[email protected] ماذا سيحدث بعد صدور الأحكام في قضية مبارك ومعاونيه؟ أنا لا أقصد هنا ردود الأفعال المباشرة علي الحكم والرافضة له، والتي ظهرت بوادرها داخل قاعة المحكمة فور انتهاء المستشار أحمد رفعت من تلاوة منطوق الحكم.. فإن الرضا علي أي حكم في هذه القضية كان مستبعدا في كل التوقعات التي سمعناها وقرأناها خلال الأيام القليلة الماضية إلي درجة أن البعض كان يتمني تأجيل إعلان هذه الأحكام لتأجيل تداعيات عدم الرضا لبعض الوقت. إنما أقصد تحديدا ماذا سيحدث في انجاز آخر خطوة من خطوات المرحلة الانتقالية، وهي الانتخابات الرئاسية، وهي الخطوة التي سيتلوها تسليم المجلس الأعلي للقوات المسلحة للسلطة في البلاد.. هل ستسير الأمور رغم ردود الفعل الغاضبة في الفضائيات في الشوارع والميادين في مسارها المخطط له.. أي يتم انجاز إعادة الانتخابات الرئاسية ليصير لدينا رئيس جديد بدلا من الرئيس الذي صدر ضده حكم بالسجن المؤبد وانتقل إلي سجن طرة.. أم أن هذه الخطوة يمكن أن تتعطل، وبالتالي تتعطل عملية تسليم المجلس العسكري السلطة التنفيذية للرئيس الجديد بعد أن سلم السلطة التشريعية للبرلمان الجديد؟. إن نخبة المحللين التي ابتلانا الله بها انطلقت قبل أن تمنح نفسها مجرد فرصة لاستيعاب الأحكام وتبصر تداعياتها لتتحدث عن توقعاتها بأن هذه الأحكام سوف يستثمرها المجلس العسكري لإطالة فترة حكمه للبلاد وتأجيل عدم تسليم السلطة للرئيس القادم.. بل إن بعض هؤلاء المحللين الذين سارعوا للأسف بالطعن في نزاهة هيئة المحكمة ورئيسها المستشار أحمد رفعت بالقول أن الأحكام سياسية وليست قضائية، أخذوا يروجون إلي أن المجلس العسكري سوف يشجع الاحتجاجات الغاضبة والرافضة للأحكام، حتي يصبح من الصعب أو المستحيل إتمام مرحلة الإعادة في انتخابات الرئاسة، وبالتالي تأجيل انتخابات الرئيس الجديد الذي سوف تسلم إليه السلطة التنفيذية. لكن هؤلاء هم الذين روجوا من قبل أن الانتخابات البرلمانية لن تتم وسوف تؤجل، وإن تمت سوف يتم إلغاؤها بعد أن تسيل خلالها دماء غزيرة نتيجة العنف الذي سوف يصاحبها.. ومع ذلك رأينا كيف أن كل ماروجوه كان كذباً.. فقد تمت الانتخابات بدون عنف وانتهت بسلام ليكون لنا برلمان جديد تسلم بالفعل السلطة التشريعية منذ أول جلسة انعقاد له، بغض النظر عن أنه أساء استخدام هذه السلطة فيما بعد.. وقد تكرر إخفاق هؤلاء واكتشفنا أكاذيبهم في الانتخابات الرئاسية، حينما خابت كل توقعاتهم بتأجيل الانتخابات!. وقياسا علي ذلك سوف نسمع كثيرا من التكهنات والتوقعات النخبوية ذات النكهة الحارة حول استحالة إتمام انتخابات الإعادة الرئاسية.. لكن هذه التكهنات ستكون طائشة، لأن عجلة الانتخابات الرئاسية دارت بالفعل ولن يستطيع أن يوقفها أحد حتي ولو رغب في ذلك محللو النخبة الفاشلين الذين يستمتعون بممارسة تجارة الفوضي!