وسط انعدام أمنى وعدم استقرار ومخاوف غربية من زحف داعش لليبيا خاصة فى ظل الضربات التى تلقاها التنظيم فى العراق وسوريا من التحالف الدولى تعقد فى جنيف الأربعاء القادم الجولة الثانية وربما تكون الأخيرة لاحتواء الأزمة الليبية وكان ممثل الأممالمتحدة فى ليبيا برناردينو ليون قد اعلن عن موافقة الفرقاء الليبيين على عقد جولة جديدة من الحوار فى جنيف لانهاء الأزمة وذلك بعد فشل الجولة الأولى التى عقدت فى مدينة غدامس الليبية فى سبتمبر الماضى وقد أجرى المفاوضون مشاورات استمرت شهورا لإقناع الطرفين بالجلوس إلى طاولة التفاوض إلا أن القتال تسبب فى تعقيد محاولات الوساطة فى المحادثات. ويعود اختيار جنيف كمكان لانعقاد جلسات الحوار الى التدهور الأمنى فى ليبيا وهو ما صرح به ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأممالمتحدة كما كان اقتراح ليون تجميد العمليات العسكرية لبضعة أيام لإيجاد بيئة مواتية للحوار هو أحد العقبات التى تواجة المباحثات خاصة وأن العمليات اتجهت إلى تدمير مرافئ النفط. وجدير بالذكر أن الحكومة الليبية المعترف بها دوليا برئاسة عبد الله الثنى والبرلمان المنتخب تباشر العمل من شرق البلاد بعدما انتشرت العمليات العسكرية فى طرابلس مما تسبب فى سحب معظم الحكومات دبلوماسييها وعن طبيعة المفاوضات صرح عضو البرلمان السابق فى طرابلس عبد القادر الحوالى بأن محادثات جنيف لن تكون مباشرة لأن الجانبين لا يعترفان ببعضهما البعض ورغم ما يحيط بالمفاوضات من عقبات ومؤشرات سلبية إلا أن حكومات فرنسا وألمانيا وإيطاليا وأسبانيا وبريطانيا والولايات المتحدة رحبت بالمحادثات وصرحت مسئولة السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى فريدريكا موغيرينى أنه يجب انتهاز مباحثات جنيف ووصفتها بأنها الفرصة الاخيرة لمنع دخول ليبيا إلى منعطف خطير. ومن جهة أخرى ورغم إعلان الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند عدم نية بلاده التدخل فى ليبيا قبل حادثة شارل إبدو بأيام ألا أن الشعب الليبى يخشى من أن يكون حادث إبدو هو مقدمة لتدخل فرنسى فى ليبيا خاصة وأن الأنظار تتجه إلى أن ليبيا هى الوجهة القادمة لداعش، ومما يؤكد ذلك تصريح العميد صقر الجروشى آمر سلاح الجو بالجيش الليبى بأن فرنسا أبلغته بتهريب سلاح من ليبيا الى اراضيها متمثلا فى 300 بندقية نوع كلاشنكوف وهى تصريحات تزامنت مع الهجوم الإرهابى على إبدو. وصرح محمد الخوجة الباحث الليبى فى شئون الجماعات الإسلامية أن أى تحرك فرنسى نحو ليبيا وارد خاصة بعد إعلان تنظيم داعش إعدامه لصحفيين تونسيين فى بنغازى وهو أمر يعزز صورة الإرهاب فى ليبيا وشاركة الرأى أحمد درهوب عضو المجلس الوطنى الليبى السابق والذى صرح أن فرنسا من الممكن أن تقوم بعملية عسكرية فى ليبيا لاضعاف تنامى المتطرفين فى شرق وغرب ليبيا خاصة وأن فرنسا تربطها روابط تاريخية و مصالح مع الدول المجاورة لليبيا. وعن المشاركين فى الحوار فقد تم الاتفاق على وجود 4 ممثلين لمجلس النواب المعترف به دوليا ومقره طبرق وممثلين اثنين للنواب المقاطعين له ومثلهما للمؤتمر الوطنى ومقره طرابلس، بالإضافة إلى 8 شخصيات توافقيه لم تتحدد اسماؤهم بعد. ويعد الهدف الرئيسى لهذا الحوار السياسى هو تشكيل حكومة وحدة وطنية تتمتع بدعم واسع النطاق وتهيئة بيئة مستقرة للعملية الدستورية تمكن من إقرار دستور دائم جديد ووضع الترتيبات الأمنية اللازمة لإنهاء أعمال القتال المسلح التى تعصف بليبيا منذ ثلاثة سنوات. وعن النتائج التى من المنتظر ان تحققها تلك المباحثات فالأمل فى أن تحقق أهدافها ضعيف إذ من الصعب إقناع الجماعات المسلحة التخلى عن السلاح واللجوء إلى طاولة المفاوضات لانها لا تجيد إلا لغة العنف للتخاطب، بالإضافة إلى أسباب أخرى من الممكن أن تجهض مساعى الأممالمتحدة منها الهوة بين الأطراف المتنازعة والتى وصفها البعض بأنها أكبر من المسافة بين طرابلسوجنيف ومما يؤكد ذلك أن المفاوضات بين الطرفين لن تكون مباشرة.