أدان مرصد الفتاوى التكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية بشدة، تهديدات التنظيم الإرهابي "داعش" للقضاء المصري وقاماته العظيمة، مشددا على أن هذا التهديد لا يخرج إلا من أُناس يرون أن الإسلام جاء بالقتل والذبح، كما قال زعيمهم "أبو بكر البغدادي" في تسجيله الصوتي الأخير. وأكد المرصد في بيان له، اليوم الإثنين، تعقيبًا على التهديدات الأخيرة من التنظيم الإرهابي لرجال القضاء المصري، أن التنظيم يخشى العدالة الرادعة والناجزة للقضاء المصري، ما دفعه إلى محاولة التأثير على القضاة وسير العدالة؛ حيث تصب أحكامه في تحقيق القصاص العادل وردع كل من تسول له نفسه المساس بمؤسسات الدولة ومقدرات شعبها. وشدد مرصد التكفير، على أن مؤسسة القضاء العريقة وقضاة مصر العظماء لا يبالون بمثل هذه التهديدات الصادرة عن تنظيمات تكفيرية تمتهن القتل والحرق والذبح باسم الدين، بينما هم أكثر الناس تشويها للعقيدة وإيذاء لأتباعها. وأشار المرصد، إلى أن تاريخ القضاء المصري العظيم حافل بالكثير من التضحيات التي بذلها رجال القضاء - عن طيب نفس - من دمائهم وأرواحهم الذكية، فمنذ عام 1984 ويد الغدر والخيانة تغتال قضاة مصر ورجالاتها الشرفاء بهدف إرهابهم وإثنائهم عن إرساء حكم القانون وقيم الحق والعدالة، فلم ترهبهم تلك الجرائم عن مواصلة مسيرتهم في حمل أمانة العدالة وميزان العدل، وظل ميزان العدل قائما بالقسط بين الناس. ولفت المرصد، إلى أن مصر تقوم على أعمدة رئيسية تمثلها مؤسسات الدولة من جيش وشرطة وقضاء، وغيرها من المؤسسات الحامية للوطن والدافعة نحو التقدم والنمو، ويمثل القضاء مرفق العدالة ومستقر العدل، ولا مستقبل لهذا الوطن دون رجال العدالة والحق. وأشاد المرصد بحالة التضامن والتكاتف بين مؤسسات الدولة المصرية وكل فئات المجتمع التي تشهدها مصر في مواجهة قوى الإرهاب والتطرف، التي تجعل من مصر عصية على الانجرار إلى مثلث الفوضى والاقتتال الأهلي والتفتت الداخلي، وهو الأمر الذي يُصيب تيارات العنف والتطرف بحالة من الإحباط واليأس، تدفعه إلى ارتكاب المزيد من الحماقات في حق الوطن وأهله. ودعا المرصد في ختام بيانه، كل فئات المجتمع المصري ومؤسساته العريقة للوقوف صفًا واحدًا في وجه هذه الموجة من العنف والتكفير والتطرف، لتكون مصر – كعادتها دومًا – الصخرة التي تتحطم عليها كل الأخطار والتهديدات، وتبقى صمام الأمان للمنطقة والأمة العربية والإسلامية ضد ما يتهددها من أخطار.