أنا العبد الفقير لله لا أستطيع أن أصدر فتوى بخصوص الفنون ، كما أنه ليس لي أن أتصدى للإفتاء ، ولكنني أحب الفن وأتذوقه ولا أحرمه على نفسي ، الفن عندي قبيحه قبيح وحسنه حسن ، وحينما أدخل إلى دولة الإخوان السرية لأحكي لكم عن الفن في هذه الدولة وقيمته ، وأسبر غور فن الإخوان الحلال ، أو إخوان الفن الحلال ، أعرف أنه قد يتبادر إلى ذهنك فور قراءة كلمة الفن الحلال عبارة « ذبح على الطريقة الإسلامية « كأن يجلس القصَّاب الإخواني أو صاحب الخلفية الإخوانية ليذبح الفن وهو يقول بعد أن يضع السكين على رقبته « بسم الله الله أكبر « والآن لك أن تسألني وتقول : كيف يرى الإخوان الفن ؟. في عهود الإخوان الأولى كان الإخوان قريبين من الذائقة العامة لجمهور الناس وكانوا يتذوقون الفنون ، ولكن كل شيء ذهب إلى حال سبيله ، فالإخوان الجدد غير إخوان أمس ، ومع مرور الوقت تشكلت أجيال من الجماعة تم تربيتها فقهيا على حرمة فنون الرسم ، وتحريم الغناء !! آثم عندهم من يستمع للموسيقى ، وفاسق عندهم من يعزف على آلاتها ، حتى أن الموسيقى التي حرَّمها الرأي الإخواني الرسمي أصبحت رجسا من عمل الشيطان ، فهي مزامير إبليس يغيب بها عقولنا !! وشيئا فشيء أصبحت مسألة التحريم هذه مزاجا عاما للجماعة شبابها بشيوخها مع وجود فلتات من البعض تتجه نحو الإباحة ، أما الغناء فمباح عند الرأي الرسمي الإخواني بشرط ألا تصاحبه موسيقى وأن يكون كلام الغناء لا يحض على رذيلة ، وتقلصت مساحة الفنون عند الإخوان فأصبح الرسم محرما إذا كان لشيء فيه روح ، أما عن الصور الفوتوغرافية فقد قال عنها الشيخ محمد عبد الله الخطيب الذي يمثل مرجعية فقهية للجماعة ( الصور الفوتوغرافية ' حبس الظل' بعض العلماء أجازها وبعضهم أفتي بكراهيتها والضرورة تبيحها، بشرط أن يكون موضوعها لا يشتمل علي محرم كالسفور أو غيره ) . أظن أنه من المناسب الآن أن أنهي المقالة ، وفي النهاية يجب أن تكون هناك قصة ، والقصة عن «يوم» كانت نقابة المحامين قد قررته عام 2002 لمساندة الشعب الفلسطيني ، وجاءت كل القوى السياسية لتشارك في هذا اليوم ، وكان بعض الشباب من الناصريين قد أقاموا معرضا لجهاد الفلسطينيين وكانت خلفية هذا المعرض بعض أغاني المطربة فيروز التي ارتفع صوتها من أجهزة التسجيل يشدو فوق سماء النقابة ، وعندما سمع أمين عام النقابة الإخواني صوت فيروز أصابه الفزع وقام على الفور بإلغاء هذا اليوم لأن فيروز لا مكان لها في آذان الإخوان ، وعندما نقلت الخبر لصديقين لي من الإخوان من الذين يحبون الفن ويمارسونه هواية وقد كانا في السجن وقتها ، ضحكا وقال صاحب الصوت الجميل منهما وهو يسترسل في ضحكته : جاته خيبة ، هو فيه حد يقدر يجادل في فيروز !! فيروز حلال شرعا.