* أسر الشهداء يرفضون المتاجرة بدماء أبنائهم * جبهة "الإنقاذ" ترفع شعار القصاص لتحقيق أغراض سياسية * لا نقبل الكلام عن إسقاط النظام.. والصندوق هو الفيصل رفض محيى الباجورى، والد (أنس) أصغر شهيد فى مدرجات استاد بورسعيد، أعمال العنف والتخريب والفوضى التى تتزامن مع الأصوات المطالبة بالقصاص لشهداء الثورة فى جميع أحداثها، بما فيها مذبحة بورسعيد، التى راح ضحيتها أكثر من 72 شهيدا عقب مباراة المصرى والأهلى فى الدورى العام، لافتا إلى أن الشعب يرفض تماما بعض الدعوات لإسقاط النظام؛ لأن الثورة أسقطت نظاما ديكتاتوريا، ومن ثم يجب الاحتكام لصندوق الانتخابات لتحقيق الأهداف السياسية. وقال الباجورى -الذى يعمل محاسبا قانونيا، مؤسس "رابطة شهداء بورسعيد" فى حوار مع "الحرية والعدالة"-: إن أسر الشهداء لم توكل أحدا من مثيرى الفوضى للحديث عنهم، ولم تكلف أحدا بأعمال الحرق والتدمير فى الأحداث الماضية، رافضا قيام جبهة الإنقاذ المتاجرة بدماء الشهداء، مؤكدا أنها تقوم بذلك من أجل تحقيق أهداف وأغراض سياسية وشخصية رخيصة. وإلى نص الحوار.. * كلمة "القصاص" أصبحت على لسان الجميع.. ما تعقيبك؟ شعار "القصاص للشهداء".. أصبح السبوبة التى يسير بها قيادات الأحزاب والمعارضة، لهذا اقترحت من خلال مشروع تقدمت به للرئاسة ووزارة الشباب لإنشاء مجلس تنمية شاملة، حيث اقترحت من خلاله أمرين لأكبر مشكلتين تواجه مصر حاليا؛ الأولى متعلقة بالشهداء، التى لا يمكن حلها إلا من خلال إنشاء رابطة أو مؤسسة كاملة لأسر الشهداء تكون تابعة للرئاسة أو الحكومة، على أن يمثل كل أسرة فرد واحد. أما المشكلة الثانية فتتعلق بالبطالة وتوفير فرص عمل أننا نقوم بعمل مجلس للتنمية من مجموعة من الوزراء ويتبع رئاسة الجمهورية أو مجلس الوزراء، هدفه حصر العاطلين كافة فى مصر ثم تأهيلهم وإعدادهم لسوق العمل. * ما نظرتك لمن فى ميدان التحرير الآن؟ الموجودون بالتحرير ليس لهم صلة بالثوار، فمعظمهم أشخاص مأجورون وبلطجية يسعون إلى تحقيق مصالح شخصية، ولا بد أن يعرف الجميع أن الثورة أزاحت نظاما ديكتاتوريا، وجاء الشعب بإرادته برئيس مدنى منتخب، وأى كلام عن تغيير رئاسى لا يجب أن يأتى إلا من خلال الصندوق. * بعضهم يدعو لإسقاط الرئيس.. ما رأيك؟ لن يسقط الرئيس، وأؤكد أن هناك أشخاصا تنزل وتنادى بالقصاص ومطالب أخرى لا تعلم معناها، وهناك من يريد أن يلعب على مشاعر أهالى الشهداء الذين لم يوكلوا أحدا للحديث عنهم. * كيف ترى أحداث العنف والتخريب؟ أرى أن كلمة "شهداء" أصبحت هى الذريعة والحجة فى أى أعمال عنف، ومن يقوم بهذا هم البلطجية، ففى أحد المواقف وجدت شخصا يرفع صورة أنس والشيخ عماد كغطاء لشعارات وأعمال العنف التى تمارس، وهو أمر غير مقبول، فاليوم أصبحت الأمور لا تسمى بمسمياتها، فالمتظاهرون يخرجون ويهتفون "سلمية" إلا أن الحرق والتخريب يعكس شيئا آخر. * ما تعليقك على ما يحدث فى بورسعيد الآن؟ قلت من قبل إن هناك مجزرة ثانية ستحدث فى بورسعيد، وبالفعل وقعت، وأقول إن هناك ثالثة ورابعة، والمشكلة لدينا أنه لا يوجد تحديد دقيق للمشكلة. وأؤكد أن من قام بالمجزرة الأولى والأخيرة هم بلطجية بتحريض من أعضاء الحزب الوطنى المنحل. * كيف ترى آلية التعامل مع الوضع فى بورسعيد؟ حل الجرين إيجلز وحل روابط الألتراس فى جميع أنحاء الجمهورية بما فيه ألتراس أهلاوى، وهو قرار سيكون مشجعا إذا أصدرته رئاسة الجمهورية، حيث تكون تلك العملية منظمة بعد ذلك إذا أرادوا تأسيس الألتراس. * هل شفى غليلكم الحكم الصادر بإحالة أوراق 21 متهما إلى المفتى؟ لم يسأل أحد نفسه: لماذا قضية بورسعيد هى التى حكم فيها؟ الموضوع ببساطة لأن أسر الشهداء هم من سعوا خلف الأدلة، فلا تصدقى أن الأمن هو من جاء بالأدلة، فنحن مَن جئنا بها، بما فى ذلك الشهود، ولدى شريط موثق بشهادات الألتراس، والقضية بالنسبة لنا هى أمر متعلق بالقصاص. * ماذا عن "رابطة أسر شهداء بورسعيد"؟ أسست الرابطة وألتراسها مع عدد من أهالى الشهداء، ونحن نجتمع مع ألتراس أهلاوى، ونحاول تهدئتهم أحيانا، ولكن تأتى أوقات لا نتمكن من السيطرة عليهم. * وهل تقاضيتم تعويضات من المجلس القومى للشهداء؟ الدولة لم تصرف جنيها واحدا حتى الآن لأى من أسر شهداء مجزرة استاد بورسعيد، وما تم صرفه كان من النادى الأهلى، على الرغم من أن هناك 50 أسرة من ال72 فقدت العائل الوحيد لها. * وماذا عن المجلس القومى لأسر الشهداء والمصابين؟ هذا المجلس يتعامل من المنطلق المادى، وتناسى الجانب الأهم، وهو المعنوى، فتجد الناس تنظر للشهداء نظرات سيئة للغاية بعدما حصرت القضية فى التعويض المادى. * ما مشكلة مصر الآن من وجهة نظرك؟ أنا أرى أن مصر مشكلتها ليست سياسية، ولكن فى تيارات وقوى المعارضة التى استطاعت أن تبعد المسئولين عن المشاكل الرئيسية، ويجب أن يتمسك الرئيس بتنفيذ مشروع النهضة، ولا يلتفت إلى مَن يحاولون جر البلاد لنفق مظلم.