من عجب العجاب أن من ينادون ويصرخون ويهللون بالديمقراطية ، هم أنفسهم الذين يعشقون استخدام الديكتاتورية .. هذا لا ينطبق فقط على الأمور السياسية المشتعلة والمتغيرة باستمرار في مصر، ولكن واضح انه اصبح فيروساً انتشر بسرعة البرق في كل المجالات .. وكأن ثورة يناير منحت الحق لأي شخص بأن يستخدم الديمقراطية في الوقت الذي يراه مناسبا، والديكتاتورية في الوقت الذي يحدده هو، دون النظر الى ابسط قواعد القانون ... ما حدث ويحدث من جانب الالتراس طوال الفترة الماضية دليل واضح على هذا الكلام .. جماعة الالتراس اصبحت دولة داخل الدولة .. فليس من المنطقي ان تستخدم هذه المجموعة شعارات الحصول على حق الشهداء لفعل كل ما هو خارج على القانون .. فليسوا هم وحدهم من يريدون الحصول على حق شهداء مذبحة بورسعيد.. وربما من ليسوا منهم لازالوا اكثر وجعا وألما مما حدث في بورسعيد .. فلا يوجد فرد واحد من الشعب المصري لا يريد القصاص من قتلة مباراة بورسعيد.. فهل هذا معناه ان يقوم كل فرد من الشعب المصري بعمل اي شيء في اي وقت حتى لو كان مخالفاً للقانون بدعوى القصاص للشهداء ..؟! .. هل هذه هي الديمقراطية التي قامت من اجلها ثورة يناير ام انها ديمقراطية على الكيف؟! الغريب في الأمر أن أكبر قيادات الدولة في مصر يساندون هذه الديمقراطية الجديدة .. نفس الأمر ينطبق على انتخابات اتحاد الكرة التي مازلت اعتقد بأنها لن تتم في موعدها .. فمن يهللون ويصرخون بالديمقراطية يرفضون الاحتكام لرأي الجمعية العمومية من اجل تحديد مصير هاني ابو ريدة في مسالة ترشحه للرئاسة .. لأن رأي الجمعية العمومية مع الديمقراطية الجديدة ليس على الهوى ولذلك فما المانع من استغلال حالة الفوضى والعشوائية في تصفية الحسابات.. والغريب في الامر ان من يسعون بكل قوتهم لإبعاد ابو ريدة هم انفسهم من كانوا يتغنون حتى وقت قريب به وبكفاءته وقدرته على ادارة الكرة المصرية .. فما حدث من جماعة الالتراس مؤخرا باقتحام مدينة الانتاج الاعلامي لاستهداف أحمد شوبير الذي قال رأيه بكل وضوح وصراحة يؤكد بأنهم مسنودون وبكل قوة من قيادات الدولة ،وليس من القانون ... وما يحدث مع هاني ابو ريدة بمحاولة إبعاده عن انتخابات اتحاد الكرة باي شكل يشير ايضا الى ان الاحتكام الى قرارات الجمعية العمومية لن يكون مقبولاً مع من لا تثق فيهم الجمعية العمومية ... فلماذا تخاف الدولة من تطبيق القانون مع الخارجين عن القانون .. ولماذا يخشى من يريدون الجلوس على كرسي الجبلاية من الاحتكام الى الجمعية العمومية ..؟!! اعتقد ان الإجابة معروفة للجميع ..!!