يتساءل أهل النقد الفني عقب الانتهاء من مشاهدة أي عمل سينمائي أو درامي عن "المورال" من ذلك العمل، وكلمة مورال أصلها فرنسي، ويقصد بها الرسالة الأخلاقية أو المغزى المقصود من وراء العمل، وهو ما يعني الرسالة التي يرغب فريق العمل الوصول بها إلى الناس. وقياسا على ذلك فإن أي حزب سياسي لابد أن يكون وراء برنامجه هدف سياسي وأخلاقي وقيمي واقتصادي واجتماعي، ويسعى من خلال تصديره إلى الجماهير إلى تبوأ السلطة وإدارة البلاد وفق هذا البرنامج، الذي يقنع الجماهير به، فتسعى إليه من خلال صندوق الاقتراع في الانتخابات، وهو الطريق السليم والأنجح لتداول السلطة في البلاد المحترمة. ولم نر في الحياة السياسية شرقا أو غربا، حزبا سياسيا يعلن على الناس أنه جاء لتفخيخ القيم الأخلاقية، أو للسطو على مقاليد الأمور بطريقة غير إنسانية، أو أنه يسعى إلى تغيير القيم المتعارف عليها، مثل العدل والرحمة والمساواة، ليبدلها بقيم النطاعة والسطو والسرقة والقسوة، وتسليع الناس ومشاعرهم وفق تسعيرة ما. وأمام هذه الحقائق المتعارف عليها أجد نفسي أمام سؤال: هو إيه "المورال" مما يجري حولنا في الانتخابات التي جرت في مجلس الشيوخ، وما جاء بعدها من تجهيزات لانتخابات النواب؟ وهل سعت الأحزاب السياسية إلى تصدير قيم أخلاقية من خلال أدائها المعلن والخفي؟ ما كان همسا في الانتخابات السابقة أصبح ضجيجا وبثا مباشرا على الفضاء الإلكتروني، أعضاء في أحزاب كبيرة أعلنوا أن أحزابهم طلبت منهم ثمن المقعد، ووصلت الأسعار إلى ما فوق المائة وخمسين مليونا من الجنيهات، وصار الصراع بين أصحاب البث وقادة الأحزاب علنيا. قادة الأحزاب أقسموا ويحاسبون على ما أقسموا عليه أن ذلك افتراء وكذب وادعاءات لا أساس لها ولا أصل، والذين قالوا أو تحملوا معاناة القول في زمن يصبح فيه القول جريمة، أقسموا أيضا أن مقاعد البرلمان توزع بما يمكن أن تدفعه للحزب أو لأشخاص بأعينهم. وإذا كان المورال في الأعمال الفنية أحيانا يأتي ضمنيا، وأحيانا يجيء مباشرا، فإن متابعة منصفة لما يجرى على الساحة إن صدقنا الرواية الرسمية من قادة الأحزاب السياسية فإن المعنى الضمنى للاختيارات لا يشي بمورال أخلاقي على الإطلاق، فقد حظيت الترشيحات بما لذ وطاب من أسماء كثير منها ليس فوق مستوى الشبهات. والشبهة قد لا تكون فسادا فقط، بل قد تطال فكرة اختيار ممثل على الأقل يستطيع أن يقرأ القسم بلغة عربية سليمة على مرأى ومسمع من الجماهير، التي من المفترض أنها اختارت هذه الطبخة الملوثة قيميا وأخلاقيا وسياسيا، وجاءت على نحو صادم وغير مسبوق. ورغم أننا نعيش في رحابة أكتوبر، وما أدراك ما أكتوبر بما يمثله للوجدان المصري والعربي، فإن ما يجري لا يمكن اقترانه إلا بنكسة يونيه التي أسموها على نحو خاطئ بالنكسة، وقد كانت ولاتزال تداعياتها أعمق من المصطلح، وأكثر جرحا من لفظة لا سامح الله من أطلقها كذبا. ما هي الرسالة الأخلاقية التي يمكن للأجيال الجديدة أن تستوعبها من معايير الاختيار وطريقة الفرز، بل وطريقة تعليب وتغليف برلمان أو مجلس شيوخ بهذه الطريقة الفظة، هل مطلوب أن يفقد الجيل الجديد إيمانه بتداول سلمي للسلطة، وطريقة إنسانية للتعبير عن الرأي في صندوق شفاف بكل ما توحي إليه الكلمة من معنى؟ هل تقصد الأحزاب كبيرها وصغيرها أن تتعمق لدى الأجيال الجديدة "إنه مفيش فايدة" وأن النظام القائم لا يرغب في وجود برلمان حقيقي يعبر عن هموم الناس ومشاكلهم؟ هل مطلوب أن يتعامل الشعب بطريقة البلد بلدهم والدفاتر دفاترهم، فلا ناقة لنا ولا جمل، في وطن نتحمل وحدنا أعباء حمايته وصيانته والوقوف على أسباب استقراره؟ والسؤال الأهم: ألا تعرف أجنحة النظام السياسي بما يجرى على أرض الواقع؟! وإذا كانت تعرف فهل تدرك مآلات ما يحدث؟ إن هدفا وحيدا، ورسالة وحيدة، ومضمونا واحدا، وقيمة واحدة يمكن استخلاصها مما يجري على أرض الواقع السياسي.. فعلا مفيش فايدة! أحمد رفعت صورٌ من يوم عظيم في تاريخ الإنسانية ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا