لم ينجح أحد من المرشحين لرئاسة الجمهورية حتى الآن فى إثبات شعبية جارفة وتفوق ملموس على الآخرين، خاصة بعد استبعاد العشرة ومنهم من كان يُعد منافسا قويا. وكما لم ينجح أحد ممن استبقتهم اللجنة العليا فى إثبات تفوقه، فلن ينجح أحد أيضا فى الجولة الأولى من الانتخابات ليحصل على الأغلبية المطلوبة ويكون رئيسا للجمهورية. وكل الدلائل تشير إلى أن جميع المرشحين سيسقطون فى الجولة الأولى، ليبقى الملحق من نصيب صاحبي أعلى الأصوات، ويخوضان جولة الإعادة التى ستخضع لحسابات جديدة ومعقدة تختلف عن حسابات الجولة الأولى. ونحن فى مصر لا نملك شركات معتبرة تقوم بقياس الرأي العام، وعمليات استطلاع الرأي عندنا تخضع لوسائل بدائية وكثيرا ما يتورط أصحابها فى الفبركة العلمية، وهم فى جميع الأحوال هواة يدعون الاحتراف. وهذا ما يجعل باب الاجتهاد مفتوحا أمامنا وأمام غيرنا. واستنادا إلى ذلك أرى أن ممثلىِ التيار الاسلامى، ومن يُطلقون عليهم «الاسلاميون» لن يحصلوا فى الانتخابات القادمة على الأغلبية التى حصلوا عليها فى الانتخابات البرلمانية السابقة، وان ذلك يهدد أي مرشح سيتكتلون خلفه، بل هناك من يرى انهم لن يتكتلوا أمام مرشح واحد يتوافقون عليه، خاصة بعد استبعاد مرشح الاخوان بسبب وجود سابقة جنائية له مخلة بالشرف ومسقطة للاعتبار، ولم يتم إعادة الاعتبار له بحكم قضائى يُعتد به. وفقد السلفيون أيضا مرشحهم الذى حقق تميزا واضحا فى الدعاية الانتخابية، وفى نشر الصور بالشوارع وعلى زجاج السيارات، وتفوق فى ذلك على سائر المرشحين، ولم تعد كل هذه الوسائل التى تكلفت مبالغ طائلة تفيده فى شيء بعد أن ثبت أن السيدة والدته تحمل الجنسية الأمريكية وهو ما يفقده أحد شروط الترشح لرئاسة الجمهورية. وكذلك فقدت الجماعة الإخوانية الكثير من مصداقيتها بعد أن تراجعت عما ألزمت به نفسها من قبل، وأخذت بأسلوب المرحليات على طريقة الماركسيين الذين يرون أن لكل مرحلة أسلوبا ومنهجا يختلف عما التزموا به فى مرحلة سابقة. وكما فقد السلفيون الكثير من مصداقيتهم بعد أن أنكر ابن الأمريكية جنسية أمه، سبقه فى ذلك أحد زعمائهم عندما أنكر أنه خضع لعملية تجميل وادعى كذبا أنه تعرض لحادث اعتداء أسفر عن تجميل أنفه. والمسلمون ونحن منهم لا يكذبون، ولا يحترمون من يكذب، ويؤمنون بما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم من ان المؤمن لا يكذب وهو مؤمن. ومما سبق نتوقع انه لن ينجح أحد من أولئك أو من هؤلاء فى الجولة الأولى، وتبقى لجولة الاعادة حساباتها على ضوء المرشحين اللذين سيخوضان المعركة الأخيرة. ونسأل الله العافية لنا وللناخبين..