وصلتني رسالة تقول: تزوجت من شاب طيب أحبه ويحبني إلا أن مشكلتي التي أعاني منها هي أنه واقع تحت سيطرة أمه ذات الشخصية القوية وهو ابنها الوحيد وله اخت واحدة مطلقة بسبب كثرة تدخلات أمها في حياتها، رزقنا الله بطفل، تريد والدة زوجي الاستئثار به وتتحكم في كل ما يخصه. أصبحت حياتي تعيسة أشعر بالوحدة والضيق لا سيما أن زوجي يزور والدته دائمًا برًا بها، ويصطحب إبني معه من دوني، لأني لا أحب زيارتها لأنها تتعمد انتقادي وتسفيه آرائي والإنقاص من قدري أمام زوجي لدرجة أنني أخشى أن يتأثر برأيها فيراني بعينها، إذا اشتكيت له من والدته يواسيني ويعتذر لي عن تصرفاتها معي ويطلب مني الصبر على مضايقة أمه لي لكنه لا بيذل جهدا يذكر لتصحيح الوضع، فهو ضعيف أمامها... أرجو مساعدتي في حل مشكلتي؟ ولصاحبة هذه الرسالة أقول: من الأمور الإيجابية التي لابد أن تنظري إليها لتساعدك على تخطي كل الصعاب: الحب الذي يجمع بينكما، طيبة قلب زوجك وأنه يحسن معاملتك ويدرك أنك تتحملين من أجله، فهذه نعم كبيرة فلتغتنميها، وبالنسبة لسيطرة أم زوجك وتدخلها في حياتكم فالأمر يحتاج منك الصبر حتى تتمكني من الحفاظ على حياتكم لأنها تستحق أن تحافظي عليها. حاولي التودد لها وعامليها بأخلاقك الطيبة، عامليها كأم حتى تستطيعي الصبر عليها والتمسي لها العذر فربما دعاها حبها لابنها الوحيد وخوفها من استحواذك عليه وضياعه منها لمعاملتك بهذه القسوة، قدمي لها الهدايا من حين لآخر فهذا أمر يؤلف القلوب بشكل كبير، دعيها ترى حسن أخلاقك، وأتوقع بمرور الوقت أن يتبدد الحال وتكف عن إساءتها لك، بل وتصبح لك مكانة كبيرة وحب في قلبها، فالإحسان لا يأتي إلا بالإحسان. ولا تشتكي له منها حتى لا تحمليه هموم خارجة عن إرادته لا ذنب له فيها، إياكي أن تحرضيه على عدم برها بل أعينيه عليه وأحمدي الله لأنه بهذه الأخلاق الطيبة، وسيأجرك الله ويبارك لكما في ولدكما ويرزقكما بره إن شاء الله، دعي الكلام عن المشكلات لأنه يحول الحياة لنكد مستمر وقد يتحول فيصبح الخلاف بينك وبين زوجك، ولا تتركي زوجك وابنك يذهبا بدونك أبدا ولا تسمحي لأي شيء أن يفرق بينكما، لأنه قد يتعود على فراقك ولا يشعر بأهمية وجودك في حياته أصلًا وعندها تكوني قد خسرت كل شيء لا قدر الله. ثقي في نفسك وأثبتي لزوجك مهاراتك وقدراتك حتى لا يؤثر فيه انتقاد أمه لك وبذلك يثق هو في قدراتك، أما عن حبها لابنك وتدخلها في كل ما يخصه، ففيه شق إيجابي وهو أنه حب قد يفتقده غيرك فأحيانًا تؤثر علاقة الحماة بزوجة ابنها على حبها لأحفادها مما يضر بنفسياتهم، أما الشق السلبي فيه فيمكنك بذكاء ورفق تخفيفه شيئًا فشيئًا إن شاء الله. عزيزتي اصبري وقدمي الحب والمودة تغنمين كل شيء {محافظتك على حب زوجك لك، تعوده على وجودك في حياته، احترامه لك واقتناعه بصفاتك وملكاتك، إيمانه بقدراتك في تربية ابنك، وأضيف كسب حب أم جديدة } احرصي على أن تكوني له دائما الزوجة الحبيبة والسكن، الصديقة الودود، أن تكوني له الحياة كلها، فأنت من تملكين مفاتييح السعادة وأسرارها.