الشافعى : الهدف هو ضبط تفسير أمور الشريعة بعيدا عن الهوى عزب: الأزهر هو المدرسة العليا للإسلام رغم أنف الكارهين مرجعية الأزهر بموجب نص دستورى كانت مطلبا للجميع عقب تنحى مبارك, غير أن الحال تبدل منذ بدأت مناقشة الأمر خلال عملية الإعداد الفعلى للدستور الجديد فصار الرفض محل إجماع الكثيرين, وفى الموقفين المتناقضين يظل الخوف من سيطرة الإخوان, باسم الدين, سواء بإقصاء الأزهر عن المشهد السياسى أو السيطرة عليه! الدكتور قاسم عبده قاسم -المؤرخ الكبير وأستاذ التاريخ المتفرغ -رفض بشكل قاطع ان ينص الدستور على مرجعية الازهر ،مشددا على ان معنى حدوث ذلك ان يتحول الازهر الى فاتيكان للمسلمين, وعقب: ونحن لا نريد «فاتيكان» فى مصر. وهنا, بنى قاسم رأيه على ان الاسلام لا يعترف بالكهنوت ما يعنى انه لا مرجعية فى الاسلام إلا للكتاب والسنة , فهذا الدين لا يعرف المرجعية المجسدة فى شخص معين او جهة معينة, مشيرا الى ان الفقهاء, لفهمهم وادراكهم لهذه الحقيقة, اختلفوا فى الاحكام واصبح لكل مذهب رؤيته. معلومة تعكس ابعاد علاقة المرجعية باللعبة السياسية كشفها ل«فيتو» الدكتور قاسم وهى ان هيئة كبار العلماء التى تدافع باستماتة الآن ليكون للازهر المرجعية انشئت وبنفس الاسم فى عهد الخديو اسماعيل , لاغراض سياسية كان يريدها , مشيرا الى ان اسماعيل هو ايضا من انشأ مجمع البحوث الاسلامية لذات الاغراض السياسية . هيئة كبار العلماء والازهر يعتبران جهة تنويرية ليس لها سلطة وعندما ينص الدستور على مرجعية الازهر فانها ستتحول الى سلطة وهو امر يتنافى مع الاسلام وضد الاسلام, هكذا قال الدكتور قاسم مستندا فى ذلك الىٍ ان الاجتهاد الفقهى قائم فى الاساس على التطوع , فكان لكل فقيه مهنة يتكسب منها , والفقهاء مجمعون على ان الفقيه لا يسأل عن امور الناس الذين يفقههم فى الدين, وهو الاساس الذى عليه قال العلماء ان «التولية» حرام . فى المقابل دافع الدكتور حسن الشافعى -مستشار شيخ الأزهر و عضو الجمعية التاسيسية لصياغة الدستور- عن حق الازهر فى المرجعية الدينية رافضا تشبيهه, فى هذا الامر, بالفاتيكان لافتا الى ان المؤسسة الدينية , ليست حكرا على احد وكل ما يريده الازهر من المرجعية هو تفسير امور الشريعة الاسلامية حتى لا تكون بدون ضابط او رابط او متروكة لهوى الاشخاص والتأويلات باسم الدين . الدكتور الشافعى يرى ان بقاء المرجعية للازهر يقضى على الخلاف والجدل ، ويحافظ على الاسلام من ايديولوجيات واجندات تتخذ من الاسلام ستارا، مشددا على ان تفسير الشريعة يجب ان يكون من متلقى العلم والفقه الدينى اى علماء الازهر الشريف باعتباره مرجعية العالم الاسلامى . وفى ذات السياق اكد الدكتور محمد عزب -مستشار الشيخ الطيب- ان المطالبين بحذف الازهر من المرجعية يجهلون قيمته ومكانته قائلا انه لا يجوز تشبيهه بالفاتيكان لأن لكل منهما كيانه وطبيعته, مضيفا بان الازهر هو المدرسة العليا للاسلام رغم أنف الكارهين وانه لا بديل عن المرجعية . الدكتور عزب مختتما, اوضح ان الفقهاء اختلفوا فى الامور العلمية ولم يختلفوا فى الاساسيات, وذلك فى سياق تفنيده لمبرر الخوف من اختلاف المذاهب لرفض المرجعية .