اقتربت مجموعة محدودة ووحيدة من حيتان خليج المكسيك لا تتجاوز أعدادها 50 حوتا تسبح قبالة سواحل فلوريدا خطوة من احتمال إدراجها على القائمة الأمريكية للأنواع المهددة بالانقراض. وقالت الهيئة القومية للمصايد البحرية إن ثمة شواهد علمية كافية توافرت تعضد فكرة منح الحماية لهذه الحيتان التي تعرف باسم (برودوس) والتي يقول أنصار حماية البيئة إنها مهددة بالخطر بفعل حركة الملاحة البحرية وأنشطة التنقيب عن الطاقة في خليج المكسيك. وتوصلت الهيئة القومية للمصايد البحرية -وهي إحدى الوكالات التابعة للإدارة القومية للمحيطات والغلاف الجوي- إلى هذه القناعة في ردها على طلب تقدم به مجلس الدفاع عن الموارد القومية في سبتمبر أيلول الماضي. والمطلوب الآن إجراء مراجعة إضافية ومستفيضة لأوضاع الحيتان لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كان الأمر يستلزم إخضاعها لبنود قانون حماية الأنواع المعرضة للانقراض. وفي حالة التأكد من ذلك يتعين إجراء مزيد من الدراسات قبل التقدم باقتراح رسمي بضم الحيتان للأنواع المهددة بالانقراض. ويزن حوت (برودوس) -وهو ضمن حيتان البالين عديمة الأسنان التي تمت بصلة قرابة للحوت الأزرق والحوت الأحدب (جمل البحر)- أكثر من 45 طنا ويصل طوله إلى 40 قدما. وتتميز هذه الحيتان وفقا لتصنيف مجلس الدفاع عن الموارد القومية "بسلوك مثير في التغذية يتضمن أن تفغر أفواهها لتندفع خلاله كميات كبيرة من الأسماك والقواقع والقشريات". واستشهد مجلس الدفاع عن الموارد القومية في الطلب بعدد من المخاطر التي تهدد بتراجع أعداد هذه الحيتان في خليج المكسيك بما في ذلك اصطدامها بحركة السفن والتلوث من عمليات استخراج النفط من البحار والإجهاد السمعي الناشئ عن هذه العوامل. وأقرت الهيئة القومية للمصايد البحرية بأن الطلب المقدم يشتمل على أدلة علمية وجيهة بأن الاصطدام بالسفن ومستوى الضوضاء تحت سطح الماء يمثلان خطرا داهما على حيتان خليج المكسيك في ضوء قلة أعدادها وقالت إنها ستراجع هذه المسائل وعوامل أخرى خلال تحليلها المقبل. وتتخذ حيتان (برودوس) موقعا بيئيا فريدا بوصفها حيتان البالين الوحيدة في خليج المكسيك وهي منعزلة وراثيا عن بقية الأنواع التي تعيش في البيئات الحارة والمعتدلة بمياه المحيط الاطلسي والهادي والهندي.