين. وعلينا ألا ننسى أن محافظة أسوان كانت تسمى (مديرية النوبة)، رسمياً ووثائقيا حتى بداية القرن العشرين.. فأنا كنوبى.. أعتز بأن ترتبط وتكون (بحيرة ناصر) فى (بلاد النوبة) وهذا هو الصحيح جغرافيا وتاريخيا ومنطقيا.. فقد وُجدت (بلاد النوبة) قبلا.. ثم تكونت على أرضها (بحيرة ناصر).