قالت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية، في رؤية تحليلة لها حول الأوضاع في ليبيا، فشل ممثلون عن الحكومة الليبية المنتخبة في حضور الجولة الثانية من المحادثات المقررة في المغرب بسبب تضاعف آمال السلام المنشود. وأضافت الصحيفة البريطانية، يبدو أن فرصة ليبيا الأخيرة من أجل إحلال السلام قد فوُتت الأربعاء الماضى، حين فشلت الفصائل المتحاربة في الاتفاق بشأن عقد محادثات تحت إشراف الأممالمتحدة لإنهاء حالة الحرب الأهلية. في الوقت الذي تتواصل فيه المعارك والغارات الجوية في أنحاء ليبيا، صرح ممثلون عن مجلس النواب -حكومة البلاد المنتخبة- أن الأوضاع الراهنة حالت دون مشاركتهم في المفاوضات الجارية. وقد عمل برناردينو ليون، مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا، منذ ديسمبر على السعي لتشكيل حكومة وحدة وطنية في محاولة لإنهاء العنف الذي حول إحدى أغنى الدول الأفريقية إلى دولة فاشلة. وكان ليون قد صرح خلال هذا الأسبوع بقوله: "هناك خياران لا ثالث لهما: إما التوصل إلى اتفاق سياسي أو الاستمرار في تدمير ليبيا"، مضيفا "بالطبع، التدمير ليس خيارنا". تعيش ليبيا في حالة من الفوضى منذ إطاحة الثوار المدعومين من حلف شمال الأطلسي بالعقيد معمر القذافي في 2011، بعد 40 سنة من الحكم الدكتاتوري المطلق، لكن الصراع لا يزال قائما، بعدما رفعت الميليشيات المنتشية بالنصر، والتي كانت في الأمس القريب تحارب في صف واحد، رفعت السلاح في وجه بعضها البعض. هرعت الميليشيات من مختلف المدن الليبية للتسابق نحو السيطرة على طرابلس العاصمة، أما ائتلاف فجر ليبيا، وهو تحالف موسع يتشكل من عدة ميليشيات، من بينها جماعات إسلامية متشددة، فقد استولى على المدينة وأجبر البرلمان المنتخب حديثا على التراجع إلى طبرق، حيث تمت إعادة المؤتمر الوطني العام، سلطة الحكم السابقة، إلى الواجهة، واعتباره السلطة السياسية الشرعية في البلاد.