حذرت صحيفة (المستقبل) اللبنانية من أن علاقات لبنان بدول الخليج العربى مهددة على الصعيد السياسى والاقتصادى إذا تابع الأداء اللبنانى تجاه سوريا بهذه الطريقة بحيث سيصبح لبنان فى خانة واحدة مع النظام السورى على مستوى العقوبات العربية. قالت - فى تعليق لها اليوم الأحد - إن مواقف وزير الخارجية اللبنانى عدنان منصور فى الجامعة العربية جاءت لتزيد من الانزعاج العربى لأنه موقف غير مقبول عربيا وغير مسئول ويتعارض مع مصالح لبنان ويخرج عن الإجماع العربى لاسيما وأنه اتهم المعارضة السورية بالإرهاب المذهبى ودعا إلى استعادة مقعد النظام السورى فى الجامعة العربية وهذا ما يعرض لبنان ويعرض العلاقات مع الخليج لمخاطر. واعتبرت أن العلاقات اللبنانية الخليجية تتأثر بأداء بعض المسئولين والسياسيين فى لبنان سواء بالنسبة للموضوع السورى أو تطبيق سياسة النأى بالنفس عنه أو بالنسبة إلى تطبيق "إعلان بعبدا" الأمر الذى استدعى من سفراء دول مجلس التعاون الخليجى إبلاغ لبنان موقفا موحدا من أدائه. وذكرت أن الدول الخليجية لم تكن فى السابق تقتنع بسياسة النأى بالنفس التى اتبعها لبنان وكانت تطالبه بموقف مماثل لموقفها من الأزمة السورية وكان ذلك من بين أبرز الأسباب وراء وضع الدول العربية والخليجية تحديدا حاجزا أمام التعامل مع حكومة نجيب ميقاتى. وأضافت أن هذه الدول عادت وتفهمت موقف النأى بالنفس بعدما شرح المسئولون اللبنانيون لتلك الدول صعوبة أن يؤيد الثورة السورية وسط وجود علاقات قوية لفرقاء سياسيين ومسئولين بالنظام السورى ووسط الخطورة السياسية والأمنية على لبنان من جراء تأييد الثورة. وأشارت إلى أن هناك معطيات لدى الخليجيين تتراكم عن أن هناك عدم جدية فى تنفيذ سياسة النأى بالنفس مما أدى إلى عدم ارتياح خليجى لأداء الحكومة اللبنانية فى تنفيذها لسياستها ومن هنا تطالب الدول الخليجية بأن ينفذ لبنان هذه السياسة فعليا لا قولا لاسيما أن هناك قلقا من تلك الدول على مستقبل الوضع فى لبنان فى ظل استمرار الأزمة السورية.